دعهم يأتونك!!
جاء في الأخبار أن الحزب الشيوعي بولاية الخرطوم يعتزم تقديم مذكرة لوالي الخرطوم، يوم غدٍ الثلاثاء من خلال مسيرة سلمية.. وتتضمن المذكرة رؤية شيوعيي ولاية الخرطوم، حول الإجراءات الاقتصادية وكيفية معالجة الأزمة التي يعاني منها المواطنون في الأيام الأخيرة.. وقالت قيادة الحزب الشيوعي بولاية الخرطوم، إنها خاطبت الأمانة العامة لرئاسة الولاية للسماح لها بتسيير المسيرة وتسلم المذكرة من قيادة الحزب الشيوعي!!
ليت الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم، رحب بقادة الحزب الشيوعي ومنحهم أذناً وفق الضوابط التي تنظم المسيرات السلمية في الولاية، وحضر بنفسه وتسلم المذكرة من قادة الحزب الشيوعي وخاطبهم شاكراً.
لهم موقفهم الوطني.. وتفاعلهم مع الأحداث.. وانتهاجهم سلوكاً مدنياً متحضراً في إدارة الخلاف والاختلاف والفريق “عبد الرحيم محمد حسين” رجل نظيف اليد وعفيف اللسان ينتمي للمؤسسة العسكرية وجداناً وسلوكاً أكثر من انتمائه الفكري والتنظيمي للحركة الإسلامية، وهو يفتح أبواب بيته لكل الناس ولا يضيق صدره بنقد مهما كان متجنياً.. وإذا استقبل “عبد الرحيم” احتجاجات الحزب الشيوعي السلمية فإن ذلك يضيف له ولا ينتقص منه.. ويبعث برسالة تغيير حقيقي في سياسات النظام عاشها الناس حدثاً في الواقع طارت به أجهزة الإعلام بدلاً عن الحديث عن التغيير من منصات التخاطب فقط.. ونصوص مقررات الحوار.. والحزب الشيوعي فصيل وطني لا ينكر أحداً ذلك.. وله مساهمات كبيرة في الثورات والتغييرات والانقلابات والتمردات.. وحينما يتقدم الحزب بطلب رسمي تسيير مسيرة سلمية احتجاجية تتحمل قيادة الحزب المسؤولية عن أية سلوك تخريبي يطال الممتلكات العامة والخاصة.. ومهمة الشرطة تحديد مسار المسيرة وحمايتها حتى تبلغ رسالتها وتنفض دون عنف معنوي أو مادي.. وفي ذات الوقت تضع المسيرة الحزب الشيوعي في دائرة الضوء والفحص، هل يملك فعلاً رصيداً في بنك الجماهير بعد أن جفت الشيوعية في منابعها وأنهارها؟ أم الحزب الشيوعي مجرد جعجعة بلا طحين.. وأصوات شاهقة بلا قواعد شعبية.. والحزب الشيوعي بطبيعته تعتبر الخرطوم العاصمة هي مزرعته الأولى وحاضنته الدافئة.. وإذا سمحت له السُلطات بالاحتجاج وتسليم مذكرة لولاية الخرطوم، فإن ذلك يضعه أمام مسؤوليات كبيرة من جهة عليه الحفاظ على السلامة العامة وفي ذات الوقت إثبات للشعب بأن الشيوعيين لا يزالون على قيد الحياة والذين صوتوا لـ”عز الدين علي عامر” في دائرة العمارات لم يدفنوا مع الرجل ومن المفارقات في هذا البلد أن حزب الطبقة العاملة والمسحوقين لم يحصل على أصوات إلا في أكثر الأحياء برجوازية في السودان.
مستشارو الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، إذا عكفوا بذهن مفتوح وعقل سياسي وتقدير للمسؤولية لطلبوا من الوالي السماح للحزب الشيوعي بتقديم مذكرته وعلى أن يتسلمها الوالي بنفسه ويخاطبهم أي الشيوعيين أن رغبوا في ذلك وإذا انصرفوا ذلك شأنهم.. لكن مذكرة الحزب الشيوعي السلمية لصالح كل الأطراف إذا كانت الأمور تأخذ بقدرها السياسي لا باعتباراتها الأمنية!!