شهادتي لله

لقاء الفرصة الأخيرة

{ لقاء القمة المرتقب بين الرئيسين “البشير” و”سلفاكير” في “أديس أبابا”، يمثل الفرصة (الذهبية) الأخيرة للبلدين (السودان) و(جنوب السودان) لتحقيق اختراق حقيقي باتجاه (اتفاق) قاطع وناجع ومرضٍ للجميع، يحمل البشريات للشعبين في الشمال والجنوب.
{ نريد اتفاقاً شاملاً بين (السودان) و(الجنوب)، دون أية التفاتة إلى التهديد والوعيد بفرض عقوبات من مجلس الأمن.
{ مجلس الأمن ليس وصياً على شعب السودان، ولا ساهم يوماً في وقف الحرب بإقليم دارفور، ولا قبلها حرب العشرين عاماً في جنوب السودان.. إنه (مجلس) لتأكيد الهيمنة والاستعمار (الأمريكي) و(الأوروبي) الحديث على بلدان العالم المستضعفة، وهذه ليست من بينها إسرائيل التي ما زالت منذ العام 1967م تحتل الأراضي العربية من (جولانا سوريا)، إلى (ضفة فلسطين) إلى (أم الرشراش المصرية) المسماة ميناء (إيلات) الإسرائيلية، والأخيرة تم احتلالها عام 1949م بواسطة قوة عسكرية قادها “إسحق رابين” قتلت (350) جندياً مصرياً، ودفنتهم في (مقبرة جماعية)!! وظلت الحكومة المصرية منذ ثمانينات القرن المنصرم تطالب إسرائيل بالتفاوض حول فرية (أم الرشراش) التي تحولت بقدرة قادر إلى “إيلات”!!
{ الرئيس “سلفاكير” ومساعدوه عليهم أن يتأملوا ملياً في التاريخ، ويتعظوا ويعتبروا، ويتركوا (المماحكات) وافتعال المشكلات من حين لآخر بادعاء تبعية المنطقة (الفلانية) لجنوب السودان، ابتداء من “هلجيج” وانتهاءً بمنطقة (14 ميل)!!
{ على الفريق “سلفاكير” أن يتفرغ لبناء دولته، وتأسيس بنياته الأساسية من طرق، ومطارات، وجسور، ومستشفيات ومدارس وجامعات، وأن يسعى لتوفير الغذاء والدواء والكساء وسبل العيش الكريم لمواطنيه، بدلاً من تضييع السنوات في (حروبات) لا نهاية لها، وكأن (الجنوبيين) شعب خلق ليكون وقوداً دائماً للحرب، حتى بعد أن تحققت أمنية قادته الكبرى في استقلال دولتهم عن الدولة الأم، فصارت عضواً أصيلاً في الأمم المتحدة.
{ لقد استمعت إلى الرئيس “سلفاكير” في تلفزيون الجنوب، يتحدث في احتفال افتتاح طريق (جوبا – نمولي) الذي تم انشاؤه بتمويل (أمريكي)، وأظنه المشروع (الوحيد)، وربما الأخير الذي يموله (الأمريكان) في جنوب السودان، وكان حديثه مختلفاً، ويدعو للتفاؤل، فقد دعا إلى فتح (ثلاث طرق) بين (السودان) و(الجنوب)، بالإضافة إلى طرق أخرى تربط الدولة الوليدة، بإثيوبيا، وكينيا ويوغندا.
{ وقال “سلفاكير” إن (بضائع) السودان، لا يتم تسويقها إلاّ في (الجنوب)، وأنه في اليوم الأول لإعادة فتح طريق “الرنك”، عبرت (سبعمائة شاحنة) محملة بالمواد الغذائية والسلع الأخرى من الشمال إلى الجنوب، وأضاف: (نحنا بندفع قروش البضاعة دا.. نحنا ما شحدناهم.. هم بضاعة بتاعهم دا ما بمشي “مصر”، ولا “ليبيا”، بجي الجنوب، لأن الجنوبيين ما بشتغلوا)!!
{ وقبل حديث “سلفاكير” بأشهر دعونا إلى فتح الحدود بين البلدين، وتنشيط التجارة الحدودية، والاتفاق (أولاً) على ملفات الاقتصاد، وأولها (النفط)، لكن حكومتنا ظلت تكابر وتناور وتتمسك بأولوية الاتفاق (الأمني) وقضايا (الحدود)!! وها هم البعض منهم الآن يستجيبون لدعوات (التحكيم الدولي) في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها!! (وهاك يا محاكم، وهاك يا محامين خواجات).. والقصة معروفة والفيلم مكرر، شاهدناه في محكمة “أبيي” بقصر العدل في “لاهاي” قبل أربع سنوات!!
{ كل القضايا يمكن الاتفاق عليها إلاَّ القبول ببقاء (المليشيات) و(الفرق) العسكرية التابعة للجيش الشعبي (الجنوبي) في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
{ مرحباً بأي اتفاق مع دولة الجنوب، لا يتضمن أي إشارات للتدخل في شؤون بلادنا (الداخلية)، سواء في جبال النوبة أو النيل الأزرق أو دارفور.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية