(14) دولة عربية تبحث ضعف ميزانيات التعليم وتضع خارطة طريق لإنقاذ الموقف
خلال اجتماع منظمة التربية العربية بالخرطوم
تقرير – فاطمة عوض
لأكثر من ثلاثة أيام عقد خبراء ومعلمون يمثلون أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التربية العربية، والتي تضم (14) دولة عربية، يتبوأ فيها السودان نائب رئيس المنظمة، عقدوا اجتماع مجلس الأمناء بالخرطوم لمناقشة وضع التعليم بالدول العربية من حيث المعلم ومخصصاته وتمويل التعليم والبحث العلمي وتدني المخصصات وأكدوا أن الوضع يحتاج لإعادة نظر وزيادة المخصصات لأن الواقع التمويلي محبط ومحزن منوهين إلى أن عدداً من المعلمين ينشغلون بأعمال أخرى لتغطية عجز المرتب، الأمر الذي يؤثر على الأداء للمعلم، وأشاروا إلى أن (75)% من قطاع التعليم من النساء يُواجه عزوف من قبل الشباب لضعف الأجور، مشددين على ضرورة وضع التعليم في سلم أولويات الحكومات، أسوة بالإنفاق على الدفاع والأمن والتي تصرف عليه الدول العربية بنسبة تصل إلى (80)% من إجمالي الناتج المحلي، مؤكدين على ضرورة أن يتم وضع تدابير لتمويل التعليم ورفع أجور المعلمين ليأخذ وضعه الطبيعي، مشيرين إلى وجود العديد من التدابير بفرض دمغة دعم التعليم كضريبة أو تخصص نسبة 1% من الضرائب أو الجمارك لدعم التعليم.
شهدت ندوة الإنفاق على التعليم العام في الدول العربية وانعكاساته على العملية التعليمية والتي جاءت ضمن ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ انعقاده الثانية بقاعة الصداقة حضور كثيف واهتمام كبير من قطاعات التعليم والنقابات وجمع كبير من خبراء التعليم والتربية، ودار نقاش ومداولات ساخنة من قبل المؤتمرين من الدول العربية التي شاركت في اجتماعات المنظمة العربية للتربية بالخرطوم بمشاركة (50) من نقابات التعليم في الدول العربية استمرت لأكثر من خمس ساعات استعرضت وضع الإنفاق على التعليم في الدول العربية، وتؤكد الدراسات التي استعرضت أن معظم الدول العربية عدا دول الخليج تعاني من شح التمويل وتدني العائد على الاستثمار في التعليم، الأمر الذي يؤدي إلى تدني الاستثمار في التعليم وتعاني المدارس صعوبات عديدة في الإنفاق البعض منها بالغ التعقيد ويُواجه الإنفاق العائلي صعوبات بالغة التعقيد في حجم الإنفاق في قيمة الملابس والكتب والرسوم الدراسية وتشير الدراسات إلى أن (87)% من المعلمين في الدول العربية يرغبون في العمل بدول الخليج في عام 2017 ولم يأت التوجه من فراغ لما تتمتع به هذه الدول من رواتب عالية قياساً مع بقية الدول، وكشفت الدراسة أن متوسط الرواتب في الدول الخليجية الخمس يفوق (1700) دولار، مقابل مائة دولار أو اقل في بعض الدول العربية، وتتفق الدراسات الحديثة على تراجع هيبة المدرسة الأمر الذي أدى إلى تدني مكانة المعلمين وتراجع دورهم التربوي، مشيرين إلى أن الدول المتقدمة تنفق على التعليم نسبة (90)% من مجمل الإنفاق العالمي.
أهمية الحركة النقابية السودانية
نائب رئيس المنظمة العربية للتربية ورئيس النقابة العامة لعمال التعليم “عباس حبيب الله”، أكد في حديث لـ(المجهر) أن الاجتماع فرصة للقادة النقابيين من الدول العربية التعرف على السودان وعلى النظام التعليمي بمشاركة (50) من نقابيي الدول العربية، ووقف المشاركون على تاريخ السودان من خلال زيارتهم للمتحف القومي ومصاحبة برامج مصاحبة على التراث الفني السوداني ويمثل ذلك دلالة على أهمية الحركة النقابية السودانية في المحيط العربي، ويظهر ذلك جلياً من خلال الندوة التربوية عن الإنفاق على التعليم في الدول العربية والتي قدمت أوراقها من قبل خبراء تربويين سودانيين، ووجد استحساناً من المشاركين في الدول العربية، وقدمت توصيات يمكن أن يستفاد منها في وزارة التربية في السودان ووضح من خلال الندوة ضعف الإنفاق على معظم الدول العربية، وضعف رواتب المعلمين في عدد من الدول، كما وضح جلياً مساهمة المنظمات والنقابات في الإنفاق على التعليم وفي السودان توجد العديد من الصناديق التكافلية والمشروعات الخدمية، وأكد أنه تحققت قفزة في الأجور للمعلمين إلا أن الفجوة لاتزال كبيرة بين الأجور والمعيشة وتقديم خدمات لأكثر من (60) ألف لمنسوبيها، وقال عباس إن النقابة تعمل في تناغم مع وزارة التربية لافتاً إلى أن النقابة حققت توحيد نقابات المعلمين في نقابة واحدة تضم كل المعلمين، وكشف عن تكوين لجنة لبحث المشاكل التعليمية التربوية في مدينة القدس.
رئيس المنظمة العربية للتربية يوضح
من جهته قال “جمال أديب الحسامي” رئيس المنظمة العربية للتربية لـ(المجهر) نشكر النائب الأول لرئيس الجمهورية، لتشريفه حفل الافتتاح وعلى استضافة النقابة العامة لعمال التعليم لاجتماعات مجلس الأمناء والمجلس المركزي، وحسب القانون ينعقد مجلس الأمناء كل ثلاثة أشهر نتدارس توصيات المؤتمر العام ووضع المنظمة خلال ثلاثة أشهر سابقة وما تم إنجازه، وقال من خلال الندوة التربوية الإنفاق على التعليم في الدول العربية، وضح أن الوضع محبط ومأساوي ويدمي القلب وما تنفقه الدول لا يتعدى أصابع اليد مقارنة ما تنفقه في مجالات أخرى، وتبين أن الصحة والتعليم في أدنى سلم الأولويات الحكومات العربية بالإضافة إلى الوضع الصعب والمأساوي على المعلمين العرب، وهم حجر الأساس في تطوير العملية التعليمية ومن خلال الأرقام التي عرضت أكدت أن الوضع التربوي بالشكل العام في الدول العربية يحتاج إلى إعادة النظر من قبل الحكومات العربية وزيادة المخصصات المقررة على التعليم والتي يأتي في أدنى سلم الأولويات والمعلم أدنى السلم الاجتماعي والمخصصات متدنية ويتبنى المجلس المركزي خطه لإعداد دليل تربوي لأهداف المنظمة وإعداد نشرات تثقيفية في الحقوق النقابية وعقد ورش عمل تدريبية مع النقابات وموظفي التربية والتعليم وسيتم رفع توصيات لكل الحكومات العربية من خلال وزارات التربية والتعليم لزيادة نسبة الميزانيات المقررة للتعليم والبحث العلمي.