من أجل بعث الحركة الاتحادية العظيمة
عزالدين عمر مصطفى
جاء بصفحة (حوارات) بثالثة صحيفة (المجهر السياسي) (الغراء) والصادرة في صباح الاثنين الذي وافق 11/ ديسمبر/2017م حواراً (قنبلة) اجرته الاعلامية المقتدرة “رشان أوشي” مع القطب الاتحادي الأستاذ “صديق الهندي”، والذي جاء فيه وبالبنط العريض (أحمد بلال استعان بالسلطات لتعطيل تنفيذ اتفاق الوحدة وأغلق نادي الخريجين في وجوهنا)، (إشراقة تقول ما تشاء وبالنسبة لنا فهي نفسها جزء من الازمة التي لحقت بنا)، (الحزب الاتحادي أصبح أداؤه غير محترم ومجرد تابع).. ويمضي سليل الشريف “يوسف” فيلقي بآخر إفاداته ذاكراً (لم أتوقع أن أرث رئاسة الحزب فلقد هتف الاتحاديون مطالبين بجلوسي على مقعد الشريف الراحل ولم أقبل بذلك بل كنت أرغب في الوصول إلى هذا الموقع من منبر المؤتمر العام وأن الكثيرين من الناس يلومونني لرفضي مسألة التوريث) ويقول: (قبلنا مجموعة سوكارنو ولم نقبل بإشراقة، وأحمد بلال قد فقد البوصلة ورهن الحزب للحكومة، والصامتون داخل الحزب جزء من الجريمة) “انتهى”.
إن الشقيق “صديق الهندي” والذي كنا ندخره كركيزة تتمركز وتتدثر بدثار مبادئ الحركة الاتحادية العظيمة، وأن يكون سهماً من سهام حزبنا فيعيد لنا عظمة وفخار وكبرياء الراحل الأعظم القائد والشهيد “حسين الهندي” والذي كان كسيدنا “أبي ذر” يناضل وحده ويصادم وحده ولم يبايع ولم يصالح ولم ينحنِ “لخيبات” قادة الحزب الطائفي أو شركاء النضال والذين تركوه وحده، فغدروا به ولاقى ربه شهيداً عظيماً، فخلُدت ذكراه داخل القطر السوداني العظيم، ولكن جاء “الصديق الهندي” صغيراً ينوح على أطلال الحزب الاتحادي الديمقراطي والذي تخلق وهو يحمل كل “جينات” الانكسار والانهزام والعشوائية التي ما عرفت في طول وعرض مسيرتها غير “الخسة” و”الغدر” الذي يؤشر له تاريخياً بأنه بضاعة لسائر الأحزاب الطائفية بالسودان وكل الأقطار العربية والشرق أوسطية.
ولو جاز لي أن أعقب فأقول إن كل ما جاء بردود سيادة “ابن الأشرف” لهي ردود (دامعة) و(منتحبة) و(ثكلى)، لأن الحركة الاتحادية والتي تخلقت يوم جاءت ولا تعرف الخور والقنوط والبكاء أو العويل لأن (الحزب الاتحادي الديمقراطي) الفرع والوليد لهو تابع للتابعين ولا يعنينا نحن داخل رحاب (الحزب الوطني الاتحادي) العظيم بل وكنت موقناً بأن كل “آل الهندي” لهم الرصيد المكنوز من أجل بعث الحركة الاتحادية الكبرى والتي لا تؤمن بالانهزام أو الانكسار وأن كل الصراعات والصراعات المضادة التي واجهت (الحركة الاتحادية) منذ أن انسلخت عنها المجموعة المحسوبة على (دائرة الميرغني) وبعد أن حقق حزبنا القوي والعظيم الاستقلال من داخل البرلمان وحقق الجلاء فكانت السودنة وجاء رفع علم السودان وتنكست أعلام دولتي الاستعمار الدخيل، وكان لكيان (حزب الشعب الديمقراطي) التنظيم الحي داخل الطريقة الختمية أن يطرح صوت الثقة في حكومة “الأزهري” الوطنية الأولى بالتعاون مع صنوه الحزب الطائفي الآخر (حزب الأمة)، فسقطت حكومة السودان والتي لم تسقطها الأنظمة الاستعمارية ولكن حكومة (السيدين الجليلين) قد جاءت بُعيد رفع علم البلاد واستقلال السودان، ولم تكتف الأنظمة الطائفية بأنها هي التي “وأدت الحريات” وخنقت الديمقراطية السياسية داخل التراب السوداني بل ظل كل كسبها في النضال والكبرياء عبر التاريخ إنما هو (تدبيج المبايعات) وإرسال (برقيات التأييد) لكل انقلاب عسكري ضد النظام الديمقراطي على شاكلة (نبايعكم ونشد من أزركم.. سيروا وعين الله ترعاكم)، (مبادئكم هي ذات مبادئنا وأفكاركم هي ذات أفكارنا واضربوا على العابثين بيد من حديد).
وبعد ثورتي (أكتوبر) العظيمة و(أبريل) المفخرة جاءت الأحزاب الطائفية للتلاعب بالديمقراطية الثالثة بعد أن “بصقت” على الديمقراطية الثانية، وجاءت “الإنقاذ” والتي أردناها لتجيء حرباً ضد “التكلس” و”التفسخ” و”التشرذم” و”الوفاقيات” والانفضاضات، وجاءت مبادرة سيدنا الشريف “زين العابدين”، فكتبت أنا بجريدة (أخبار اليوم) ووقع معي على ذلك النداء الشقيق “علي بشير أبو لاكوعة” للشريف “زين العابدين” مناشدين له أن تطرح كل المبادرة كفكرة وفاقية ووطنية على سائر القواعد الاتحادية داخل البلاد، وأن تعقد لها مؤتمرات علمية سياسية، وأن تبقى تلك المبادرة هي (مبادرة الحركة الاتحادية) وليست مبادرة الشريف “زين العابدين”، واجتمعنا مع سيادة الشريف بـ(قبة) الشريف “الهندي” ببري وبمنزل الأسرة بـ”الخرطوم ثلاثة”، ومن هنا جاءت عملية تكالب العصبة التي لا تزال تتخندق تحت جناح مهيض يسمى (الاتحادي الديمقراطي) المسجل تمايزاً عن شقيقه (الاتحادي الاصل)، وكلاهما سيظل صغيراً وصغيراً حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وأقول للشقيق “صديق الهندي” وللابن المرتجى الشريف “حسين” الشبل الذي تعوّل الحركة الاتحادية على جسارته فأقول لهما اتركا “إشراقة” في حالها، وآمل أن تقفا معها مؤازرين ومشجعين لأنها هي “الغُرة” البيضاء والتي تلمع على جبين الحركة الاتحادية، فهي “جسورة وقوية”، فينبغي على سائر الاتحاديين الوقوف معها ضد الهجمة الظالمة من الأدعياء والغرباء على الكيان الاتحادي الجسور، فهي الامتداد الألمع لبطولات الشهيد “حسين الهندي”، رافع رايات (ثورة الإصلاح الزراعي) ومحقق بنود الإدارة العمومية، والتي حاربت التبطل والتسكع وسط شباب الأمة وشاباتها، وكان برنامجه أن يصير السودان (دولة اشتراكية شعبية)، ولأن الطريق الأوحد لبعث (الحزب الوطني الاتحادي) لهو طريق كل شرفاء البلاد.. فهلا انتفضت كل الفصائل الاتحادية والفعاليات المنقسمة “أميبياً” وأن تتداعى وتتنادى من أجل قيام (الحزب الاتحادي) الخالي من الهيمنة الطائفية والمتكئ على السواعد والعقول الشابة من الفتيان والفتيات الاتحاديات داخل الوطن السوداني العريض، وهذا هو وحده الذي يقود للطريق، والذي يقود للنماء والبناء والوفرة لبلادنا العظيمة.
عز الدين عمر مصطفى