بصراحة مع (المجهر) النائب البرلماني المستقل المثير للجدل نائب دائرة الفشقة الأستاذ "مبارك النور عبد الله" (2 – 2)
(نواب المؤتمر الوطني بفتكروا الدفاع عن الوزراء شطارة!)
المخصصات في البرلمان لهؤلاء فقط…. أما بقية النواب فحدث ولا حرج!
هؤلاء النواب يسارعون في الدفاع عن الوزراء رغم أدائهم القسم بالدفاع عن قضايا المواطن!
النائب مثقل بهمومه وبمشاكل سكنه وترحيله وإعاشته! فهل يستطيع أن يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً داخل البرلمان؟؟
حوار – سوسن يس
بصراحة مع (المجهر).. مساحة لإدارة حوار صريح وشفاف مع أعضاء المجلس الوطني حول قضايا البرلمان والنواب، الأداء العام للبرلمان وثمرات هذا الأداء، أداء النواب ومدى فاعليتهم داخل قاعة المجلس ، ما يثار من اتهامات لهم بالنوم داخل قاعة التداولات والتصفيق المتكرر للجهاز التنفيذي، الغياب اللافت عن الجلسات، أسبابه وآثاره والاتهامات المتعلقة بالانشغال بالمخصصات والمطالبات المالية عن قضايا المواطنين و حزمة أخرى من التساؤلات والاتهامات حملتها (المجهر) ووضعتها على منضدة النائب المستقل المثير للجدل الأستاذ “مبارك النور عبد الله” نائب دائرة الفشقة.. فجاءت إجاباته صريحة وقوية وشفافة كما عهدناها.. وهذه هي مضابط الجزء الأخير من الحوار..
# هناك اتهام للنواب بأنهم مشغولون داخل البرلمان عن قضايا المواطنين بشؤونهم ومخصصاتهم ومرتباتهم وهذه الأشياء؟
– أبداً والله، هذا الكلام غير صحيح النواب الآن يعانون ويشكون مر الشكوى. الذين يصرفون مخصصات في البرلمان هم رئيس المجلس ونوابه ورؤساء اللجان ونوابهم، أما بقية النواب فحدث ولا حرج!
# كم يتلقى النائب مقابل حضور الجلسات؟
– (12) جلسة في الشهر يتلقى مقابل حضورها (500) جنيه.. الذي يحضر نصفها يصرف له (250) جنيهاً، والذي يحضر ربعها يصرف له (125) جنيهاً، والذي لا يحضر شيئاً منها، لا يُصرف له شيء.
# لكن يا أستاذ “مبارك” مبلغ (3 آلاف و900 جنيه) مرتب النائب أكبر من مرتب أكثر من ثلاثة أرباع الشعب الذي جاء النائب إلى البرلمان ليمثله.. والنائب يفترض أن لا يتطلع لعيش أفضل أو لمرتب أفضل من مستوى الشعب الذي يمثله؟
– نفتكر أن الشعب السوداني يستحق أكثر من ما يحصل عليه، لكن هذا النائب قادم من أصقاع بعيدة وليس له بيت في الخرطوم.. جاء ليمثل أهل دائرته وتمثيله هذا يجعل بيته ليس ككل بيت، فالنائب يأتي إليه الطالب والمريض والمحتاج وصاحب المشكلة والمسافر.. أنا لا أريد فيلا أو عمارة من خمسة طوابق.. أريد فقط غرفتين وصالون.. غرفة أسكن فيها أنا النائب وغرفة للضيوف من النساء وصالون للضيوف الرجال. النائب لا يريد أكثر من ذلك. النائب إذا ذهب إلى ولايته لعزاء أو لغيره، إلى دارفور مثلاً ثمن تذكرة الطائرة (3) آلاف جنيه، يدفع مرتبه ليذهب ويعزي أهله. وإذا ذهب إلى كسلا التذكرة بألف جنيه ونصف الألف يعني نصف راتبه.. الذي يريد أن يذهب إلى دنقلا ثمن التذكرة ألف ونصف الألف.. (دي النائب يجيبا من وين؟؟).. نحن كنواب جئنا لنمثل الناس لا لنمثل أنفسنا، ونحن كنواب مطالبين بأن نذهب للمريض، نذهب للقادم من بلدنا، نشوف الفقير، العنده عملية ولا يستطيع توفير قيمتها، كل ذلك نحن نعمله كنواب ونحن مطالبون به، لذلك النواب الآن يعانون أشد المعاناة، هناك نواب (سايقين تاكسي) أنا أقولها لك بوضوح.. نائب جاء ليمثل الشعب لكنه يحمل هم أشيائه ومشاغله الخاصة فهل يستطيع أن يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً داخل البرلمان؟ (أقلها وفر له سبل العيش الكريم.. حد الكفاف فقط الذي يجعله ماكل شارب ساكن).
# نعود لقاعة الجلسات الرئيسية.. هل لديك ملاحظة على طريقة توزيع رئيس البرلمان لفرص الحديث داخل القاعة.. هل الرئيس يوزع الفرص بعدالة؟
– ليست هناك مشكلة في توزيع الفرص.. رئيس البرلمان يعطي فرصاً كافية لكل الناس بعدالة تامة.. (في دي بالذات ما قاعد يقصر معانا).
# لكنه حاد وغليظ في طريقة تعامله مع النواب.. أليس كذلك؟
– والله شوفي، ما عنده حدة زايدة. لكن هذا ضبط.. (البرلمان دا لو ما لقى زول قوي ما بنضبط). هو رجل قوي وحازم والبرلمان محتاج لشخص قوي وحازم.
# من خلال الواقع الموجود داخل القاعة.. ما الصوت الأبرز الذي يعكسه النواب؟ أصوات شخصية أم صوت الأحزاب أم صوت المواطنين في الدوائر؟
– والله أقول لك بوضوح هناك من النواب من يمثل دائرته تمثيلاً حقيقياً ونحن في هذا الشأن راضون عن أنفسنا ونشعر برضا الناس في دوائرنا كمستقلين. هناك نواب يمثلون أحزابهم، الواحد منذ أن جاء من دائرته إلى البرلمان لا يرى سوى حزبه.. حسبما أرى، هناك من يمثلون صوت أحزابهم والرأي الغالب لديهم هو رأي الأحزاب.. والأحزاب لديها ارتباط مع حزب المؤتمر الوطني، مثلاً التعديلات الدستورية مررها هؤلاء النواب مع المؤتمر الوطني.. هللوا لها وكبروا ومرروها برغم رأينا فيها الذي قلناه بوضوح وأسمعناه لكل الناس. نحن جئنا هنا لنمثل الشعب السوداني، جئنا لنمثل المواطن الذي أعطانا صوته وأدينا قسماً وسنبر بقسمنا، هذا بالنسبة لي على المستوى الشخصي، ونواب آخرون أثق فيهم.
# بالنسبة لأداء النواب داخل القاعة.. ما الشيء الذي حققه النواب وتشعر بالفخر إزاءه؟ هل هناك مسألة مستعجلة رأيت ثمراتها.. إنجاز حققه البرلمان أنت فخور به؟
– والله مافي حاجة نفتخر بها، لكن إلى حد ما هناك إيجابيات في بعض المسائل.. مثلاً مسألة الحج البرلمان اتخذ فيها مواقف قوية ويتابعها، قضية الموازنة عمل فيها عملاً كبيراً ويتابعها، مراقبة أداء الوزراء، الطرق، الخدمات، الصناعة، الزراعة التعدين، معاش الناس بصورة عامة نحن نبذل فيه جهداً لكنه جهد ليس مرضياً.
# لكنه جهد لا يصل لثمرات ونتائج؟
– والله يصل لثمرات (لكن الثمرة ذاتها.. هناك ثمرة مشبعة، وثمرة غير ناضجة)، فالثمرات ليست كلها بالصورة المطلوبة.. الثمار قليلة جداً.
# ثمرات هذه الجهود التي يقوم بها البرلمان لا تبدو على حياة الناس.. فالأوضاع ما زالت ضاغطة والدولار يتصاعد.. الغلاء.. الحرب مستمرة والأوضاع عموماً بائسة؟
– هذه سأرجع لك فيها للحوار الوطني، لأننا سبق وقلنا إن الحوار الوطني الذي لا يوقف الحرب، الحوار الذي لا يخفض للمواطن سعر قفة الملاح، الحوار الذي لا يجعل المواطن يعيش مطمئناً وآمناً.. الحوار الوطني الذي لا ينشئ علاقات خارجية متوازنة، الذي لا يصنع اقتصاداً مستقراً، الحوار الذي لا يجعل كل شخص مستقراً في منطقته وآمناً هذا حوار ناقص.. نحن نريد (حوار وطني) يؤمن البلد، ينهض بالاقتصاد، يصنع علاقات دبلوماسية متوازنة، يحقق الأمن والسلام في البلد ويرسم الحدود مع دول الجوار، وقضية الحدود من أخطر القضايا. (لكن حوار وطني من أجل تقسيم الوظائف ومن أجل تقسيم الكيكة أنا لقيت وإنت لقيت وأنا ما لقيت وأنا زعلان وإنت رضيان) أنا أفتكر هذا حوار وطني ناقص.
# أنتم تلقون باللائمة على الحوار الوطني لكن ألا ترى أن البرلمان الذي لا يسوق الجهاز التنفيذي لتحقيق ذلك هو نفسه برلمان ناقص أو برلمان غير حقيقي؟
– نحن كبرلمان لم يكن لنا دور في الحوار الوطني، كنا بعيدين عنه.
# لكن يفترض أن يكون لكم دور في أن تسوقوا الجهاز التنفيذي ليفعل ما يجب أن يفعل؟
– والله نحن نجتهد، لكن هناك أغلبية ميكانيكية (الجهاز التنفيذي حقها).. (الجهاز التنفيذي دا حق المؤتمر الوطني)، والمؤتمر الوطني أغلبية ميكانيكية في البرلمان، الآن نواب المؤتمر الوطني (بفتكروا الدفاع عن الوزراء شطارة).. وزير يجيء إلى المجلس لأننا استدعيناه في مسألة مستعجلة أو في أي موضوع وعندما نأتي لمرحلة التصويت ينبري نواب المؤتمر الوطني للدفاع عنه، في حين أنهم أدوا قسماً بأن يدافعوا عن قضايا المواطن! هذه مصيبة كبيرة!
# هل أنت راضٍ عن ما أنجزه البرلمان في ما يلي قضايا ولاية القضارف؟
– أنا غير راضٍ عن ما أنجزه البرلمان لولاية القضارف إطلاقاً.. ليس هناك إنجاز يحسب للبرلمان في ولاية القضارف، والآن هي تعاني الأمرين.. ولاية القضارف الآن هي الولاية الوحيدة التي ليس لها تمثيل مركزي من أبنائها.. القضارف الآن فقيرة ومهملة.. الولايات كلها بها مطارات عدا ولاية القضارف، وهي منطقة إنتاج وتنتج للسودان بجهد المزارعين الخلص من جيبهم الخاص، فليس هناك أي دعم من الحكومة.. القضارف ليس بها سكة حديد وهي منطقة إنتاج! حتى السكة الحديد التي كانت موجودة من العهود السابقة كنسوها والقضيب خلعوه.. طرق الإنتاج في القضارف وعرة جداً، المزارعون يعانون ليصلوا إلى مزارعهم ويصلون بصعوبة شديدة.. القضارف ما زالت بها مشكلة مياه إلى الآن لم تحل رغم الجهود القليلة التي بذلت.. القضارف من أضعف الولايات في مجال التنمية.. عندنا حكومة ولائية لها ثلاثة أعوام أو عامان ونصف العام وإلى الآن لم نر لها أي أداء.. فاشلة بامتياز.. حكومة القضارف فاشلة بامتياز والٍ وحكومة، وزراء ومعتمدون وكل مؤسساتهم فاشلة بامتياز.. المركز غير مهتم بالقضارف والآن الشارع في القضارف متذمر وزعلان جداً.. أهل القضارف يرون أن هناك ظلماً يقع على القضارف.. شايفين التنمية في كسلا، في الجزيرة، في الخرطوم، في دارفور، في بورتسودان عدا القضارف.. لا يوجد بها أدنى مقومات الحياة.. فأنا أناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونائب الرئيس وكل المسؤولين في الدولة أن يهتموا بالقضارف وبإنسان القضارف، وبحكومة القضارف، بالطرق في القضارف، بالزراعة في القضارف، بمطار للقضارف بالسكة الحديد للقضارف، وأن يفعّلوا كل آلياتهم ليقدموا شيئاً للقضارف.. لأن القضارف تقدم للسودان وهي بقرة حلوب.
# النائب “مبارك النور” عرفت بانشغالك واهتمامك بقضية الفشقة وبمسألة ترسيم الحدود.. هل قام البرلمان بإنجاز شيء في هذا الخصوص؟
– لم ينجز شيئاً يذكر، وفي هذا الخصوص ظللنا نطالب ومن داخل البرلمان بإنشاء مفوضية خاصة بالحدود وبقضايا الحدود نسبة لأن بلادنا حدودها ممتدة مع عدد من الدول وبها مشاكل معقدة.. لذلك فالمفوضية إنشاؤها ضرورة قصوى.
والآن حدودنا منتهكة في الجبهات كافة.. في الجنوب، في الشرق، في الشمال، في الغرب. وليس لدينا جسم مسؤول عن الحدود.. نطالب بإنشاء مفوضية خاصة بالحدود.. أغلب دول الجوار طامعة في أراضينا وحدودنا فيها مشاكل رغم أن الحدود كانت مرسمة منذ العام 1902.. نحن محتاجون أن نحرس حدودنا حتى لا يطمع فيها الآخرون، نحرسها بالتنمية وبالخدمات وبالسكان.. السكان لن يستقروا في الحدود إذا لم تتوفر لهم المياه والخدمات والتعليم والصحة والطرق والأمن، علينا أن نقوم بذلك ونحرس حدودنا قبل أن تقع الفأس في الرأس وتضيع حدودنا.