انطلاق مهرجان "كرمكول" الدولي بمشاركات إبداعية عالمية مميزة
مسقط رأس الأديب العالمي (الطيب صالح) تحوَّل إلى مزار سياحي
كرمكول ـ سيف جامع
على قرية كرمكول السياحية التي تقع على الضفة الغربية للنيل افتتح مهرجان كرمكول يوم أول أمس (الخميس)، أبوابه للضيوف للاستمتاع بالفنون، الموسيقى، والغناء، التشكيل، المسرح، الأفلام، الأدب، وسلسلة من الأنشطة الاجتماعية وكان قد بدأ المهرجان فعالياته مطلع الشهر الجاري.
ووسط أجواء مليئة بالبهجة والمرح انطلقت فعاليات المهرجان الذي ينظمه مجموعة من الشباب الملهمين بدعم معنوي ومادي سخي من عدة جهات مهتمة وتقول إدارة المهرجان أنها اختارت عدد (500) مشارك من الجنسين، للمشاركة في ورش العمل ومنصات التشبيك والإنتاج المشترك والأداء والعرض وكافة المنافذ لعروض المهرجان مجانية بشرط التسجيل المسبق ونوَّه المنظمين إلى أن التخييم البري في منطقة المهرجان أو غيرها من المناطق حول القرية غير مسموح به واختارت إدارة المؤتمر إذاعة “كابيتال” راديو “شريك إعلامي” الناطق بالإنجليزية لمهرجان كرمكول الدولي.
وحول المهرجان قرية كرمكول الوادعة مسقط رأس الأديب العالمي “الطيب صالح” إلى منطقة سياحية رائعة، حيث تم تثبيت العمل الفني “زيبرا” للفنان “حسن موسى” في إحدى حوائط قرية كرمكول، والذي يبلغ طوله (٣٦) متراً، سيظل العمل الفني معروضاً في القرية طوال فترة المهرجان ليستمتع بمشاهدته زوار ومشاركي المهرجان وفتحت قهوة إيزيس كافيه أبوابها لتقديم خدماتها للمشاركين.
وخلال المهرجان عرض فيلم “تاجوج” للمخرج الراحل “جاد الله جبارة”، كما تغنى في المهرجان الفنان “عاصم الطيب” بالإضافة لحفل فرقة أديس اكوسيتك،
وخلال أيام مهرجان كرمكول، ستقوم المنظمة الدولية للهجرة بإنتاج فيديو موسيقي يحتفل بالتنوع، وكرَّم المعاملة، والتسامح، سيعمل على إنتاجه مجموعة من الموسيقيين المشاركين في المهرجان، وسيتم إطلاقه في الـ 18 من ديسمبر، الذي يوافق اليوم الدولي للمهاجرين،
ومن بين الداعمين للمهرجان صندوق اليونسكو لتمويل الترويج الثقافي، حيث يقوم بدعم العروض الفنية السودانية خلال المهرجان التي تشمل المسرح، والموسيقى، والأفلام، والأدب، إضافة إلى دعم ورش العمل، كما أنه قام بدعم برنامج تدريبي في إدارة المهرجانات لعشرين مشارك سوداني وسودانية من متدربي مهرجان كرمكول. كما سيقدِّم المركز الثقافي الفرنسي ورشتين مسلطاً الضوء على موضوعين ممتعين أولهما فن الخط التي يقدِّمها “حسن موسى” مع تصميم فني مميَّز سيعلق على جدران كرمكول، والثانية هي ورشة رواية القصة مع “باتريسيا موسى”.
وتقوم منظمة أوكسفام في مهرجان كرمكول بدور يدعم الإصحاح البيئي بتوفير المراحيض ودورات المياه في كرمكول، إضافة إلى دورهم في تمكين نساء دارفور من المشاركة في المهرجان.
ويقول الموسيقى “طلال مختار”: “أنا سعيد بانضمامي لمهرجان كرمكول الدولي و”طلال” المعروف ب دي جي “طلال” 24 (إكي تي) يقوم بتنسيق الموسيقى منذ العام 2004 كهاوٍ قبل أن يبدأ العزف في الحفلات في العام 2008 بشكل رسمي، دي جي “طلال” شارك في العديد من الأحداث والمهرجانات لنشر أنواع مختلفة من الموسيقى، “طلال” أيضاً معروف بالإيقاعات الأفريقية، وموسيقى الهاوس الأفريقية والهيب هوب
ومن الوجوه الشبابية المشاركة أيضاً المنتج الموسيقى “سفيان علي” وهو يهتم باكتشاف وتوزيع الأغاني السودانية التقليدية، ومعروف، أيضاً، باهتمامه الكبير بالإيقاعات والطبول الأفريقية، وباستخدام الآلات الموسيقية السودانية في موسيقاه ودمجها مع الإيقاعات الحديثة في العالم.
وخلال المهرجان أقيمت ورشة الدمي المتحرَّكة، التي قدمها “باكيانتان فيجاي” سرد خلالها قصص من الثقافة تعبِّر عن كل القوى البشرية التي قد تحبط بالإنسان من خوف، آمال، وأحلام.
يقول المتطوِّع في عدد من منظمات المجتمع المدني “محمد عبد الدافع” عن تجربته مع مهرجان كرمكول: “المهرجان سيكون إضافة للسودان وللسياحة بالأخص، والتي تم إهمالها لسنوات هنا، واختياري يمثل بداية خطوة في طريقي للحياة بشكل عام وهو العمل في تنظيم المهرجانات والسياحة.
وكذلك من المشاركين فرقة “سالوت يالبنوت”، هي فرقة موسيقية غنائية حديثة النشأة، تتكوَّن من نساء
فقط، يؤلفنّ ويلحنّ أغانيهن التي يكتبنها بأنفسهن ويهتممن فيها بمواضيع متعدِّدة في الحياة، كالهوية والحب وقضايا المرأة في السودان والعالم أجمع، موظفين بذلك قدراتهن المتعدِّدة لتقديم فن جديد ومختلف الفرقة متحمسة جداً لتقديم أغنياتها المليئة بالقوة والإلهام في الأسبوع الأخير من مهرجان كرمكول الدولي.
ومن المشاركين الأجانب المخرجة المصرية “نادين بدراوي”، وستقدم “نادين” ورشة لمساعدة كتاب السيناريو المشاركين على أدوات بناء الشخصيات واكتساب مهارة خلق شخصيات سينمائية مركبة ومتماسكة في عملية كتابة السيناريو.
وضمت الفعالية بعض أهالي القرية لحضور سباق الهجن في منطقة كرمكول، والذي شارك فيه ستة متسابقين انتهى بفوز اثنين من أبناء المنطقة. وهما “محمد غريب” و “سيد أحمد”، وسط أجواء غامرة بالسعادة والحماس. هكذا انتهى اليوم الأول.