رأي

مسألة مستعجلة

“أردوغان” في الخرطوم زيارة فوق العادة
نجل الدين ادم
زيارة مهمة تشهدها الخرطوم بعد غدٍ (الأحد) لضيف مهم، هو الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وذلك لما يتمتع به الرجل من مواقف جريئة وواضحة حيال عدد من القضايا الإقليمية والدولية، فبات لاعباً لا يشق له غبار في عالم السياسة الدولية.
أهمية الزيارة تأتي في التوقيت والظرف الذي يشهد فيه العالم الكثير من التحولات، بجانب المتغيرات الجديدة التي تشهدها البلاد في أعقاب رفع الحظر الاقتصادي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فتحت الأبواب واسعة في إعادة ترميم العديد من العلاقات الاقتصادية والتحالفات المرحلية، وتركيا تمثل هدفاً إستراتيجياً في العلاقات الثنائية.
دولة تركيا تتمتع بوضع سياسي مميز بين الدول العظمى، من خلال مواقفها الثابتة وكذلك تتمتع بقوى اقتصادية كبرى وخبرات جعلتها تتقدم يوماً بعد يوم.
الرئيس “أردوغان” سيصل البلاد على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين ما يفتح الباب أمامهم لإجراء مباحثات ثنائية مع نظرائهم في السودان حول عدد من الملفات، فالزيارة التي ستستمر ليومين لا تقتصر على الجانب الرسمي فهنالك وفد من رجال الأعمال سيسبق الوفد الرسمي للتفاوض مع رصفائهم السودانيين حول الدخول في استثمارات بالبلاد، ما يجعل الزيارة ذات مردود إيجابي في كافة الملفات وعلى رأسها الاقتصادي.
وما يجعل الزيارة ذات مكاسب أكبر للدولتين هو ما خطه الرئيسان المشير “البشير” و”أردوغان” من خطوط عريضة في قمتهما الأخيرة باسطنبول، على هامش القمة الإسلامية والتي دعت لها تركيا خلال الشهر الجاري، وشارك فيها الرئيس “البشير” بفاعلية وألقى فيها كلمة قوية بشأن القرار الأمريكي الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني.
نتمنى أن تكون الزيارة فتحاً جديداً للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، فتركيا كدولة ليست بغريبة على السودان والسودانيين في دولة ذات إرث تاريخي ضارب فهناك علاقات متجزرة وراسخة، وهذا الإرث التركي في السودان ما يزال الكثير منه باقياً من خلال الكثير تلك الأسماء والأوصاف والراسخة في أذهان السودانيين.
الزيارة اتوقع لها الكثير من الاهتمام الإعلامي ومن قبل المراقبين، سيما وأنها الأولى من نوعها، لذلك وحتى تجد مخرجاتها حيزاً كبيراً من التنفيذ فإن الزيارة تحتاج لزيارات أخرى متبادلة ليست بالضرورة على مستوى الرؤساء وتحتاج لتواصل مستمر بين المسؤولين والممسكين بملفات التعاون، مطلوب من وزارة الاستثمار أن تكون مستعده لهذه الزيارة سيما وأن الجانب الأكبر منها سيكون التركيز فيه على الاستثمارات لذلك من المهم أن تكون العروض واضحة ومحفزة..
والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية