رأي

بكل الوضوح

رحيل (ود الجبل) الدهشة والجدل
عامر باشاب

{ البلاد بأجمعها، مشارقها ومغاربها، فجعت بالأمس برحيل رجل الأعمال السوداني الملياردير الأشهر “بابكر حامد موسى” (ود الجبل) الذي اختفى في الفترة الأخيرة من الواجهة وغاب عن الأوساط بسبب وعكة مرضية ألزمته فيلته بالطائف وجعلته يتنقل في عدة رحلات علاجية بدأت بمصر وانتهت بالأردن التي فاضت فيها روحه. 
{ منذ إعلان خبر رحيل (ود الجبل) صباح الأمس لم يكن هناك حديث بين السودانيين بمختلف تصنيفاتهم الطبقية وفئاتهم العمرية غير سيرة هذا الرجل المثير للدهشة وللجدل “با بكر ود الجبل”. 
{ وظل الجميع يتبارون شفاهة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي في سرد حكايات وقصص عن بداية هذا الرجل الذي عرف بشطارته في التجارة وبعطائه وخدماته الإنسانية، وتميزه بالتواضع والتواصل مع كل فئات المجتمع الأثرياء والبسطاء، وهذا ما جعله قريباً من الناس ودخل قلوبهم بسرعة، وفجأة أصبحت له جماهيرية ومحبون يتناقلون أخباره ويتتبعون نجاحاته خطوة بخطوة.
{ أرادت الأقدار أن يرحل (ود الجبل) في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد بأسوأ الازمات الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الغذائية وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي تسبب في ارتفاع سعرها مضاعفة الدولار الجمركي.. ومن المعروف عن (ود الجبل) أنه من أشهر التجار الذين نشطوا في تجارة العملة الأجنبية خاصة الدولار الذي تجاوز سعره الآن الـ(30) جنيهاً، ولكنه- أي (ود الجبل)- فارق السوق السوداء قبل عدة سنوات ونشط في مجال المقاولات.
{ جمعتني بالراحل علاقة مودة واحترام وكنت دائماً ما أقابله في المناسبات الاجتماعية خاصة الأفراح، وآخر مرة قابلته فيها قبل وعكته المرضية قبل الأخيرة وطلب مني أنا والإعلامي الشاعر الدكتور “عبد العظيم أكول” زيارته في مكتبه لأنه يريد أن يتحدث عن جوانب خفية في حياته التجارية وعلاقاته الإنسانية.
{ بالإضافة إلى أنه كان يريد أن يقول رأيه المتواضع في الأزمة الاقتصادية والفوضى التي يعيشها السوق بعد ظهور تجار الفجأة.. وعن الأفراد الذين ظلوا يتحكمون في سوق العملة الأجنبية والتقلبات التي ظل يشهدها سوق المقاولات، بالإضافة إلى توضيح رؤيته البسيطة التي تتلخص في إشراك التجار ورجال الأعمال لإخراج  البلاد من الأزمات الاقتصادية وغيرها من تفاصيل حوار بدأ ولم يكتمل لأن الموت كان أسرع وأسبق.. وأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر.
{ رحم الله (ود الجبل)، وألهم أهله وجميع السودانيين الصبر والسلوان.. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية