ربع مقال
“البشير” و”أردوغان” وتحالفات العالم الجديد!
خالد حسن لقمان
من الواضح جداً أن تركيا باتت خلال السنوات الأخيرة تمثل لاعباً فاعلاً فيما يجري على الساحة الدولية بأكثر مما كانت تبدو في السابق بالرغم من عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي لعبت عبره أدواراً رئيسة بمنطقتها من حروبات وتحركات عسكرية ما كانت لتتم دون مشاركتها، إلا أن حجم ما انتخبت الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية لنفسها من أدوار ومواقف خلال الخمس سنوات الأخيرة أعطى انطباعاً برغبة الأتراك الجامحة للعودة للعب دور أكبر وهو ما دعا بعض المراقبين لإطلاق اسم العثمانيين الجدد على الرئيس “أردوغان” ورفاقه وهي تسمية ظلت تعلق أكثر بالأذهان مع إشارات “أردوغان” المتكرِّرة لتاريخ تركيا، وبالفعل نجح هذا الأخير في إيداع هذه الصورة في ظل ارتباك المنطقة بعد حرب الخليج الأخيرة لتأتي الثورات العربية لتخرج دولها من المعادلة الإقليمية ولتجد أنقرة نفسها تتحرَّك في مساحة واسعة بين قطبي العالم، فبينما لا زالت على التزامها التاريخي مع الناتو، فقد استطاعت أن تتحرَّك بحنكة على الجليد الروسي للحد الذي بدأ فيه المشهد يكون تحالفاً جديداً دفعه الآن نجاح “بوتين” في الإفلات من ورطة سوريا ليبدأ وبطموح مدهش في تشكيل ساحة حلفه الجديد على محور تركيا وإيران وسوريا، بل وحتى مصر والسودان إلا أن تحالفاً كهذا سيظل رهيناً بتحقيق اتساق (يبدو مستحيلاً الآن) في علاقات هذه الدول بالرغم من الحل المطروح من جانب “بوتين” لـ”أردوغان” بشأن رحيل “الأسد” في مقابل إعادته لعلاقات بلاده مع (مصر السيسي) ليرفع الستار من ثم على مشهد التحالف الروسي الجديد.