.. من المؤسف بحق أن تمر ذكرى استرجاع الخرطوم التي نسميها خطأ (فتح الخرطوم) وباعتبارها أكبر معركة عسكرية في تاريخنا المعاصر دون أن نقف عندها بمثل ما تستحقه، فهي الأكبر في ملحميتها من أي معركة إذ اجتمعت فيها كل أمة هذا البلد بكل جغرافيتها وإثنياتها يقودها القائد الفذ “محمد أحمد المهدي”، لانتصار صارت نتيجته في قمة ما نحدث به الناس عن بطولاتنا وانتصاراتنا ضد المستعمر، كما أضحت الخرطوم المعركة تدرس في أرقى وأكبر الأكاديميات العسكرية العالمية، ومن عظمة قائدها أن أعطت هذه الملحمة لكل أهل السودان سهماً فيها من الشمال إلى حدود الجنوب ومن الغرب إلى الشرق والوسط.. الجميع الآن يحدثونك عن دورهم التاريخي في هذه المعركة التي توج فيها “النجومي” مجهود السودانيين مجتمعين باقتحامه المذهل للخرطوم في السادس والعشرين من يناير من العام 1885م والذي انتهى بمقتل “غردون” الذي أذاق بغروره وظلاماته الشعب الصيني أمر العذاب، لتنتهي قصته البائسة تحت أقدام الإمام “المهدي” رأساً بلا جسد.. كم أتعجب من تجاهلنا لتاريخنا المجيد.. فقط معركة الخرطوم هذه إذا ما استيقظت فينا بروح شهدائها وأبطالها يوماً واحداً كل عام كفيلة بأن تخاطب وجداننا الوطني الجمعي وتبقيه دافئاً وحُراً بمثل ما ترسل لأعدائنا صفحة واحدة من تاريخنا تعلمهم كم هو عظيم وشجاع وقوي هذا الذي يُسمى السودان شعباً وأرضاً ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق