عز الكلام
“أردوغان”.. نفس الملامح والشبه!
ام وضاح
طوال السنوات العجاف التي تعرض فيها السودان لحصار جائر وظالم من الولايات المتحدة الأمريكية، طوال تلك السنوات انطبق علينا المثل القائل: (ما حك جلدك مثل ظفرك)، وقد ظل شعب السودان يدفع وحده هذه الفاتورة باهظة الثمن، ورغم ذلك لم يتزحزح عن مواقفه ومبادئه تجاه القضايا العربية والإسلامية، ولم يطلب مقابلاً أو يرهن هذه المواقف بمكاسب أو طلبات من فوق التربيزة أو من تحتها، ليجد بذلك التقدير والاحترام من الشعوب قبل الحكومات ومن الشوارع قبل القصور، ليرتفع رصيده تقديراً واحتراماً وتفهماً تلمسناه عياناً بياناً في الزيارة التأريخية لرجل العصر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، الذي يزور بلادنا هذه الأيام في زيارة تأريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، والرجل رمز للنضال وللإباء وللرجولة، وهي صفات سودانية الهوية وحصرية الهوى عرفنا بها ونعرف أنفسنا بها.
لذلك بيننا والشعب التركي قواسم مشتركة، والأتراك عُرف عنهم الإباء والشموخ وعزة النفس كحالنا تماماً، لذلك جاءت هذه الزيارة مهمة لمناسبتها ولتوقيتها في مرحلة حساسة من تأريخ الشرق الأوسط، ومن حراك عالمي يشهد شداً وجذباً بين قطبي القوى الكبرى أمريكا وروسيا، اللذان يحركان خيوط اللعبة من على البُعد، يحتاج هذا الجذب إلى أن تتخذ الشعوب والحكومات الواعية مواقفها بناءً على مصلحتها في المقام الأول، ومصلحتنا الآن تشير إلى أن مثل هذه الزيارة التأريخية سنضع من خلالها أقدامنا على بداية الطريق الصحيح، من أجل خير الأجيال القادمة التي تتوق للنماء والرخاء ولن نجد أمثل وأفضل من التجربة التركية لنحتذي بها ونجعلها قدوة وخيار ممارسة سياسية واقتصادية تضعنا في مصاف الدول المتطورة والمتقدمة.
فألف مرحباً بالضيف الكبير وبوفده الرفيع، خاصة مرافقيه من الوزراء ورجال الأعمال الذين نأمل أن يرسموا مع رصفائهم من الجانب السوداني خارطة طريق لعلاقات مثمرة يستفيد منها البلدان اللذان تجمعهما أواصر الصداقة التي ترقى لمستوى الإخاء.
ونأمل أن يتم تنزيل كل ما يتفق عليه على أرض الواقع، خاصة من جانب ناسنا لأننا الأكثر لهفة وترقب لتلمس تداعيات ونتائج هذه الزيارة التأريخية التي أدرك أهميتها جموع أبناء السودان، فتنادوا لاستقبال الضيف الكبير في حشود غير مسبوقة ولا أظنها ستتكرر بهذه العفوية في وقت قريب.
فألف مرحباً بالزائر الرئيس الذي بشبهنا حرارة قلب وانحياز للمظلومين واصطفاف إلى جانب الحق والعدل، والرجل المؤمن كحالنا تماماً أن المال لا يذل الشعوب ولا يطاطئ رؤوس الرجال، ومليون مرحباً (بالطيب) “أردوغان” في بلاد (الطيبين) الشجعان أصحاب الحضارة والتأريخ والإرث العتيق، وترليون مرحباً بالرئيس التركي الإنسان في بلادنا التي يربط أهلها رباط الإنسانية والتكافل والإحساس بالآخر، ألم أقل لكم إن “أردوغان” منا طبعاً وخلقاً ومبادئ ..
كلمة عزيزة
لبست محلية الخرطوم ظهيرة زيارة الرئيس “رجب طيب أردوغان” حلة زاهية، وازدانت شوارعها كما لم يحدث من قبل، لفت نظري مستوى النظافة على طول الشوارع التي تحرك فيها موكب الضيف الكبير، خاصة شارع النيل الكان (برقش) كما لو أنه (مغسول بماء الورد)، وكل هذا نتاج تعب وجهد متواصل للفريق “أبو شنب”، معتمد الخرطوم الذي ظل مرابطاً حتى تحقق هذا العمل المشرف البرفع الرأس، ليضيف الرجل لرصيده نجمة جديدة في سجله الزاخر بالإنجاز منذ أن جاء هذه المحلية وهو يفاجئنا كل صباح بمستوى رفيع للمسؤولية والتميز يفوق حد التصور والمتوقع.
كلمة اعز
كل كلمة نطق بها “أردوغان” أمس في الجلسة الاستثنائية، التي عقدها البرلمان كانت تحمل معنى ورسالة وهدفاً كانت جميعها كلمات من القلب صادت نياط قلوبنا تماماً.