بكل الوضوح
نفض الغبار عن الآثار!!
عامر باشاب
{ الجولة التفقدية التي قام بها الرئيس “عمر البشير” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان”، أمس الأول (الاثنين)، لمواقع الآثار التاريخية بمدينة سواكن بولاية البحر الأحمر، التي ظلت تمثل رمزية لامتداد دولة الخلافة الإسلامية العثمانية وبوابتها التي ظل يعبر منها مسلمو أفريقيا إلى الأراضي المقدسة، كما تمثِّل الرابط الأقوى للعلاقات التاريخية الوطيدة بين السودان وتركيا.
{ حقاً هذه الجولة الرئاسية جعلتنا نطمئن على مستقبل الآثار والحضارة السودانية التي عانت من الضياع والإهمال الطويل، وبعد هذا الاهتمام التاريخي من قبل الرئيس التركي “رجب أردوغان” الذي طلب من الرئيس “البشير” تخصيص جزيرة سواكن للاستثمار التركي بهدف تطويرها للسياحة وترميم آثارها التاريخية، فإن هذا يعني عودة الحياة لآثارنا المهملة التي تربطنا مع الأتراك وغيرها من المواقع الأثرية العتيقة، لأن (الترك) كما هو معروف لديهم خبرة ممتازة في ترميم الآثار وتجديدها والحفاظ عليها، وبالتأكيد سيدعموننا بكل ما لديهم من خبرات وإمكانات في مجالات الآثار والسياحة لإنقاذ ما تبقى من أثر لحضاراتنا المتوزعة في أنحاء السودان شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً.
{ كما يجب أن نستفيد من الأتراك في مجالات الإعلام والترويج السياحي والتوثيق لإرثنا التاريخي الحضاري عبر كل الوسائل والتقنيات الحديثة.
{ بعد هذا الاهتمام الرئاسي الصريح، الكرة الآن في ملعب وزارة السياحة والآثار الاتحادية، التي نتمنى لها أن تودع عهد الكسل والخمول وتنهض وتتحرك بفعالية وإرادة قوية لإطلاق مشروع قومي لرعاية وحماية الآثار والحفاظ عليها من عوامل التعرية الطبيعية ومن السرقات ومن عمليات التخريب والطمس ونهوض (السياحة الاتحادية)، وبالتالي يقظة وزارات السياحة والآثار الولائية واتجاهها بجدية لإعادة الروح لأي أثر أو موقع تاريخي موجود فوق أو تحت أرض النيل.
} وضوح أخير
{ يبدو بالفعل أن الآثار السودانية على موعد مع الانتعاش الحقيقي والخروج من تحت مدافن الإهمال ومفارقة عتمة التغييب والظهور تحت الشمس، لترفع رأسها بعزة وشموخ أمام الإعلام الخارجي وتقول للعالم أجمع (أنا أصل الحضارة).