تقارير

الملفات الاقتصادية تتصدر زيارة "أردوغان" للبلاد اليوم

(213) شركة تركية بصحبته وحزمة اتفاقيات تنتظر وصوله
الخرطوم ـ رقية أبو شوك
حزمة مشروعات اقتصادية تنتظر وصول الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، للبلاد اليوم (الأحد)، الزيارة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى رئاسة الجمهورية التركية إلى السودان، الخرطوم تأهبت لاستقبال وفد تركي يضم (213) شركة.
الكثير من السودانيين يعولون على أن تحدث الزيارة تحولاً كبيراً في الجانب الاقتصادي وتحدث اختراقاً كبيراً في التبادل التجاري.
ويشمل برنامج الرئيس التركي الذي يصل البلاد اليوم (الأحد)، عقد جلسة مباحثات بجانب عقد لقاء بين الرئيسين يتناول آفاق التعاون المشترك وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتوقيع عدد من الاتفاقيات، على أن توقع اتفاقيات تعاون خلال زيارة “أردوغان” إلى مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر، كما سيقدم محاضرة فكرية غداً (الإثنين)، بقاعة الصداقة ويخاطب الملتقى الاقتصادي (الإثنين) حيث يتم توقيع اتفاقيات تجارية بين البلدين وسيلتقي في ذات اليوم اتحاد أصحاب العمل وسيتم خلال اللقاء توقيع عدد من المذكرات.
أصل العلاقة بين السودان وتركيا:
إلى ذلك وحسب التأريخ فإن تأريخ العلاقات السودانية التركية يعود للعام 1555 عندما دخلت المنطقة تحت سيادة الدولة العثمانية، حيث أنشأ العثمانيون ما يعرف بإيالة (محافظة) الحبش على جزء من شرق السودان، وجزء من دولة اريتريا الحالية، وكانت عاصمة تلك المحافظة مدينة سواكن .
أما وسط وجنوب السودان فقد بدأت علاقتهما بالأتراك في العام 1821م عند غزو “محمد علي باشا” للسودان. واستمرار دولته في حكم البلاد حتى سقوطها على أيدي ثوار المهدية عام 1885م. وقد كان للأتراك تأثيراً واضحاً في العديد من المجالات بالسودان ولاتزال آثارها باقية إلى اليوم، مثل الزراعة والحرف والخدمات الصحية والطبية والنقل والقوات النظامية وحتى في مجال الثقافة الغذائية، بل إن تأثير الأتراك على لغة أهل السودان لا يزال قائماً حتى اليوم.
ويتصف البلدان بأهمية كل منهما من حيث الموقع الإستراتيجي والجيوسياسي والدور الذي تلعبه كل دولة في مجالها الإقليمي، وقد شهدت الآونة الأخيرة تنامياً لهذا الدور بالنسبة لتركيا، خاصة في قضايا الشرق الأوسط، كما تلعب تركيا دوراً مهماً في حوار الحضارات والتقارب مع الغرب.
(2)  مليار دولار حجم الاستثمارات التركية بالبلاد:
وزارة الاستثمار أعلنت في تقرير حديث بمناسبة زيارة “أردوغان” أن حجم الاستثمارات التركية بالبلاد بلغت (2) مليار دولار، وذلك خلال الفترة من (2000 -2017. (
وقال التقرير إن “عدد المشروعات الاستثمارية التركية بالسودان بلغ (288) مشروعاً خلال سبعة عشر عاماً.
وأوضح التقرير أن “المشروعات الاستثمارية التركية بالسودان تشمل القطاع الصناعي في مجال الأثاث ومنتجات الألمونيوم والمنتجات الحديدية والأسمنتية والمواد الغذائية والخدمات الكهربائية والأدوات الكهربائية والتنقيب والتعدين”. فيما تشمل المشروعات في القطاع الخدمي، “النقل البري والطرق والجسور والحفريات والإنشاءات والمقاولات والخدمات الصحية ويشمل قطاع الاستثمار الزراعي الإنتاج الزراعي والحيواني”.
اﺗﺤﺎﺩ أﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ يُرحِّب بالزيارة ..
من جانبه ﺭﺣَّﺐ ﺍلاﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ لأﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ “ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ أﺭﺩﻭﻏﺎﻥ” إﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﻌﻴﺔ ﻭﻓﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻤﺜﻠﻲ ﻛﺒﺮيات ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ التركية ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ إﻋﻄﺎﺀ ﺩﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍلاﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍلأﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ للاﺗﺤﺎﺩ ﺍلأﺳﺘﺎﺫ “ﺑﻜﺮﻱ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻤﺮ”، إن زيارة الرئيس التركي للبلاد والوفد الاقتصادي الذي يضم (213) شركة تركية يجئ في انسياب العلاقة المتميزة بين البلدين ولتنشيط العلاقة بينهما على المستوى الإقليمي، وقال في حديثه لـ(المجهر) إن تركيا أصبحت لها مكانتها العالمية وأصبحت لديها تجربة ناجحة حيث قفزت في مجال التنمية والتطور على رأس القيادة السياسية، وأضاف (نحن كقطاع خاص لدينا في السودان مزايا كبيرة في المجال الاستثماري)، كما أن المناخ الاستثماري يتيح ذلك بالإضافة إلى قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص في مجال البنيات التحتية وموارد السودان الطبيعية، وقال:ـ  (سنتوج هذه العلاقة السياسية وإنزالها إلى الواقع الاقتصادي في إطار تبادل المصالح الحقيقية، مشيراً إلى الفرص النسبية المتوفرة في الموارد الطبيعية وموقع السودان الجغرافي، وقال إن تركيا تخطو الآن نحو أفريقيا كما أن السودان يعتبر معبراً لكل الدول الأفريقية.
وأوضح أن اتحاد أصحاب العمل سيجلس مع الوفد التركي في مجال الشراكة، وأضاف: (ما عندنا مانع في قيام شراكة في عدد من المجالات المختلفة)، مشيراً إلى أن يوم غدٍ (الإثنين) سيشهد جلسة اقتصادية بقاعة الصداقة، بحضور الرئيسين، الأمر الذي يعطيه قوة وسيتم خلالها توقيع مذكرة بمثابة خارطة طريق لشراكة حقيقية بين الجانبين، وقال إن الملتقى سيتم خلاله عرض الفرص والميز النسبية التي يتمتع بها السودان. بالإضافة إلى الحوارات واللقاءات الثنائية، مؤكداً أن يوم غدٍ (الإثنين) هو يوم القطاع الخاص السوداني والتركي، وسيتم خلاله تقديم النماذج الناجحة، وزاد (نتعشم أن يتم كل ما يؤدي إلى المنافع المشتركة والدفع بالمسيرة الاقتصادية إلى الأمام).
إلى ذلك أكد “بكري يوسف” أﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺴﺘﺒﺸﺮ ﺧﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ إﻧﻬﺎ ﺗأﺗﻲ ﻓي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻭﺷﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ.
ﻭﻧﻮَّﻩ ﺍلأﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ لاتحاد أصحاب العمل إﻟﻰ أﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺗأﺗﻲ ﻛﺬﻟﻚ في إﻃﺎﺭ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ في ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﻭﻣﻨﺎﺥ ﺍلاﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﺧﻄﻮﺍﺕ إﺟﺎﺯﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ في ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟـ “ﺑﻮﺕ” ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻃﺮﺡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ في ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ. ﻭﺍلإﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎص
المحلل الاقتصادي د. “خالد التيجاني” وصف الزيارة بالمهمة من النواحي السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن أهميتها تأتي من الدعم السياسي والاقتصادي التركي للسودان، وقال إن الجانب المهم في هذه الزيارة يعتبر الجانب الاقتصادي، خاصة وإن الرئيس التركي يرافقه عدد كبير من الشركات ورجال المال والأعمال، مشيراً إلى ضرورة زيادة حجم الصادرات السودانية إلى تركيا وتعزيزها والبحث إلى أي مدى يمكن أن نوفر البيئة الملائمة والمناخ المناسب للاستثمار.
تحولات اقتصادية مرتقبة:
الخبير والمحلل الاقتصادي د. “محمد الناير” استطلعته (المجهر) حول زيارة الرئيس التركي للسودان والتي لها جوانب اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى الجانب السياسي حيث قال :ـ
إن الزيارة يمكن أن تخلق تحولاً كبيراً في العلاقات السودانية التركية، لأن من المعلوم أن العلاقات على مستوى الحكومتين والشعبين تعتبر علاقات متميزة وتأريخية إلا أن العلاقات الاقتصادية لم ترتقِ لهذه العلاقات المتميزة بين الحكومتين والشعبين، وقال (لو مسكنا حجم التبادل التجاري فهو حوالي (550) مليون دولار، فهذا هو إجمالي حجم التبادل التجاري منها (50) مليون دولار، واردات من تركيا واقل من (50) مليون دولار صادرات السودان لتركيا.
ورأى ضرورة البحث عن زيادة حجم الصادرات لتركيا على الأقل ليحدث توازن في الميزان التجاري وبالتالي نزيد من حجم الصادرات السودانية والارتقاء بحجم الميزان التجاري الكلي لأكثر من مليار دولار في المرحلة الأولى، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالمشروعات الزراعية بشقيها الزراعي والحيواني واكتساب المنتجات السودانية قيمة مضافة بدلاً من تصدير المنتجات بشكل خام.
تركيا ومجموعة الـ(10)
ووفقاً “للناير” فإن لتركيا تجارب متميزة في كثير من الصناعات كصناعة الغزل والنسيج، كما يمكن أن تتم الاستفادة في تصنيع منتجات الإنتاج الزراعي بدلاً عن التصدير خام كما أشرنا، مبيناً أن التصدير المصنع يزيد من حصيلة الصادرات بصورة كبيرة سواء لتركيا أو غيرها من الدول، وزاد قائلاً :ـ (افتكر أيضاً أن الاستثمارات التركية يمكن أن ترتفع عبر هذه الزيارة.. ولا بد من التنسيق التام مع القطاع الخاص السوداني من خلال شراكات إستراتيجية ومشروعات استثمارية تساعد الدولة في كثير جداً من القضايا والمتمثلة في زيادة حجم الصادرات وإحلال الواردات، وبالتالي خفض عجز الميزان التجاري.. وأيضاً الاستفادة من تركيا في أشياء أخرى كثيرة خاصة المجالات التي تمتاز فيها بخبرات تراكمية كبيرة كالمجال السياحي مثلاً.. ومن الممكن جداً الاستفادة من التجربة التركية في المجال السياحي ودعا أيضاً إلى التكامل بين تركيا والسودان في مجال البحوث الزراعية للاستفادة منه في التوسع الرأسي في الإنتاج والإنتاجية وتحديد الاستثمار الذي يعتمد على البحث العلمي وتحديث التقانات وتحويل الاقتصاد القائم على المعرفة خلال المرحلة القادمة.
وقال “الناير” بالتأكيد فإن تركيا لما لها من اقتصاد قوي خاصة وأنها الآن من مجموعة الـ(20) ولعلها في اقل من (10) سنوات أو (15) عاماً نهضت نهضة كبرى، الأمر الذي أدى إلى تعديل تصنيفها على المستوى العالمي لتكون ضمن مجموعة الـ(20) وحالياً تخطو إلى مجموعة الـ(10) الأوائل في العالم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية