رأي

بكل الوضوح

ما في رأس السنة.. وما بداخل رأس الشباب!
عامر باشاب

{ أول الأخبار الصادمة بفضائحها من أولها كدة.. ضبط (30) شاباً وشابة في أولى ساعات اليوم الأول من السنة الميلادية 2018  في جلسة مختلطة (راس براس) يستقبلون رأس هذه السنة الجديدة ويدشنون نشوة احتفالهم بتعاطي الخمور والمخدرات، داهمتهم شرطة أمن المجتمع داخل شقة بحي كافوري ببحري بعضهم مخمور بالويسكي وبعضهم (ساطل) بالحشيش وفتيات بأزياء فاضحة وآخرون وجدوا يمارسون أفعالاً فاضحة ومخلة بالآداب العامة.
{ هذا الخبر تقريباً ظل يتكرر كل عام في مثل هذا اليوم مع اختلاف الزمان والمكان، واختلاف عدد المضبوطين، واختلاف أشكالهم وأنواع الخمور والمخدرات المضبوطة بحوزتهم.
وهذا يؤكد أن الشيطان يدور بنزغه وبنشاط عالٍ مسيطراً على رؤوس الشباب من الجنسين في هذه المناسبة السنوية (رأس السنة)، ويزين لهم أفعال الرذيلة بكل أنواعها، وينقلهم عبر نشوة (أم الكبائر) من خطأ إلى خطأ أكبر حتى يوقعهم في الخطيئة الكبرى بخسائرها الفادحة على الطرفين، بل وتلحق بخسائرها على كل المجتمع والسبب نزوة وشهوة شيطانية، وقد يحاول بعضهم علاجها بجريمة أكبر لا تغتفر.
{ والكارثة أن غالبية الشباب في البلاد الإسلامية بمن فيهم فئة كبيرة من شباب السودان أصبحوا ضحايا سهلة الاصطياد والافتراس من قبل شياطين الجن والإنس يسيطرون على عقولهم وبكل وسائل التواصل الحديثة، يحركونهم ذات اليمين وذات اليسار ويجرجرونهم غرائزياً بالمشهيات والملهيات إلى ميادين الدمار الشامل.
{ يجب أن تنتبه القيادات العليا بالدولة، خاصة الجهات المعنية بأمر الشباب، إلى الحروب الخفية التي تدار ضد حاضر ومستقبل هذه الأمة (الشباب)، والهدف الرئيس من هذه الحرب الخفية هو تفريغ رأس الشباب من كل نشاط إيجابي وملؤها بكل ما هو خبيث حتى تسهل عملية نقلهم من مربع الفاعلية في بناء المجتمع وتنمية البلاد إلى مربع الأفعال الفاضحة التي تقتل همّة الشباب وتفقدهم القدرة على التفكير والتحصيل والإنتاج.
} وضوح أخير
{ بالجد الأمر خطير والخسائر فادحة، والعلاج يحتاج لانتباهة كبيرة ووعي بالخطر وإرادة للمواجهة والإسراع لوضع دراسة عميقة يشترك فيها كل أفراد المجتمع في البيت وفي الشارع وفي المسرح وفي السلطة.
{ حتى ما نقول انتهينا وننهي جيل ينظر إلينا باني آمالو وطموحو ومعتمد أبداً علينا.. من هنا نقول لقيادات البلاد (حكومة ومعارضة) الشباب هم الثروة الحقيقية التي يجب أن ندخرها للمستقبل، فلا تتركوهم فريسة للأعداء ليضيعوهم في ظل انشغالكم باقتسام الثروة والسلطة.
{ ربنا يكفينا شرور رأس السنة ورأس الشيطان ورأس الهوس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية