مسامرات
حكايات وأمنيات
محمد إبراهيم الحاج
{ يبدو أن هناك اتجاهاً عاماً نحو تحويل المنتديات الثقافية والفنية إلى حفلات تجارية بحتة.. فبعد أن تحول منتدى “الميرفابي” إلى (جهة لاصطياد الجمهور بزعم التكريم).. ها هو منتدى “دار فلاح” يمضي إلى ذات درب رفيقه “الميرفابي”، في وضع قيمة مالية محددة للداخلين إلى المنتدى.
{ قانون قيام المنتدى يمنع التكسب المالي ويفتح المجال للتبرعات فقط.. ولكن بعض المنتديات تستكثر أن تقيم أمسية فنية أو ثقافية للجمهور دون أن تنال نصيبها.. وهو أمر يحتاج إلى تدخل وزارة الثقافة والتعامل بحسم مع هذا الملف، خاصة أن المنتديات أصبحت تجذب عدداً مقدراً من الناس مع نضوب أماكن الترفيه الليلية بعد تجفيف شارع النيل بالخرطوم، وتحوله إلى مكان مظلم وموحش ينعدم فيه أي أثر للحياة.
{ هل يسعى البعض إلى قتل الحياة في الخرطوم ليلاً لتصبح موحشة ومظلمة ومنفرة، وبيئة مواتية للمجرمين واللصوص، ويغيب عنها النحت والموسيقى والتلوين والغناء؟
{ المنتديات الثقافية أصبحت عنصراً مهماً في أمسيات الخرطوم، فأرجوكم لا تفرغوها من مضمونها الثقافي النبيل.
{ بعد أن غابت طويلاً عن الفضائيات عادت المذيعة “سالي عثمان” إلى قناة النيل الأزرق.. “سالي” لم تستطع تثبيت بصمتها عبر الشاشة الزرقاء.
{ ما توفر لـ”سالي” من خبرة كبيرة وظهور عبر أكثر الشاشات مشاهدة كان من الممكن أن يصعد بها لتكون المذيعة الأولى بالفضائية، ولكنها لا تزال تبحث عن تثبيت حقيقة أنها مذيعة تعمل في النيل الأزرق لأنه لا يكاد يُحس بها.
{ “سالي” كانت نجمة معروفة عبر قناة (زول) وتضاءلت نجوميتها بعد انتقالها إلى قناة أم درمان.. كأنها تسير عكس منطق الأشياء.. فمع مزيد من الخبرات والانتقال نحو القنوات الأكثر تأثيراً تبدو نجومية “سالي” متضائلة كل عام.. ربما تحتفظ “سالي” بيقين أنها قادرة على أن تظهر خلال وقت ما.. فلننتظر.
{ كثر خلال الفترة السابقة ما يسمى بدورات تدريب الإعلاميين.. تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي الـ(واتساب) والـ(فيسبوك) وغيرهما بإعلانات عن قيام دورات تدريبية للإعلاميين.. تدعم هذه الدورات بأسماء مذيعين ومذيعات لا يزالون ربما في حاجة إلى تثبيت أقدامهم جيداً قبل التحوّل إلى صفة مدربين إعلاميين.
{ “محمد عثمان” و”شيبة الحمد عبد الرحمن” و”إسراء عادل” آخر الذين تم إقحامهم ليتحولوا بين عشية وضحاها إلى (مدربين).
{ ربما بعض هؤلاء من يحتاج إلى أن يدرب نفسه أولاً قبل الاضطلاع بمهمة تغذية أدمغة الأجيال القادمة بأساسيات الإعلام.. فقط لأن بعضهم لا يزال غير قادر على إقناعنا أنه مذيع (سوبر استار) حقق نجاحات مهنية لافتة لم تتأت لآخرين.
{ أتوق لأمسية يصدح فيها “عثمان البشرى” شعراً بكل صخبه وخلويته وعافيته المسرحية.. يعقبه “هاشم صديق” ليهب الناس بعض (تجلياته الكونية) عن الفنون والنقد المسرحي والدرامي.. يتبعه “عبد الكريم” مطوحاً بمشاعر الناس عن أدبيات أشعار الحماسة في السودان والحكامات والنثر البدوي والحديث.. ثم يختمها “أبو عركي البخيت” مغنياً ونافحاً في أفئدة الناس (الغُنا الجد جد).. فهل من الممكن أن تتحقق هذه الرؤيا الشرعية؟
} مسامرة أخيرة
ومرقت من ضلك
وكلك
ولا أسفاً عليك والله
ولا الحزن البدا يهطل علي
من فرقة الزمن المعاك
ساسقتو، كان من حسرتي وفقدك
بكل بساطة لا تصدقني
ما إن قلت ليك إحساسى
بي خيبة مشاعري الوارفة
والكانت مدفقة في سراب أيامك الذاتية
وإني بسيطة حد الخزي فى تقييم هواك
ومشاعرك الملتبسة
“عثمان البشرى”