"أردوغان" في "سواكن".. صلاة واتفاقية !
1
ترفيع مستوى اللجنة الوزارية المشتركة بين السودان وتركيا إلى (مجلس إستراتيجي أعلى) يرأسه الرئيسان “البشير” و”أردوغان”، يجتمع سنوياً، مرة في “أنقره” ومرة في “الخرطوم”، هو بلا شك اختراق سياسي ودبلوماسي كبير، قاده رئيس الجمهورية بوعي وحنكة ورؤية ثاقبة، بعون وسند وزارة الخارجية .
السودان الآن صار قريباً جداً من دولتين عظميين هما “روسيا” و”تركيا”، وهذا يفتح أمام بلادنا آفاقاً رحيبة لانطلاقات اقتصادية تعبر فوق حواجز الواقع الاقتصادي المعقد الذي ظل يكبل دولتنا بقيوده سنين عددا.
تكوين مجلس إستراتيجي أعلى يعني (تحالف) و(تضامن) يتجاوز مربع (التعاون الثنائي) إلى ما هو أكبر وأعمق.
نأمل أن ترفع الجهات المعنية في حكومتنا بملف التعاون الإستراتيجي مع تركيا همتها عالياً، وتسابق الريح، لا تحاكي السلاحف، لإنجاز ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين في أقرب وقت.
ذات الهمة مطلوبة وبشدة في ملف الاتفاقيات الروسية.
2
زار ضيف البلاد الكبير “رجب طيب أردوغان” أمس برفقة الرئيس “البشير” مدينة “سواكن”، وهي تمثل الرابط التأريخي بين تركيا والسودان، فالمدينة الأثرية القديمة الراقدة على ساحل البحر الأحمر ظلت تابعة للدولة العثمانية منذ عهد السُلطان “سليم الأول” عام 1517 م، واستمرت لـ(ثلاثة قرون) عاصمة لمديرية الحبشة العثمانية !
“سواكن” العتيقة تستبشر بزيارة “أردوغان”، وتطمح أن تكون بداية لمشروع تطوير ونهضة ينتظم الميناء ويشمل جميع مرافق المدينة.
وقد حرص “أردوغان” على الصلاة في أحد مساجد “سواكن” ليدعو بالبركة لأهلها.. وبالرحمة والمغفرة لأجداده الذين حكموا المدينة قبل (خمسمائة عام) !!
3
رحلة الرئيسين إلى بورتسودان، ثم براً عبر البصات إلى سواكن، والعودة للخرطوم استغرقت نحو (5) ساعات، لكنها تتجاوز سعة زمانها المحدود بحساب القيمة والمعنى والرسالة، مضافاً إلى ما شهدته من توقيع اتفاقية بالغة الأهمية على تأسيس شركة كبرى بين البلدين لبناء السفن البحرية.
فلنتفاءل خيراً.