رأي

عز الكلام

وتاني مهرجان البركل!
ام  وضاح
لم تحتفِ الولاية الشمالية وحدها بانطلاق النسخة الأولى من مهرجان البركل، لأن المهرجان كان عرساً للسياحة والتراث السوداني، والبركل من الآثار العالمية المسجلة في سفر المنظمات المهتمة والمعنية بالتراث والحضارة، لذلك لم يكن على الإطلاق هذا المهرجان قبلياً أو طبقياً أو حتى منطقياً بقدر ما إن البركل هو رمز سوداني شامل ووحدوي،
ورغم أن المهرجان في نسخته الأولى كان شعبياً قام بجهد رجال آمنوا به ومنحوه وقتهم وجهدهم وعرقهم، وتخطوا كل العراقيل التي وضعت أمامهم بل تجاوزوا الرفض الواضح من كثيرين أرادوا أن يوأدوه في مهده دون أن يسألوا بأي ذنب قتل، رغم ذلك حقق المهرجان صيتاً وسمعة وحقق الجمع الشعبي والرسمي رغماً عن أنف صعوبة البدايات الأولى من بنيات تحتية ومخاض حقيقي لم تكن المنطقة مهيأة له آنذاك، واستشعرت الرئاسة أهمية هذا الحدث فرفعه السيد الرئيس بقرار جمهوري إلى هيئة، وأعلن دعم الدولة له لكن بدلا من أن يتطور المهرجان وينافس المهرجانات العربية والعالمية، أصابته السكتة الدماغية ودخل في موت سريري، كما حدث للنسخة الرابعة من المهرجان التي جاءت للأسف مسخاً مشوهاً ومبتور الأعضاء، والغريبة والعجيبة أن الحاجات في المهرجان ده ماشه بالمقلوب بدليل أن المهرجان الذي بدأ بميزانية لم تتعدَ التلاتة مليارات، ولفت الأنظار إليه كان الطبيعي أن يتصاعد مستواه إلى القمة، وقد وصلت الميزانية إلى تلاتة عشر مليار، وبدلاً عن ذلك تدهور المهرجان وكاد أن يدق الدلجة، ده كان مادق الدلجة فعلاً، والكارثة الكبرى أن مخرجات هذه النسخة أوصت بنقل المهرجان إلى كرمة، مما اعتبره هزيمة للفكرة وهزيمة للمهرجان وهزيمة للذين ناضلوا وقاتلوا حتى رأى المهرجان النور، ولعل السيد نائب الرئيس “حسبو” الذي وجه بنقل النسخة القادمة إلى كرمة، لم يقرأ بتمعن فكرة المهرجان ودلالاته لأن المهرجان ليس منطقة ولا شخوص، المهرجان قيمة تاريخية يستمدها من المكان الذي أصبح أيقونة، كما أن أمكنه كثيرة تقام فيها مهرجانات زي (جرش وفاس وكان) وحتى هوليوود، وعمرنا ما سمعنا أردنيين دقوا جرس وقالوا لي المهرجان يكون في جرش، ولا مغاربة عملوا جوطة وقالوا لي فاس، ولا الأمريكان قالوا لي بس هوليوود، الفكرة دائماً لا تجرد من حسها القومي كما فعل بعضهم، وطوالي مارست الحكومة حالة الانبطاح ليوجه بتحويل مهرجان أخذ اسمه وصبغته وكيانه من جبل البركل، الذي ليس هو ملكاً للشايقية ولا للمحس وللحلفاويين ولا الدناقلة ولا الجعلية ولا الرزيقات، إلى مكان آخر حيث مدينة كرمة  والبركل، حق السودان كله شرقه وغربه شماله وجنوبه يعنينا ويهمنا كما تعنينا جبال التاكا وجبل مرة لكن نسوي شنو في النعرة القبلية والتفكير العنصري الودا البلد في ستين داهية، وبدلأ من أن يحارب من المسؤولين الكبار ينساقون وراء بعض الدعوات ويحول المهرجان إلى (كرمة) مع تقديرنا واحترامنا لأهل كرمة أرضاً وناس ليفقد رونقه واسمه، فهل سيتحول إلى مهرجان كرمة أم أنه سيظل مهرجان البركل فرع كرمة واللا الحيحصل شنو ما تفهمونا يا جدعان !!!
كلمة عزيزة
السيد وزير المالية صرح بأنه سيغادر إلى الصين، لطلب قرض من الصينيين، والقرض ده اسم الدلع (للشحدة) لأن الرجل عايز يلز منصرفات البلد بقروض يدفع الشعب السوداني فاتورتها لاحقاً، لأن الصينيين لن يعفوها من أجل عيونا العسلية يا وزير المالية، رجاءً اعترف بشجاعة الفرسان، أن الحكاية فلتت من يدك، وسلم الراية لمن يستطيع أن يأخد بيدنا ويمرقنا من الحفرة دي!!
كلمة اعز
كل الامتحانات والابتلاءات التي تعرضت لها بلادنا في السابق، كنت على يقين أننا سنعديها وأن شعبنا واعٍ ومتفهم وسيفوت الفرصة على المتربصين، لكن والله ما خايفة على البلد دي إلا من العيشة أم جنيه!!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية