رأي

فوق رأي

الغنماية تشرب عصيرو
هناء إبراهيم

ويسألونك (روست وين) استعر لسان حبوبة جيرانك وقل لهم: (في السماء الأحمر).
مع نهاية كل عام يلزمك اعتذار لنفسك عن وعن وعن..
عن أعمال تخاذلت في إنجازها..
وعن أشخاص أوسعوك خذلاناً..
وهكذا وهكذا..
حين قلت (سكوتك أزعج الدنيا وكلامك خلى الناس تروق) سألتني حبوبة ناس جيرانا: إن كان على هذا الشخص أن يعتذر.. هل يعتذر عن سكوته أم عن كلامه؟!
 عن الإزعاج أم عن الهدوء؟!
 إن تربى على الرقي سوف يعتذر عن الاثنين، أما بالمنطق فحقو يعتذر عن  هذه اللخبطة.
ثمة من يعتذر لأنه متسامح ويعيش في سلام داخلي وبيئة نفسية رايقة.
عشان ذوق.. ما عشان غلطان.
وثمة من لم يتربَ على ذلك فيفسر اعتذارك على أنه اعتراف بالخطأ ويقوم (يردح) ليك.
والله جد..
العديد من المحامين في أمريكا الشمالية وبعض الدول وفي إطار بحثهم عن أدلة وبراهين تثبت براءة موكلهم يستخدمون واقعة الاعتذار كدليل إدانة للطرف الآخر خصوصاً في حوادث السير.
يقول الواحد منهم (إن هذا الرجل يا سيدي القاضي اعتذر من موكلي وقال له بالإنجليزي “سوري” وذلك بشهادة الشهود ورجل المرور والأماني السندسية، عليه أنا بفتكر يا حضرات السادة المستشارين دا دليل على أنه يعلم أنه مخطئ وجاني وأن موكلي بريء والغنماية تأكل بيرقرو).
يعني يا مولانا لو كان الحق معه لما كان اعتذر ولّا كيف؟!
كيف إنت دا..
أهل كندا، الكنديون الأعزاء اشتهروا بالكثير من السلوكيات الراقية والحركات الذوق، منها كثرة الاعتذار الأمر الذي دفع الجهات المختصة لتمرير قانون اسمه (قانون الاعتذار) تمت إجازته عام 2009 وينص على أن اعتذار طرف للطرف الآخر عند وقوع حادث لا يمكن استخدامه ضده في المحكمة كدليل إقرار بالذنب، فهم يعتذرون كتهذيب وتربية وفهم وهيك.
حسب فنان العرب “محمد عبده”، هناك أشياء لا تقبل القسمة على الاعتذار وذلك لأسباب منطقية.. حيث قال:
ابعتذر عن كل شيء
إلا الجراح ما للجراح إلا الصبر
إن ضايقك إني على بابك أمر
ابعتذر كلي ندم
ابعتذر عن كل شيء إلا الهوى
ما للهوى عندي عذر..
يعني يجي يقول ليك معليش والله أنا أسف حبيتك؟!!
ببساطة هو لم يختر أن يحبك
وتختلف الآراء من قلب لآخر..
والله جد..
أقول قولي هذا مرفق باعتذار لكل الزعلانين
و……..
يا حبي المُر.. العذب

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية