ربع مقال
“ترمب” يختنق و”بوتين” يتنفس الصعداء..!!
خالد حسن لقمان
المشهد الذي جمع “بوتين” أخيراً بالرئيسين التركي والإيراني لم تأت قوته فقط بإعلان الأطراف الثلاثة فتح التعاون العسكري والاقتصادي، بل جاءت قوته الحقيقية من الصورة التي عكستها حركة “بوتين” الذي توسط “روحاني” و”أردوغان” رابطاً بينهما كما اعتاد العالم رؤية “كارتر” و”ريجان” و”برجينيف” و”خروتشوف” مع أقطاب معسكريهما شرقاً وغرباً.. جاء هذا خلال جولة “بوتين” الخاطفة للمنطقة التي حرص على بدئها بإعطاء الأمر لقواته بسوريا بالانسحاب وهو الأمر الذي نطق به وكأنه يتنفس الصعداء من فوهة نفق خانق خرج منه ليجلس ولأول مرة بارتياح مع “أردوغان” و”حسن روحاني” باعتبارهما أكبر أقطابه الإقليمية (إذا ما واصل سعيه لتحقيق حلمه بإعادة الدب الروسي ليمسك دفة إدارة العالم مع الأمريكان).. وبقية المشهد تكتمل (بعد ورطة سوريا) بترتيب ساحة الحلفاء الجدد، فتشهد القاهرة توقيع اتفاقيات ضخمة في مجال التنمية الصناعية والطاقة كما بدأت الخطوات العملية على الأرض لإنفاذ تفاهمات “بوتين” مع الرئيس “البشير” بشأن إنشاء قاعدة ونشر منظومة دفاع جوي حديثة على البحر الأحمر.. هذا كله يحدث في ظل اختناق للموقف الأمريكي بسبب سياسات “ترمب” وقراره الأخير بشأن القدس وفشل تسويقه أوروبياً بفشل لقاء “نتنياهو” بوزراء الاتحاد الأوروبي ببروكسل وختامه بخيبة كبيرة.. ماذا يعني هذا؟ هل يختنق الأمريكان الآن بالفعل بينما يتنفس الروس الصعداء بعد أزمة سوريا الخانقة؟!