شهادتي لله

ولن يفيدكم العويل .. !!

أطلق الأستاذ “مكرم محمد أحمد” رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر حديثاً غريباً بل عجيباً في (السوداني) أمس، عندما ذكر أنه ليس من حق السودان منح تركيا أو غيرها موطيء قدم في ميناء على البحر الأحمر، لأن البحر ملك لجميع الدول المطلة عليه، وليس لدولة منفردة حق التصرف في الموانىء !!
سبحان الله.. فهل شاورت الحكومة المصرية حكومة السودان في قرارها التنازل للمملكة العربية السعودية عن جزيرتي “تيران” و”صنافير” شمال البحر الأحمر، بما يغير الحدود البحرية لدول المنطقة ؟!
هل شاورت الحكومة المصرية حكومتنا عندما أعلنت الشهر الماضي اتفاقها مع روسيا على فتح الموانئ والمطارات الروسية لاستخدام القوات المسلحة الروسية ؟!
هل كانت حكومة السودان طرفاً أو أخذت علماً بالتسوية المصرية – الإسرائيلية في ما يتعلق بميناء ومدينة “أم الرشراش” المصرية التي تحولت رسمياً بعد اتفاقية “كامب ديفيد” إلى أحضان دولة الاحتلال الصهيوني، فصار اسمها “إيلات” الإسرائيلية، ولم يتم ترسيم حدودها مع “طابا” إلا في العام 1988 م ؟!
عندما كان يتصدى للإساءة للسودان شرذمة من سفهاء الإعلام الفضائي المصري مثل “توفيق عكاشة” و”أحمد موسى” و”عمرو أديب”، لم نكن نعبأ بهم أو نهتم لعويلهم وصراخهم الممجوج، ولكن أن يخرج علينا كبيرهم الثمانيني “مكرم محمد أحمد” نقيب الصحفيين المصريين السابق، القريب جداً من هرم السُلطة منذ عهد الرئيس الأسبق “حسني مبارك”، متبرعاً لنا بالتوضيح أن الحملة المصرية ينبغي أن توجه ضد حكومة السودان، وليس الشعب السوداني، فهذا من الفجاجة بمكان بحيث لا يمكن السكوت عليه، وتمريره بالتغاضي عنه كما نفعل مع أصحاب الحلاقيم الكبيرة والأمخاخ الصغيرة. 
فليعلم السيد “مكرم”.. أن السودان حُر في “سواكن”، و”بورتسودان”، يفعل بهما وفيهما ما يشاء، ولن يشاور في شراكاته الإستراتيجية مع دول العالم الأخرى كائنا من كان.. لا في “مصر”.. ولا في الخليج . . ولا في “موزمبيق”. 
وليعلم كبير الإعلام المصري أن السودان حُر كامل الحُرية في التصرف في أرضه وموانئه بما يخدم مصالح شعبه الإستراتيجية، مثلما كانت مصر حُرة تمام الحُرية في التنازل عن “أم الرشراش” المصرية لتصبح “إيلات” الإسرائيلية، علماً بأن حكومتنا لم.. ولن تتنازل عن (شبر) في “سواكن”.. ولا (متر) في “حلايب” أو “شلاتين”.. لا لتركيا.. ولا لمصر.. بل ستمضي قدماً في عقد الاتفاقيات الاقتصادية والإستراتيجية اليوم.. وغداً.. وبعد غدٍ.. بما فيه خير بلادنا وأمنها.. واستقرارها .
لن يفيدكم هذا العويل.. السودان يمضي واثق الخطوة في شراكاته الجديدة.. ولن يتراجع .

جمعة مباركة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية