عز الكلام
في دار السفير السعودي
ام وضاح
للمرة الثانية ومنذ أن تولى مهام وظيفته كسفير للمملكة العربية السعودية الشقيقة في بلادنا، للمرة الثانية ألبي ومعي عدد من الزملاء الصحفيين وكتاب الرأي، دعوة السفير “علي جعفر”، والدعوة الأولى كانت رسمية من داخل مبنى السفارة، ورغم أنها كانت للتعارف ما بين السفير الذي كان جديداً وقتها وأجهزة الإعلام السودانية، إلا أن اللقاء تحول إلى مؤتمر صحفي للحديث عن العلاقات السودانية السعودية، لاسيما ويومها كانت الأحداث ساخنة في بداية الأزمة الخليجية، ومن ردود السيد الوزير وإجاباته أدركت أن الرجل يحمل مشاعر جياشة نحو السودان وشعبه، وأنه جاء الخرطوم ليوطد هذه العلاقات الأزلية أكثر مما هي عليه، بدليل أنه اختار البوابة الصاح وأعني بوابة الإعلام المؤثرة والمنداحة في أوساط المجتمع السوداني بنخبة وبسطائه واذكر أن الرجل يومها امتص بهدوء وسماحة ورحابة كل الأسئلة الساخنة التي وجهت له، وجعل الإجابات ولكأنها مغسولة بالثلج والماء والبرد، واسبغ عليها ما شعرناه وتحسسناه من شفافية وصدق، وتكررت الدعوة للمرة الثانية، ولكن هذه المرة في منزله على مائدة العشاء، ولكأن الرجل قد أدرك ماذا يعني عند السودانيين معنى (الملح والملاح)، الذي هو كناية عن الأمن والأمان وتقديم المحبة والإخوة على أيادي بيضاء، وبصراحة أذهلني هذا الرجل بتواضعه، وقد استقبلنا واقفاً وخدمنا حافياً كما يفعل أهل السودان والمملكة إمعاناً في إكرام الضيف، والرجل بهذه الدعوة أكد أنه حريص أن يرفع الكلفة بين السفارة وقطاعات المجتمع السوداني، ويزيل السور العالي الذي كان للأسف يفصل بين سفراء المملكة السابقين وتفاصيل المجتمع السوداني أفراحاً وأتراحاً، أكثر ما لفت نظري أن الرجل اقترب وبذكاء منه من الإنسان السوداني، وأدرك كم هو أصيل ومسالم وجميل وأخو أخوان، ضرب مثلاً كيف أنه شاهد الأخ الرئيس من داخل أحد المساجد وكيلاً لعريس، هو ابن أحد الوزراء، لكن صادف أن هناك أربع زيجات لشباب من عامة الناس طلبوا من الرئيس أن يكون وكيلاً لهم، فاستجاب الرئيس وجلس حتى اكتملت مراسم الأربع زيجات، وهو ما لم يكن مخططاً له وحدث دون مراسم أو بروتوكولات، لنقول له إن هذا هو المجتمع السوداني الذي تذوب فيه الفوارق الطبقية والوظيفية وتتساوى فيه الكتوف سماحة ومحبة، لفت نظري أن الأخ السفير “علي جعفر” رجل مثقف كشف عن أنه شاعر وله دواوين مطبوعة ومنشورة بالمملكة، وهي صفة جعلته قارئاً نهماً لكل ماهو سوداني ففتح ذلك أفقه ومخيلته فأصبح منا وأصبحنا منه .
ودعوني أقول إنني متفائلة بفترة السفير “علي جعفر” في السودان، بأن تثمر وتوطد وتثمن أواصر العلائق بين السودان والمملكة العربية السعودية، والأشقاء في السعودية يعلمون كيف تهوى نفوسنا وتشتاق للحبيب “المصطفى” وبالتالي يعشقون أرض المملكة التي أرادت لها السماء أن تتشرف بقبره وقبر الصحابة الكرام، بل وأن تتزين وتزدان بنور الكعبة المشرفة جامعة الأمة الإسلامية وموحدة وجهتها وعقيدتها ووجدانها.
الدايرة أقوله إن ماي قوم به السفير السعودي من حراك واندياح وذوبان في المجتمع السوداني هو فهم حقيقي لدور الدبلوماسية والدبلوماسي الذي بيده مفاتيح الأبواب بين شعبين، وبالتالي هو قادر أن يجعلها مفتوحة بلا حدود أو مواربة فتعطل انسياب الضوء والأشعة الدافئة لشمس هذه العلاقات وما يقوم به سعادة السفير “علي جعفر” هو دور مؤكد سيذكره له التاريخ وهو يتوج علاقات تاريخية ضاربة في القدم بمزيد من المحبة والصدق وكلا الشعبين بينهما ماهو مشترك من الصفات والملامح وحتى المفردات في اللغة والتعبير وكثير من الأسماء البارزة في المملكة ذات جذور سودانية وجدت الترحاب والمصاهرة والتمازج مع الإخوة السعوديين، وخلوني أقول إن السودان حكومة وشعباً ظلوا على الدوام يعتبرون السعودية وأمنها واستقرارها خطاً أحمر يفتدي بالنفس والولد وما مشاركة فلذات أكبادنا في عاصفة الحزم دفاعاً عن تراب المملكة إلا أكبر دليل على ذلك.
فالتحية للسيد السفير الذي نرحب به في بلادنا كما رحب بنا في داره بذات الأريحية والكرم والحميمية وعاش الإخاء السوداني السعودي رغماً عن أنف من يحاولون تشويهه أو الاصطياد في مياه البحر الأحمر.
كلمة عزيزة
السيد وزير الدولة للمالية “مجدي يسين” صرح للوكالات أن وزارته تخطط لتحرير سعر القمح بالكامل في موازنة ٢٠١٨ وإن استيراد القمح سيترك بالكامل للقطاع الخاص، معولاً على انخفاض أسعار الخبز على التنافس بين التجار وده (حنك) ليس له ما يؤكده أو يعضده، لأن عمر المنافسة في بلدنا دي لا تؤدي لانخفاض الأسعار، والقطاع الخاص عندنا شغال بالمقلوب والمنافسة تشعل الأسعار فمتى تقوم وزارة المالية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها وتترك هذا الهروب المعيب.
كلمة اعز
على الإعلام السوداني أن يدرك الدور الكبير المنتظر منه لتوضيح الرأي العام العربي والعالمي تجاه القضايا السودانية والمستجدات على الساحة السياسية، حتى نقفل الطريق على الإعلام المصري المحرض والمضلل والمزيف للوقائع والحقائق.