شهادتي لله

ليلة افتتاح "البركل".. مهرجان (الضلمة) !!

لم تخرج صورة ليلة افتتاح مهرجان البركل، كما كنا نتوقع لها، خاصة بعد أن علمنا أن مخرجها هو صائد الجوائز الدولية في الأفلام الوثائقية الصديق “سيف الدين حسن “.
لم يكن المشهد المنقول من المسرح على عدد من شاشات الفضائيات السودانية يختلف كثيراً عن تفاصيل أية ليلة ثقافية منقولة من باحة نادٍ خافت الإضاءة بالخرطوم أو الشمالية، يتغنى فيها عدد من فناني الطمبور !!
كيف يكون مهرجاناً تطمح لجنته أن يكون عالمياً، ومدخلاً لترويج عناصر سياحتنا، والتعريف بحضارتنا، ثم يكون الافتتاح تحت كشافات شاحبة، والمسرح على مرمى حجر من سد مروي صاحب (1250) ميغاواط ؟!
كيف يكون مهرجاناً عالمياً وخلفية المهرجان (متكولة) في الأرض على خشبة المسرح ؟!
أين أدوات الإبهار البصري من إضاءة بيضاء وملونة وديكور لتقديم صورة مبهرة وزاهية ومختلفة لمهرجان ثقافي وفني، يعرض للتأريخ ويقدم للحضارة، ويعرف العالمين بأهراماتنا الضاربة جذورها في أعماق أكثر من (8) آلاف سنة !
ليلة افتتاح مهرجان البركل ليست ليلة سياسية، ولا هي ختام دورة مدرسية أبطالها طلاب وطالبات، رغم أن ختام المسابقات الثقافية في “كسلا” كان أكثر جاذبية وإدهاشا !
لا يكفي أن يحدثنا بعض الذين كانوا حضوراً في المكان عن روعة رأوها هم ولم يرها غيرهم، ولكن الأهم هو نقل الصورة بلوحة مكملة ومجملة للطبيعة والبيئة، لكل المشاهدين في العالم، فيعلموا أن في السودان مهرجان يحتفل بأقدم حضارة في الوجود، حسبما أكد عالم الآثار السويسري “شارلي بونيه” الذي قضى نحو أربعين عاماً منقباً في آثار النوبة بشمال السودان .
ماذا كان يمنع لجنة المهرجان وقد توفر لها المال أن تستجلب طاقماً فنياً (أجنبياً)، ليعرض بضاعتنا أفضل مما تعودت كاميراتنا وشاشاتنا أن تفعل، فالخطاب السياحي في الأصل موجه للخارج وليس الداخل ؟!
لابد من الاستفادة من تجارب الآخرين من حولنا في إحسان عروضنا، وتجويد مهرجاناتنا لتحقق شروط المنافسة، لتكون في مصاف المهرجانات العالمية، أقول قولي هذا وقد تابعت قبل أيام حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي عبر قناة (dmc) المصرية التي رعت المهرجان واحتكرت نقله على الهواء، رغم أن القناة عمرها شهور !!
بالتأكيد لم أكن في القاهرة، كما كان بعضنا في البركل، لكنني شاهدت أدق تفاصيل ليلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، من لحظة نزول الفنانين والفنانات العرب و(الخواجات)، من بطون سيارات “مرسيدس” سوداء من طراز واحد، تقف في مكان محدد، إلى مرورهم عبر بساط أحمر ممتد عشرات الأمتار، حوله سياج من الخشب مدهون بلون أبيض يقف خلفه المصورون بالعشرات يلتقطون الصور لنجوم ونجمات السينما العالمية، حيث يقف النجم أو النجمة ترفل في فستانها الطويل أو القصير لعدة دقائق وسط السجاد الأحمر في أوضاع مختلفة تناسب الكاميرات المحجوزة بعيداً عبر الحاجز الخشبي الأنيق !
أما قاعة المهرجان الداخلية، فالإبهار فيها يفوق قدرتي على وصفها، حتى نجوم السينما الذين ينامون ويصحون تحت الكشافات لعشرات السنين، عبروا عن دهشتهم بفخامة الافتتاح وروعة تنظيمه .
ليس بالضرورة أن تكون في البركل، لتقرر أن ما جرى في ليلة افتتاحه كان أقل من (عادي) !!
نحتاج أن نتعلم فنون افتتاح واختتام المهرجانات، بمنأى عن صخب وهرج الألعاب النارية !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية