ربع مقال
والي الخرطوم ومنديل الزعيم .. !!
خالد حسن لقمان
.. أعجبتني الطريقة الحماسية التي حكى بها والي الخرطوم “عبد الرحيم محمد حسين”، أمس الأول حكاية منديل الزعيم الكبير “إسماعيل الأزهري”، الذي رفض مقترح الرئيس “جمال عبد الناصر” في ذلك اليوم التأريخي لاجتماع دول عدم الانحياز هذه المنظمة التي قبرت عندما قبرت المشاريع النهضوية العربية في مهدها، فكانت كمثل الرضيعة التي يخشى أبوها عارها في المخيلة البائدة التي خلفها هذا الدين الحنيف العظيم وراءه.. كانت الساحة باندونق الفتية التي تغنى بها المبدع “عبد الكريم الكابلي” يوم أن شدا بدرة “تاج السر الحسن” (آسيا وأفريقيا) ..
أنت يا غابات كينيا يا أزاهر
يا نجوما سمقت مثل المناير
يا جزائر
ها هنا ينطلق القوس الموشى
من كل دار وكل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسيوية
كأناشيد الجيوش المغربية
وأغني لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتية ..
يومها طلب “عبد الناصر” من (الضرغام) “إسماعيل الأزهري” أن يجلس الوفدان السوداني والمصري في مقعد واحد عليه العلم المصري بحجة أن السودان ليس له علم حينها .. فكان أن أخرج الزعيم منديله الأبيض وكتب عليه السودان، ورفعه على مقعده ضمن مقاعد الرؤساء، فضجت القاعة بالتصفيق، وقال أحد الرؤساء إن هذا أعظم علم رَآه في التاريخ .. أحسنت الأخ الوالي، ولكن نرجوك ادخل هذه القصة في مقررات المدارس حتى يعلم الجيل الناهض أن وراء استقلال هذا الوطن رجال مضوا كالشهب المنيرة..