"ديسالين" في القاهرة ووزير خارجيته في الخرطوم.. كواليس زيارتين مهمتين
الوزير الإثيوبي يؤكد أن زيارة القاهرة لا تتعلق بقضايا ثلاثية و”غندور” يكشف عن خيوط تآمر خارجي
تقرير – ميعاد مبارك
في ظل الضبابية الراهنة التي تغطي مثلث العلاقات السودانية المصرية، السودانية الإثيوبية والمصرية الإثيوبية، بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي “هايلي مريام ديسالين” زيارة إلى القاهرة متزامنة مع زيارة وزير خارجيته دكتور “ورقيني قبيو” للخرطوم.. زيارتان مهمتان في وقت حرج تسير فيه كل الاحتمالات في جميع الاتجاهات بنفس السرعة.. فهل ستفجر هاتان الزيارتان الألغام المدفونة أم تضعا سوراً للأمان حولها إلى وقت لاحق؟ وهل سيكون اسم السودان حاضراً في لقاءات “السيسي” و”ديسالين”، رغم تأكيد وزير الخارجية الإثيوبي على أن زيارة رئيس حكومته للقاهرة تأتي في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين؟
الخرطوم- ميعاد مبارك
بعد وصوله أمس (الأحد) إلى الخرطوم، التقى وزير الخارجية الإثيوبي برئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، ببيت الضيافة وسلم رسالة من رئيس الوزراء الإثيوبي “هايلي ماريام ديسالين”، الذي حطت طائرته في ذات التوقيت بالقاهرة.. وحسب وزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور” فقد كانت الرسالة حول العلاقات الثنائية بين البلدين.
{ المؤتمر الصحفي لـ”غندور” و”ورقيني”
بعد انعقاد اجتماعات التشاور بين وزير الخارجية ونظيره الإثيوبي بمباني وزارة الخارجية أمس (الأحد)، عقد الطرفان مؤتمراً صحفياً، قال “غندور” في افتتاحيته: (إن ما يربط بين السودان وإثيوبيا علاقات تاريخية وعلاقات دم وجوار ومصير ومستقبل مشترك)، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار كل ذلك، وللتشاور حول القضايا الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق في القضايا الإقليمية وخاصة في ظل الترتيبات لقمة الاتحاد الأفريقي التي ستنعقد على المستوى الوزاري في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
{ تحديات إقليمية
وزير الخارجية بروف “غندور” أوضح أنه ناقش مع نظيره الإثيوبي عدداً من القضايا، على رأسها ما يجري في الإقليم من تحديات، مشدداً على ضرورة التنسيق التام بين البلدين لحماية أمنهما وممارسة حقوقهما كاملة في بناء علاقات إستراتيجية قائمة على تحقيق الأمن مع الجيران.
{ تنسيق أمني مشترك
“غندور” خلال حديثه أكد أن رؤية البلدين تتمثل في أن أمن الإقليم من أمن البلدين، وأن يظل الإقليم مكاناً للصداقة والإخاء مع التنسيق المشترك لحماية الأمن والمواطنين، معلناً عن لقاء شهري بين وزيري خارجية البلدين في إحدى العاصمتين من أجل التنسيق، وقال وزير الخارجية: (كلفنا سفراءنا في كل مكان بالتنسيق المشترك)، وأضاف: (هنالك متغيرات تجري في الإقليم الكبير نأمل أن تكون خيراً على منطقتنا وعلى بلادنا، وهذا الأمر يحتاج أن تكون لنا إستراتيجية مشتركة وواحدة من أجل الاستفادة من إيجابيات هذه المتغيرات وتفادي سلبياتها).
{ العلاقة بين الخرطوم وأديس من أفضل العلاقات في أفريقيا
من جانبه، قال وزير الخارجية الإثيوبي “ورقيني قبيو” إن زيارته للخرطوم متابعة للقاءات السابقة، ووصف العلاقة بين البلدين بالحميمة وأنها من أحسن العلاقات في أفريقيا، وأنها علاقة قائمة على تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، فضلاً عن كونها علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية.
{ حلول النقاش
أوضح “ورقيني”: (ناقشنا ما يجري في الإقليم ونحن مستعدون وسنستمر في التواصل لصالح الاستقرار والأمن في المنطقة، وإذا كانت هناك أية مشاكل نستطيع أن نحلها بالنقاش والمباحثات.. وأقول إن إثيوبيا والسودان تعايشا لقرون وهذه العلاقات ستستمر وتعزز). وأكمل: (نحن في إثيوبيا نضع نصب أعيننا العلاقة بين البلدين). وقال الوزير إن الاجتماع تناول جميع القضايا، مؤكداً أن البلدين سيعملان معاً من أجل التنسيق والتواصل الدائم.
{ سوء تفاهم
في رده على تساؤلات الصحفيين حول تدخل إثيوبيا في حال تعرض السودان لهجوم، في إشارة إلى اتفاقية التعاون العسكري المشترك بين البلدين، قال “ورقيني”: (نحن سنعمل من أجل السلام وهذا هو الأهم، وإذا كان هناك سوء تفاهم واختلافات سنظل نعمل لحلها وطرح كل المواضيع على طاولة المفاوضات وحلها بطريقة سلمية، وأي تصعيد سنواجهه بالنقاش والأساليب الدبلوماسية).
{ تهديدات
“غندور” في رده على أسئلة الصحفيين عن جود تهديدات في الحدود الشرقية من قبل إريتريا بدعم مصري وإماراتي، التزم الحياد، وشدد على عدم ذكر بلد بعينها قائلاً (السودان لا يتحدث عن حشود تقيمها دولة بعينها لكنه يتحدث عن تهديد من ناحية الشرق، ومعروف أن قوى المعارضة موجودة بالشرق، ونحن نحسب لهذا التهديد، والقوات المسلحة حركت جزءاً من قواتها لمواجهة أي تهديدات تحسباً لما يهدد أمن وسلامة السودان)، وزاد: (حتى الآن لا نتحدث عن تهديدات دولة بعينها لكن لدينا خيوط أن هنالك البعض الذي يحاول أن يؤذي أمننا، وسنوضح بالتفاصيل ذلك في الوقت المناسب).
وعند مواجهة “غندور” بتصريحات مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود” عن حشود مصرية في الحدود الشرقية، رد وزير الخارجية باقتضاب: (ما قلته هو إجابتنا من الخارجية).
{ سد النهضة والاتفاق الثلاثي
وزير الخارجية الإثيوبي الذي أسر بتخوفه من أسئلة الصحفيين، قوبل بسؤال من الصحفيين عن مطالبة مصر بسحب السودان من مفاوضات سد النهضة، فأكد أن سد النهضة ومياه النيل هي قضية ثلاثية بطبيعتها وإعلان المبادئ الموقع عليه من قبل الدول الثلاث ينص على ذلك صراحة، وقال إن هذه اتفاقية ثلاثية وسنعمل على هذا الإطار.
{ زيارة “ديسالين” للقاهرة
وزير الخارجية الإثيوبي خلال تصريحاته في الخرطوم، أوضح أن زيارة رئيس الوزراء “هايلي مريام ديسالين” إلى مصر تأتي في إطار العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، وأن البلدين لديهما أشياء اقتصادية وسياسية، مشدداً على أن الزيارة لا تتعلق بقضايا ثلاثية وإنما ثنائية.
في وقت أكد فيه الإعلام المصري أن لقاء “ديسالين” و”السيسي” سيناقش مبادرة مصرية لرأب الصدع بين إثيوبيا وإريتريا، فضلاً عن سد النهضة والمستجدات في مثلث العلاقات السودانية الإثيوبية المصرية.