رأي

بكل الوضوح

وعد مالك الملك.. يبهت وعد “ترمب” و”بلفور”
عامر باشاب

{ براكين الوجع تفجرت داخلي وحبر قلمي وصل أعلى درجات الغليان لحظة إعلان الرئيس الأمريكي الموتور القدس عاصمة للدولة الصهيونية، موفياً بوعده الذي قطعه أثناء حملته الانتخابية، لكن رغم ذلك لم يكن لديّ الرغبة والحماس للكتابة بتلك الدوافع المتفجرة، وهذا بسبب أننا وصلنا درجة الصفر في برودة الإحباط واليأس وفقدان الأمل في قادة العالم الإسلامي من العرب وغيرهم.
{ هؤلاء القادة الذين انحصرت قوتهم في مواجهة العدو الصهيوني بعواصف الحزم التي تطلق صواريخ الاستنكار والتنديد والشجب والرفض، ورضوا أن يقفوا مكتوفي الأيدي على منصات (أضعف الإيمان).
{ وظللت طيلة يومي (الأربعاء) و(الخميس) في غيبوبة الأسف والحسرة على الضربات المتوالية التي ظل يتلقاها بيت المقدس ولم أفق من صدمة فقدان الأمل، إلا بعد الخطبة (الجمعة) التي ألقاها الشيخ الداعية “محمد بشير” إمام وخطيب مسجد سوق الخضار (الملجة) بالحصاحيصا. 
{ حقاً كانت خطبة من العيار الثقيل، باعثة للأمل والاطمئنان والبشريات بأن للمسجد الأقصى رباً يحميه كما حمى بيته الحرام من “أبرهة” وجنوده وأرسل لهم طيراً أبابيل.
{ الداعية “محمد بشير” تحدث عن فتوحات بيت المقدس على يد الفاروق “عمر بن الخطاب” الذي أعز الإسلام ومكن دولته بتمكينه لشرائعه وبالإتباع الحق للعقيدة وبالزهد والتواضع والتذلل لله.
{ ثم حدثنا كيف ضاعت القدس مرة أخرى بعد أن انشغل المسلمون بملاهي الحياة الدنيا، إلى أن أتى القائد الفذ “صلاح الدين الأيوبي” ليحررها بالإتباع الحق لدين الله والدعوات الصالحات التي أهلته للنصر على الأعداء وإعادة القدس مرة أخرى، وغسل المسجد الأقصى من دنس اليهود.
{ والآن تضيع القدس في زمان الغفلة وزمان الملهيات، ولكن الداعية “محمد بشير” طمأننا بعودة بيت المقدس بالوعد الذي قطعه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وكيف جاءت البشرى بالنصر الأخير للإسلام في الآيات الكريمة من سورة (الإسراء: 4-7) في قوله تعالى:
(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).. صدق الله العظيم.
{ مهما قلت لن أستطيع نقل أثر وتأثير الإشارات التي بيّنها الشيخ الداعية المفوه “محمد بشير” في تلك الخطبة العصماء والعاصفة، التي كنت أتمنى أن يتم نقلها في أجهزة التلفزة إلى كل العالم حتى يتيقن الجميع (مسلمون وأعداء) بأن بيت المقدس والأرض المباركة عائدة بإذن الله الواحد الأحد لحظيرة الإسلام، كما أكد رب العزة والجلالة سبحانه وتعالى مالك الملك ومسبب الأسباب في محكم تنزيله في الآيات أعلاه.
} وضوح أخير 
{ وعد وزير الخارجية البريطاني “آرثر جيمس بلفور” أو رسالته الشهيرة التي أطلقها في العام 1917، مشيراً عبرها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود. الذي عرف بـ(وعد بلفور)، ووعد الرئيس الأمريكي غريب الأطوار “دونالد ترمب” اعترافاً بالقدس عاصمة لإسرائيل الذي قال إنه تأخر كثيراً ما هي إلا وعود زائفة ومبهوتة ومردودة.
{ والأمر في الأول والآخر لله الواحد القهار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية