بكل الوضوح
حماية المستهلك من مين؟!
عامر باشاب
{ مواطن يبدو أنه من المسحوقين الذين لم يعد لديهم قدرة على شراء الصحف واكتفوا فقط بمطالعة خطوطها العريضة من على واجهات عرضها بالمكتبات أو المفروشة على الأرض.
{ هذا المواطن مجرد أن وقعت عيناه على هذا العنوان (شرطة لحماية المستهلك) صاح بأعلى صوته قائلاً: (هذه الشرطة تحمينا من مين؟ من جشع التجار؟ أو من الحكومة وإصرارها المتواصل على رفع الأسعار؟).
{ ومن ضمن الأنباء التي تصدرت الصفحات الأولى بصحف الخرطوم بالأمس خبر يكشف عن أن حكومة ولاية الخرطوم شرعت في ترتيبات وإجراءات لتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل مواطني الولاية.. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا وبقوة: لماذا هذه الصحوة أو الانتباهة من حكومة ولاية الخرطوم تجاه مواطنيها في هذا التوقيت بالذات؟ لماذا حكومة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” لم تعمل على تخفيف أعباء المعيشة منذ أن تسلمت مقاليد حكم الخرطوم قبل عدة سنوات؟
{ (حكومة الزيروهات الفاشلة) لماذا لم تتحرك من زمان لوضع ضوابط لتحديد وضبط الأسعار والأوزان ومراقبة الأسواق؟ لماذا الآن بعد أن عمت الفوضى و(الحكاية جاطت) في السوق وسيطر عليه الاستغلاليون من التجارة والسماسرة واحتكروا السلع خاصة الضرورية وأوصلوا أسعارها إلى درجة الغليان، وأوصلوا جيب المواطن إلى درجة الذوبان؟!
{ الآن وبعد هذه الصحوة المتأخرة يا ليت حكومة الخرطوم تعمل بجدية على تنفيذ ما أعلنت عنه من إجراءات وترتيبات لضبط السوق المطلوق.. ونتمنى أن لا تفشل مساعيها تجاه تخفيف أعباء المعيشة، مثلما فشلت من قبل في تنفيذ مشاريع (الزيروهات) الثلاثة (زيرو عطش.. زيرو حفر.. زيرو كوش)، فواقع الخرطوم عموم يؤكد بأنها ما زالت (عطشانة) (وسخانة) (محفرة)..!!
{ الآن وبعد أن أصبحت الرغيفة بـ(جنيه)، الخرطوم تهيأت لتُعلن هذا العام عاصمة للجوع العربي والأفريقي..!!
{ ونتوقع في هذه الأيام أن يخرج علينا المنظراتية بمشروع (زيرو جوع) لينضم إلى بقية مشاريع الزيروهات الفاشلة.
} وضوح أخير
{ بعد كم هائل من السياسات الاقتصادية الخاطئة ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المواطن السوداني أصبح هو الذي يخفف أعباء الضغوطات عن الحكومة وليس العكس..!!
{ وربك يستر.