ربع مقال
أين دوركم أيها الأغنياء وأصحاب الأموال؟
خالد حسن لقمان
.. لعلي من أكثر المحبين للصحابي الجليل “أباذر الغفاري” واذكر أنني أعلنت ذلك للأخ الصديق والشيخ و(الحاج) “راشد الحسن” فقال لي مشفقاً: (كل الصحابة عليك بحبهم ولا يجب أن يضعك حبك “لأباذر” في موضع تفاضل بينهم كما أن “لأباذر” مواقفه مع سيدنا “عثمان بن عفان” رضي الله عنه، وقوة صدع “أباذر” بالحق قابله حلم “عثمان” بحكمته وهو الرجل الذي استحت منه الملائكة، كما أخبرنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم) . وهذا الحديث لـ(الحاج) “راشد” بلا شك هو الحق بعينه ولا جدال فيه البتة، ولكن استلاف هذه الصورة من زمانها السحيق الزاهر يبدو ملحاً الآن فليس بيننا اليوم “أباذر” ليهتف هتافه القرآني في الأسواق والطرقات: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) ” -، التوبة – كما ذهب لربه شهيداً “ذو النورين بن عفان” رضي الله عنه ليلتقيا في جنة عرضها السموات الأرض تاركيننا هنا ببن الذين يحبون الذهب والفضة واللاندكروزرات والمزارع والفلل الفاخرة والشقق البحرية والساحلية، ولا ينفقون في هذه الأيام الصِعبة والقاسية على الناس شيئاً في سبيل الله للمحتاجين من مرضى وعجزة ومعدمين لا يجدون ما ينفقون لتعليم أبنائهم وتوفير لقمة عيش كريمة لهم.. انتبهوا أيها السادة الأغنياء وأصحاب الأموال فإن وعد الله حق ..