الاتحادي المسجل.. طبخة مؤتمر 19 ديسمبر 2017م!
بقلم – عادل عبده
مسكين.. من يعتقد أن المؤتمرات العامة للأحزاب السياسية تنعقد بدون طبخة محكمة تحتوي على المقادير والإرشادات المطلوبة التي تكفل نجاح تلك المؤتمرات وتحمي ظهرها من الفشل والكوارث، وبذات القدر فإن السذج وأصحاب النظرات القاصرة، أولئك الذين يرون في طبخة المؤتمرات السياسية عملاً مدسوساً مخالفاً للاتزان والشفافية.
ويمكن القول إن الطبخة تعني الإخراج الجماعي للمؤتمرات الحزبية، الذي يحدد رسم الطريق وقيام الهياكل وانتخاب قيادات المرحلة المقبلة، حيث يتم ذلك من خلال ميكانيزم يجسد الغالبية فلا يعقل أن تترك أوضاع المؤتمرات الحزبية بدون سيناريوهات معدة وبرامج محسوبة مثل القاطرة التي تتحرك بلا جهة معلومة.
الآن ينعقد مؤتمر الاتحادي المسجل بتاريخ 19 ديسمبر 2017م في ظروف بالغة التعقيد ومناخات قاسية وأجواء قاتلة، فهنالك الانقسامات الحرجة والحروب الداخلية والتشظي القاتل.. وإذا حاولنا إطلاق نظرة بانورامية إلى الحزب نجد أن هنالك حوالي أربعة تيارات متصارعة إلى حد النزيف الفاجع، حيث يتبارون في الاتهامات الحارقة والتطاحن الشرس، فأمامنا الدكتور “أحمد بلال” وما يمثله من قيادة حزبية من جهة، ومن جهة أخرى مجموعة “إشراقة” وظهور جماعة الرافضين المكونة من البروف “علي عثمان محمد صالح”، والشريف “حسين إبراهيم الهندي” و”سوكارنو” وأخوتهم، علاوة على المجموعة الشبابية والكوادر الوسيطة التي يقودها “سليمان خالد”.. فالشاهد، أن هؤلاء جميعاً ظلوا يهاجمون الدكتور “أحمد بلال” والسلك القيادي بالحزب رافضين سياسة الاتحادي المسجل، وطاعنين في سلامة المؤتمرات القاعدية التي نظمت للوصول للمؤتمر العام.. وبذلك صارت أوضاع هذا المؤتمر المرتقب في حالة متهالكة تستوجب المعالجات الناجعة والتصورات الذكية والإسعافات الإيجابية.. فالواضح أنه قد صار أمام هذه القيادة الحزبية التي تملك الناحية الاعتبارية والقانونية بكل رجالاتها ومنسوبيها مسؤوليات جسيمة تتطلب اتخاذ الخطوات المدروسة والعملية في سبيل الخروج من المأزق التاريخي الذي سيجلب عليهم العار إذا سقط المؤتمر المرتجى كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، وتناثرت حبيباته في التراب.
في الأفق تتكون طبخة وسيناريو مؤتمر 19 ديسمبر 2017م في إطار سلامة الحزب ومصيره والمحافظة على الأرضية القيادية والمكاسب الحزبية والاستنكاف من الهزيمة التي قد تقع على هؤلاء من الجماعات الحزبية المناهضة التي تتحرك للانقضاض عليهم بلا تهاون.. فما هي ملامح السيناريو الذي يكفل نجاح المؤتمر المرتقب والذي روعي أن يأخذ وضعاً مميزاً وشكلاً جديداً للوصول إلى بر الأمان؟
من الأشياء الظاهرة في هذا السيناريو قد تبرز صيغة التأمين في دخول عضوية المؤتمر والتي ستطبق على نمط دقيق لا يسمح بمشاركة من لا يوجد اسمه في كشف الدخول، وبذلك يتم حرمان غير المصعدين وغالبيتهم من الجماعات المناهضة للقائمين على أمر المؤتمر المرتقب.
وقد تكون مفاجآت السيناريو المعد هي خلق وسائل جديدة في وجه أية محاولة لإجهاض المناسبة الكبيرة وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية باستخدام الجغرافيا والاتصالات الساخنة.. وكذلك ربما يدخل في السيناريو إمكانية فك غموض مشاركة القيادة العليا الغائبة عن البلد!! وبذات الإطار تقول التسريبات إن طبخة السيناريو تعمل على إظهار هيكلة قيادية جديدة متجانسة بعد إزالة التقاطعات بينهما في ظل الهجمة التي تستهدفهم من الجماعات الحزبية المناهضة.. ويمكن القول إن “السماني الوسيلة” و”أحمد بلال” و”حسن هلال” و”محمد الدقير” و”طارق بريقع” و”أسامة هلال” وكوادرهم لا يريدون أن يتكلموا، وإن تخوفهم الواضح من إخفاق مؤتمرهم المرتقب لا يحتاج إلى كبير عناء.. فهل الحركة الضاغطة المضادة تولد ترياقاً مانعاً؟
الاتحاديون بحكم إرثهم وطبائعهم بعد تجاوز العاصفة يفكرون بروح متسامحة ومغايرة.. فهل يحدث ذلك؟