عز الكلام
ضبابية الحليب.. وشفافية الداخلية!!
ام وضاح
وكأن الفينا ما مكفينا من انفلات في الأسواق وحدود ينهش لحمها المهربون الذين لا يهمهم أن يغتنوا على حساب الغلابة بالسلع المضروبة والمغشوشة أو المدمرة والمخدرة للأعصاب والحواس والمغيبة للوعي والإدراك .. وكأن بلادنا ناقصة هم ووجع قلب لتدخلها ألبان تخص الأطفال ملوثة، مجرد دخولها ووصولها الأسواق يفتح الأبواب لعلامات التعجب والسؤال والاستنكار عن كيفية دخول هذه الألبان حتى أرفف الصيدليات والمحال الكبيرة؟؟ أين هي الجهات الرقابية التي يفترض أنها تقف في خط الدفاع الأول عن المواطن، وعلى رأسها وزارة الصحة باعتبار أن هذه الألبان تدخل في حيز فحصها ومراقبتها؟؟ أين الأخوة في المواصفات والمقاييس من إجازة هذا المنتج الذي سمعت والعهدة على الراوي أن المملكة العربية السعودية قد قامت بسحبه من الأسواق قبل فترة ما يعني أنه منتج سيئ السمعة.. طيب إذا كانت له سابقة في السعودية ياتو جهة دخّلته البلد الهملة الما عندها وجيع دي؟
أعتقد أن الخطورة ليست فقط في أن المنتج ملوث، وهو أمر مرفوض تماماً بالنسبة لأي منتج يتناوله الإنسان أو حتى الحيوان، لكن الخطر الأكبر أن المنتج يخص أطفال خدج ورضع أبرياء أراد لهم بعض معدومي الضمير أن يشربوا السم الهاري عشان شوية فكة لا قيمة لها أمام بنك الضمير.. لنسأل من جاءوا به وهم بالتأكيد لديهم من الخبراء والاختصاصيين من هم مسؤولون عن فحص السلعة ومعرفة مكوناتها، وهو شيء بديهي لأبسط السلع، ألم يكتشفوا أن هذا اللبن ملوث ولّا طقش أضانهم وعملوا رايحين؟
لكن كمان خلوني ومن جانب تاني ألوم الأمهات والأسر الذين حملتهم موجة العولمة والفلهمة العوراء التي تشبه (شيل البطارية في القَمرَة) إلى الانسياق وراء وهم هذه المنتجات الجديدة على ثقافتنا وتركيبتنا، وزمان وحتى وقت قريب كان الشافع المحروم من لبن والدته لأي سبب يتم إعطاؤه إما لبن الغنم أو لبن البقر، وكلاهما كامل الدسم والفائدة الغذائية وينشأ الطفل (شديد ولضيض) عكس أطفال هذه الأيام الذين تصرع الواحد فيهم وبالضربة القاضية شوية نزلة أو حمى عابرة! بسبب ما يتناولونه من شاكلة هذه المنتجات المجهولة والغامضة.
الدايرة أقوله إن دخول هذا اللبن هو جريمة ارتكبها أحدهم في حق شعبه وهو يعتقد أن أطفاله لا يستحقون لبناً نظيفاً خالياً من الملوثات والشوائب.. لذلك ليس كافياً سحب العبوات من الصيدليات والمحال، لكن يجب كشفه وفضحه وتقديمه لمحاكمة عاجلة أياً كان اسمه أو رسمه.
{ كلمة عزيزة
والله من حقنا أن نحتار في شكل الخطاب الرسمي للحكومة، الكل زول فيها شايت في اتجاه، إذ إن “مبارك الفاضل” وزير الاستثمار على ما يبدو ضربه همبريب شرم الشيخ فصرح بأن السلطات السودانية سترفع الحظر عن السلع المصرية في يناير القادم، ليستبعد أمس مصدر مسؤول للزميلة “السوداني” فتح السوق السوداني لصادرات الخضر والفاكهة من أية دولة ولا استثناء في ذلك.. أها يا جماعة الخير نصدق مين ولّا مين، لأن الحالة دي ما بتنفع فيها (وهمة) دا حديث شخصي، كما فعل من قبل “أحمد بلال” والأخ “مبارك” نفسه.
{ كلمة أعز
منتهى الشفافية والعدالة أن تقر وزارة الداخلية بخطأ أحد منسوبيها كما فعل الأمير “بابكر دقنة” وزير الدولة بالداخلية أمس أمام البرلمان، والغالب خاصة في دول العالم الثالث أن الأجهزة الأمنية تنصر ناسها ظالمين أو مظلومين ما يشجع على تماهي وتمادي إحساس الغبائن والثارات تجاه هذه الأجهزة، لكن الخطوة التي قامت بها الداخلية تؤكد انحيازها للمواطن ومعاقبة كل من تسول له نفسه استخدام رتبته أو حتى تجاوز اللوائح والقوانين.. بالمناسبة مثل هذه التجاوزات واردة في أي مؤسسة تضم هذه الأعداد الضخمة من المنتسبين إليها، لكن يبقى الرهان على الكبار الذين يديرون دفة القيادة، وبالتالي أثق أن المؤسسة الشرطية بخير طالما على رأسها رجال في حكمة وعقلانية الثالوث المحرك لها الآن الوزير الفريق “حامد منان” والأمير “بابكر دقنة” وسعادة الفريق أول “هاشم عثمان”.