رأي

مسألة مستعجلة

وزراء النفي والإثبات!!
نجل الدين ادم
أحياناً أحس أن بعض مسؤولينا في الحكومة يعيشون في كوكب غير الذي نعيش فيه نحن، وهم يتفنون في نفي وقائع حقيقية نعيشها. وللأسف الشديد أنهم ينفون ما هو مثبت من حقائق لا تكذبها العين المجردة، ليجدوا أنفسهم خارج إطار الحقائق، لا اعرف أن كان ذلك عن قصد أو غير قصد؟!
أمس صدمت بتصريح وزير الدولة بالصناعة السيد “عبده داؤود” وهو ينفي وجود أي زيادات في أسعار السُكر وعدم وجود أي أزمة في الجازولين والبنزين، حقاً مؤسف أن كان الوزير لا يذهب إلى السوق ويشتري مثل بقية خلق الله، ليعرف الأسعار الواقعية وتلك التي تحدثه عنها التقارير.
 فيا سعادة الوزير ادعوك لزيارة اقرب بقالة لشراء كيلو سُكر، فإنك ستجد أن سعر اليوم هو (18) جنيهاً، وقبل أيام قليلة كان سعر الكيلو هو مبلغ 14 جنيهاً، فالفرق كبير يا سعادة الوزير، أربعة جنيهات مرة واحدة هي الزيادة التي فرضت على كيلو سُكر واحد!
اتوقع أن يكون رد السيد الوزير عندما تحاصره الأسئلة أن يقول إن الأسعار في مصانع السُكر ليست بها زيادة وأن أي زيادة خارج المصانع ليست بمسؤوليتهم، حينها سنقول لك إذا كان هذا بالفعل لا يعنيك كوزير اتحادي فلماذا تتبرع بالمعلومة المغلوطة التي لا تمت للحقيقة بأي صلة وواقع؟!
أما أزمة الجازولين التي ينفيها سعادته فإننا نسأل عن معنى مفردة أزمة لنرد على نفي الوزير، أليس الأزمة هي الندرة وعدم توفر السلعة، أم أن المعنى آخر ونحن لا نعرفه؟.
الأزمة موجودة ولو كلف “سعادتو” رفع زجاج عربته أثناء مروره في شوارع العاصمة الممتدة لوجد صفوف العربات التي تملأ الطلمبات، ولوجد أن الكثير من الطلمبات أغلقت أنوارها ليلة أول أمس، منذ وقت مبكر.
ليس هذا هو النفي الأول لوزير عن زيادة الأسعار أو عن الأزمة ليكون الواقع مغايراً للذي يصرحون به، وخير شاهد على ذلك نفي وجود زيادة على سعر الدقيق والقمح، لتكون الطامة الكبرى (عيشة بجنيه)، بل إنني اتوقع أن لا يقف نفي هؤلاء الوزراء عند هذا الحد طالما أنهم لا يوجدون من يستجوبهم بتدابير قوية وصارمة تصل إلى حد طرح الثقة، فلذلك لا نتوقع سوى النفي، الذي بلغ مبلغه.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية