رأي

المشهد السياسي

القلم مسؤولية كما الحكم والسياسة
موسى يعقوب
يسعى المجلس القومي للصحافة هذه الأيام وعبر لجنة السلوك والتقويم المهني إلى إصلاح الحال بين حملة الأقلام في الصحافة الرياضية بالشورى والتفاهم، والكف عن الأذى وما هو جارح للحياء والأدب في المجتمع السوداني الذي له تقاليده ومرجعياته.
وفي سياق آخر، كان المهندس “الطيب مصطفى” في زاويته (زفرات حرى) الخميس الماضي قد تناول مقالاً للصحفي السعودي “الراشد” بصحيفة (عكاظ) السعودية، خرج فيه “الراشد” عن مسؤولية القلم والسياسة والمصلحة الوطنية الخليجية والعربية الإسلامية كذلك.
“الراشد” الذي بلغ من العمر ما بلغ وكانت له تجربته الصحفية في صحيفة (الشرق الأوسط) وغيرها.. كان قد دعا في مقاله الذي تصدى له الكاتب والإعلامي (الشرس) “الطيب مصطفى” إلى أن:
{ تدعم دول الخليج الرئيس المصري “السيسي” حتى يتمكن من خلال قوة عسكرية مصرية خليجية من إسقاط النظام في السودان!
{ وبناء قوة عسكرية خليجية مصرية هدفها الإستراتيجي (التحكم في الأنظمة السياسية بالمنطقة).
ذلك برأي “الراشد” يدعم الاقتصاد المصري بمشاريع كبرى وليس عبر المنح والقروض.. فضعف مصر الاقتصادي يقول “الراشد” تسبب في عجزها عن كبح جماح قوى خارجية صغيرة مثل (حماس) في غزة ونظام “البشير” في السودان..!! فذلك النظام في السودان كما يرى “الراشد” ظل شوكة في خاصرة مصر والمنطقة..!
ذلك كله الذي ذهب إليه “الراشد” لا ينطق باسم المصلحة الخليجية ولا المصرية فضلاً عن الأمة الإسلامية.
فالنظام الحاكم في السودان خليجياً في علاقة وصلات دبلوماسية واقتصادية طيبة.. وينتظر منه الكثير والعالم كله في حالة ظروف اقتصادية وسياسية متغيرة للسودان إمكاناته وممكناته التي يعوّل عليها. فالوفود الرسمية والمؤسساتية بين الأطراف لم تنقطع.. والعطاء بين الخليج والسودان في الهموم كان أكبر.
ونذكر هنا دور المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات وغيرها في رفع الحظر الاقتصادي الأمريكي عن السودان، مع عدم الالتزام بإجراءات المحكمة الجنائية ضد الرئيس السوداني المشير “البشير”.. فالمحكمة باتت برأي الجميع سياسية وليست قانونية عدلية.
ثم دور السودان في عاصفة الحزم وغيرها مما يدعم أمن واستقرار اليمن والمملكة العربية السعودية، وذلك ما لم تفعله مصر التي يذهب “الراشد” إلى أن النظام في السودان ظل شوكة في خاصرتها والمنطقة. وهذا كله ما يكذبه الواقع غير أن (الغرض مرض) كما يقولون..!
و(حماس) في غزة الآن وغيرها من الفلسطينيين هم من يقفون مع القدس والدولة الفلسطينية وضد قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب”.
ونقول للكاتب والصحفي “الراشد” القلم مسؤولية فاتقِ الله، واعطف بمصالح المنطقة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية