بعيونك تقول لي تعال وتعال..!!
نضال حسن الحاج
كنت طفلة مشاغبة.. ربما حدثتكم كثيراً عن تلك المرحلة..كثيراً ما عوقبت ليس لشيء سوى عشقي للغناء.. أعشقه منذ الخامسة من عمري..
كنت حينها أردد أغنية (المدلل ده تاني وين نلقا).. والله كنت فقط في الخامسة من عمري.. ورغم أنني كنت أغنيها (المدلل ده تاني وين نلدا).. إلا أنني كنت أؤديها بصورة ملفتة لأنظار من حولي من الأهل.. مما يسفر عن العديد من الهدايا.. أقلها (قزازة بيبسي) زمن البيبسي عدم!!
كنت حتى وقت قريب أستحي كلما قابلت عمنا “إبراهيم إدريس”.. وهو أحد الشهود على ذاك الزمن المغبر بالسماحة..
مرت السنوات وما زال الغناء يجري فيّ مجرى الوله.. إلى أن انتشرت أغنية (بي عيونك تقول لي تعال وتعال.. وبي قليبك تقول لي لا مافي مجال).. هذه الأغنية التي انتشرت في أواخر التسعينيات، وجدتني فجأة أستردها معنى وأنا أحار في أمر قريب غريب.. تناديني عيناه ويلفظني قلبه كحوت يونس.
كمد وجزر.. قمة وقاع.. انبساط نبض وانقباض روح..
كأي ضدين.. كان هو وخوفه من المجهول..
رغم أنه فاكهة الذكريات.. ووقود الذاكرة.. إلا أنني أخشى عليه من الفرار عبر ثقب الفراق الذي لا يرحم مسافراً طال أمد رحيله..
أولئك المتكئون على جدار الماضي.. كفاكم يقيناً.. وهبوا إلينا عبر كل المداخل خشية أن يغزو الحاضر بشيراً بغد أفضل.. يحمل الحب والاهتمام في بطن أقداره..
انتفضوا كي لا يعيش الحب سجيناً لزمن أكثر سواداً..
فالسواد الذي لا ينجلي فيه الليل ليفسح للصبح الطريق.. هذا السواد يكون تحت رحمة القمر الذي يعاقب الصبح بغيابه فينشر ضوءه بسماحة واضحة الملامح..
فلتشرق صبحاً يتنفسه ظلام الليل.. أو دع الميكرفون لضوء آخر يقنع نبضي بقلبه في كلمة قصيرة.. هي الحب.