عز الكلام
كالعادة لم تخذلنا الأجهزة الأمنية!
ام وضاح
بكل المقاييس والدرجات نجحت الأجهزة الأمنية والشرطية في ولاية الخرطوم، في اجتياز امتحان ليلة الاحتفال بأعياد الاستقلال ورأس السنة الميلادية وهي الاحتفالات التي تشهد ازدحاماً واكتظاظاً لا مثيل له في كل المناسبات بما فيها مواسم الأعياد التي يحدث فيها العكس حيث تخلو الخرطوم من ساكنيها، وأعداد كبيرة من أبناء الولايات يفضلون الاحتفال بالأعياد مع أسرهم في مدنهم خارج الخرطوم، أما ليلة رأس السنة فالعميان شايل المكسر كما نقول حيث تتجه الأسر والشباب إما نحو الصالات أو الميادين والساحات للاحتفال حتى الصباح وهو بالتأكيد ما يحتاج حساً أمنياً عالياً وحيطة وحذر غير مسبوقين، لأن الجو العام لهذه الأمسية جو ملبد بالتوتر الذي هو نتيجة طبيعية لهذا الازدحام، لكن وكما العهد بها تؤكد الشرطة السودانية التي شهدت في عهد مديرها الفريق “هاشم عثمان” تطوراً غير مسبوق في الأجهزة الراصدة والمراقبة وفي التدريب والتأهيل تؤكد أنها عند الموعد تماماً صماماً للأمان وعيناً ساهرة تحفظ المال والعرض حيث لم يخلُ شارع أو صالة أو زقاق من شرطي عينه كالصقر يقظة وترقب. فاستحقوا الشكر والعرفان أنهم كانوا فوق العادة في ليلة هي بالتأكيد فوق العادة وهذا الدور المهم الذي لعبته الشرطة تكامل وامتزج بدور آخر لا يقل أهمية قامت به أجهزة الأمن التي كانت تراقب وتتابع عن قرب، وأكاد أجزم أنهم كانوا يعدون الأنفاس قبل الأصوات، ويراقبون السكون قبل الحراك لكن بفهم وحرفنة لم يضايقوا أحد أو يتعدوا على حرية أحد، ورغم ذلك ظلوا قابضين على اللجام وظابطين النظام، ورغم استثنائية الليلة الطويلة إلا أن رجال المرور سجلوا حضوراً ناجحاً وساهموا بالسهم الأعلى أن تنساب الشوارع دون اكتظاظ ممل ومعرقل، لذلك ورغم أعداد الراكبين والراجلين إلا أن حركة المرور كانت أكثر من عادية، وتمكن الجميع من الوصول إلى وجهاتهم والعودة منها بشكل آمن وسلس، لذلك اعتبر أن ليلة الاحتفال برأس السنة أكدت أن هذه البلاد ولله الحمد في أيدي أمينة، وهذه الأجهزة تعامل رجالها مع الحدث بمنتهى الاحتراف والهارمونية والسلاسة والشدة والقبضة الحديدية في ذات الوقت لتسهر الخرطوم وتصحو على أمن وأمان. فالتحية لكل هؤلاء ضباطاً وضباط صف وجنود والتحية للجنة الأمن التي ترأسها السيد الفريق “أبو شنب” الذي تحملت محليته رهق استضافة هذه الاحتفالات الرسمية والشعبية لتتضاعف عليه المسؤولية في هذه الأمسية المهمة لكنه وكما العادة تحمل مسؤوليات القائد الذي لا تفوته شاردة وواردة إلى جانبه رجال يسدون عين الشمس عبروا بالسفينة إلى بر الأمان وهي رحلة رغم ساعاتها القصيرة إلا أنها صعبة وخطيرة ما كان لها أن تصل بسلام لولا هذا الجهد الكبير والمقدر.
كلمة عزيزة
صحيح الأجهزة الشرطية والأمنية تحملت مسؤولية الحفاظ على الأمن في ليلة الاحتفالات لكن بالضرورة أن احي أيضا وعي الشعب السوداني الراقي المتحضر، وقد اختفت كثير من مظاهر اللهو غير البرئ التي كان يمارسها بعض الصبية والمتفلتين والتزم معظم الساهرين بالقانون والسلوك الحضاري إلا قلة قليلة هي كما النقطة السوداء على الثوب الأبيض.
كلمة اعز
دشن أمس رسمياً قطار الخرطوم/ الجزيرة الجديد الذي يمثل عودة الروح للسكة حديد التي أعدمت للأسف من غير مبررات ولا منطق فكان ذلك سبباً في تأخر التنمية وتخلف كثير من المشاريع وهي التي كانت الشريان النابض لكل السودان، ورغم تأخر عودة السكة حديد إلى سابق عهدها إلا أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي، فالتهنئة لأهلنا في الجزيرة الذين سيشكل هذا الخط تحولاً كبيراً في حياتهم يقف على رأس هذه الأولويات أن يتوقف نزيف الأسفلت الذي فقدنا فيه أرواحاً غالية نحتسبهم شهداء عند الله سبحانه وتعالى.