التحرير من الأمية…كسر طوق العزلة
وجود (7500) أمي بولاية الخرطوم
تقرير – فاطمة عوض
بدأ حالياً إجراء مسح بجميع الولايات لحصر نسبة الأمية في السودان للوقوف على المعدلات الحقيقة للأمية بالبلاد، وأكدت مؤشرات المسح وجود (7547) أمياً، بولاية الخرطوم بنسبة (16%) من جملة العدد الذي تم حصره ووفقاً حسب الإحصائيات الرسمية أحرز السودان تقدُّماً ملحوظاً واحتل المرتبة (24) في العالم بانخفاض نسبة الأمية من (51%) عام 2003 إلى (24%) عام 2017 حسب الإحصائيات الرسمية ويأتي السودان ضمن أربع دول في الوطن العربي أمية، وهي اليمن ومصر والمغرب، وتقول المنظمة الدولية إن عدد الذين يعانون من الأمية يبلغ (800) مليون شخص في العالم، فوق (15) بينهم (115) مليون، في مرحلة الشباب و (59%) منهم إناث، وبالرغم من الجهود، إلا أن أعداد الأميين في تزايد، وأن المنطقة العربية أضعف المناطق في العالم في مكافحة الأمية وسط حضور مكثف من قيادات التعليم والمختصين في برامج محو الأمية وتعليم الكبار وممثلي الأجهزة الإعلامية ومنظمات الأمم المتحدة (اليونسكو والايسكو والائتلاف السوداني للتعليم للجميع وقيادات التعليم ووزارة الدفاع ومجندي الخدمة الإلزامية)، شهدت قاعة الصداقة حشداً كبيراً من خريجي مراكز “النور” بولاية الخرطوم بتخريج (50) ألف دارس، بتشريف ومخاطبة النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق ركن “بكري حسن صالح”، وكشفت وزارة التربية والتعليم العام عن إجراء مسح بجميع الولايات لحصر نسبة الأمية في السودان.
وقال “محمد حماد” الأمين العام للمجلس القومي لمحو الأمية وتعليم الكبار أن التخريج يأتي في ختام الاحتفالات باليوم العالمي لمحو الأمية، وأن العدد المتخرِّج أكملوا المستوى الأول وتحرَّروا من الأمية وجلسوا للامتحانات، وأشار إلى أنه تم تخريج (700) ألف دارس ودارسة، في الولايات خلال ديسمبر. وأشار إلى أن العديد من الولايات تشهد العديد من التخاريج في ولايات دارفور والنيل الأبيض، مضيفاً أنه تم تحرير أكثر من مليون و(600) ألف أمي، بالإضافة إلى أنه تم تحرير أكثر من ألف و(555) من الأطفال والشباب من الأمية لتقليل الفجوة في التسرُّب وتأتي المبادرات من المجلس القومي للأمية ومشروعات “علِّم جيل” وسلسلة “حلم النيل” الذي نفَّذه معتمد محلية بحري بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والخدمة الوطنية وبدعم من منظمة اليونيسيف وأطفال الحرب الهولندية والعديد من الجامعات، وقال إنه حسب التقارير العالمية الرسمية إن السودان أحرز تقدُّماً وتراجعاً في معدلات محو الأمية من (51%) إلى (24%)، وحسب الدراسات أن نسبة (65%) من الأمية من النساء، وتجرى حالياً تفاهمات مع المركز القومي للمعلومات لتأسيس قاعدة بيانات ونناشد رئاسة الجمهورية بتوجيه المؤسسات الحكومية بفتح مراكز محو الأمية، بالإضافة إلى تكثيف الإشراف من قبل اللجنة العليا على مراكز محو الأمية بالولايات وتسهيل التدفقات المالية، وأكد وجود تطوُّر مفهوم الأمية من القدرة على القراءة والكتابة إلى البعد الرقمي ليشكِّل امتداد مهم للتطوُّرات التي يشهدها العالم في ثورة المعلومات والتكنولوجيا الرقمية والتي أصبحت متاحة، متسائلاً عن الأمي الذي يستخدم ويتعامل مع الهواتف الذكية (كيف ذلك)، وحسب التوجهات العالمية والتعاهدات الدولية لابد من وضع رؤية جديدة وجريئة في العالم للتخلص من الأمية ومكافحتها، وقاد السودان مبادرة جديدة وجريئة بإدخال المشروع الإلكتروني في السودان في مرحلته الأولى التي تستهدف المناطق النائية من خلال التعلُّم لمادة الرياضيات الذاتية عن طريقه اللعبة (600) طفل (90%) منهم انتقل إلى التعليم النظامي وقطع شوطاً في حوسبة مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية.
د. “ياسر عثمان” المنسق القومي للخدمة الإلزامية قال إن الأمية أحد معوقات التنمية في السودان، ولذلك تم إعداد خطة متكاملة عام 2017 لإجراء إحصاء شامل وتم وضع ترتيبات للقيام بنفرة كبرى مطلع العام القادم لتحرير أمية (6) ولايات لتكون خالية من الأمية تتمثِّل في نهر النيل والشمالية والقضارف والجزيرة وشمال كردفان وغرب دارفور في (108) محليات، وأشار إلى أن عمليات الحصر شارفت نهايتها بنسبة (80%) والتي تجاوزت (3) ملايين، من خلال برنامج متكامل للبيانات وتحديد المراكز وتدريب المدربين والمجندين وينتشر التدريب في كل الولايات، وبدا بتسع ولايات، بالإضافة إلى حصر أعداد المجندين للتدريب، وأبدى التزام المنسقية ومسؤوليتها تجاه الحملة بتوفير (100) ألف مجنَّد العام القادم، وتجهيز المراكز وتعمل بتنسيق متكامل مع وزارة التربية والمجلس القومي لمحو الأمية حتى تستطيع أن تحقق الهدف أن يكون عام 2020 نهاية الأمية بالسودان، وأكد أن الحملة تجد دعماً مباشراً من رئيس الجمهورية والنائب الأول وليس دعماً سياسياً وإنما دعم متكامل. وأشار إلى أن ولاية الخرطوم استطاعت بجهود مكثفة أن تحرِّر أمية (50) ألف، وتم وضع خطة لتحرير (5) محليات من الأمية للعام 2019م، ليكون نهاية الأمية في ولاية الخرطوم.
“آسيا إدريس” وزيرة التربية والتعليم قالت إن الاحتفال يأتي متزامناً مع الاحتفالات بأعياد الاستغلال ومن واقع وضع الأمية في السودان يتحتم على الجميع أفراد ومجتمعات أن تبذل الجهود للتحرُّر من الأمية وسط عالم استطاع أن يفك الخط والقضاء على الأمية الأبجدية والانتقال إلى الرقمية، وأشارت إلى أن رئيس الجمهورية حدَّد عام 2020 لاستئصال الأمية من السودان عبر آليات التوسع الكمي والنوعي بتجفيف منابع الأمية من خلال إتاحة التعليم للجميع وتوفير تعليم جيد النوعية ومنصف وشامل، وقالت إن رئيس الجمهورية اشترط توفير فرص التعليم لبقاء الولاة في مواقعهم. وأكدت أن الدولة تعي أهمية تجفيف الأمية واعتبارها هدفاً إستراتيجياً وشدَّدت على ضرورة أن توجه الموارد الضخمة وسن التشريعات والأجهزة المختلفة ووسائط الإعلام لتنفيذ الخطة وتطبيقها على الواقع للتحرُّر من الأمية وتجفيف منابعها، ونوَّهت إلى وجود قصص نجاح أنموذجية في محلية شرق النيل باستخدام التابلت اللوحي كأسلوب ناجح للتعلم وقصة أخرى تتمثل في محليه بحري في سلسلة “حلم النيل” والتي نفَّذتها محلية بحري لأصحاب الدرداقات في سوق بحري كأحد مشاعل المعرفة لإنهاء ظلام الأمية، وأكدت أن برنامج محو الأمية مشروع إنساني وصارت عيباً قومياً في بعض الدول.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق “بكري حسن صالح” أن الأمية مشكلة عالمية ولم يتم القضاء عليها إلا في قطر أو قطرين ولها العديد من الأسباب الفقر والحرب والتهميش الاجتماعي والتفكك الأسري، وأشار إلى أن الدولة وضعت العديد من المعالجات الجذرية التي شهدتها الساحة بمحاصرة الفقر للوصول إلى أقل المعدَّلات ومخرجات الحوار السياسي وما تحقق من نتائج وتعزيز الرعاية الأسرية والحد من المخدِّرات ومكافحة الجريمة، وأكد إلزام الدولة بإنجاح مشروع القضاء على الأمية عام 2020 من خلال بلورة رؤية وطنية، كاشفاً عن وجود (800) مليون أمي، واصفاً الوضع أنه مخيف وأكثرهم من شرائح الحيوية (الأطفال والشباب)، وقال إن السودان منذ العهود الوطنية كانت له مبادرات ذهبية في برامج محو الأمية من بين الدول الأفريقية، وأكد ضرورة مضاعفة الجهود خاصة أنها انخفضت بنسبة مقدَّرة، وقال: لا نتركها تراوح مكانها واستعجل الحملة بأن يصل المشروع لنهاياته والخلو من الأمية للعام 20 20م.