المشهد السياسي
الزيارة لروسيا فتح جديد وإضافة
موسى يعقوب
بالأمس كان السيد رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” قد ختم زيارة مفتاحية لجمهورية روسيا، الاتحادية بدعوة من رئيسها السيد “بوتين” الذي تلقى أيضاً دعوة من الرئيس السوداني لزيارة السودان حتى تكتمل العلاقة، فالبلدان يشكل كل منهما إضافة للآخر.
والزيارة كما يبدو للقارئ والمواطن السوداني ذات بُعد اقتصادي وسياسي ودبلوماسي ومخاطبة لقطب دولي هو أحد الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي الذي يملكون حق النقض (الفيتو)، والأمر كذلك فإن بلادنا (جمهورية السودان) لم تعد ملكاً لمن يملك العصا ويهدد بها الآخر أو يكسر عظمه كما فعلت الإدارات الأمريكية من قبل، وهي تبدأ بالمحاصرة والحظر الاقتصادي وترعى المحكمة الدولية السياسية الجائرة.. وقد كان الرئيس السوداني أحد المدعى عليهم فيها.
ورغم أن الحال قد تبدل الآن برفع العقوبات الأمريكية إلا أن الحال يحتاج إلى توازن يعني أن وجود جمهورية الصين الديمقراطية، والاتحاد الروسي ولكليهما وضعه على الصعيد الدولي مع السودان يحقق التوازن إضافة إلى تحقيق منافع اقتصادية وسياسية أخرى.
فاللقاء في (سوتشي) بين الرئيسين السوداني والروسي (بوتين) أسفر عن جملة اتفاقيات لتبادل المصالح والمنافع بين البلدين وخلق علاقة وثيقة لها عائدها الكبير على جمهورية السودان، ذلك أن الاتحاد الروسي يتمتع بمعينات وممكنات مختلفة منها التقاني والصناعي والعسكري والزراعي وغيرها علاوة على العلاقات الدولية والإقليمية، وعليه فإن السودان بهذه التاريخية وهي ليست الوحيدة في تاريخه يكون قد كسب فتحاً جديداً يضيف إلى علاقاته الآسيوية والعربية والأفريقية التي لكل منها ألقه وعطاؤه ودوره.
ونعبر من بعد إلى الصعيد المحلي السوداني الذي يتشكل في صعد زراعية وصناعية وعسكرية فضلاً عن الصعيد السياسي والدبلوماسي – ولكل واحدة منها الإضافة التي ستجدها هذه الزيارة عندما تكون الاتفاقيات التي خرجت بها قد وضعت قيد التنفيذ وثمة سؤال في هذا السياق هو:
أين المعارضة اليسارية وقطاع الشمال بعد هذه الزيارة؟
والسؤال مشروع ولابد منه، ذلك أن الطرفين سيتأثران به سلباً – فالحزب الشيوعي السوداني واليسار بشكل عام كانا يلعبان بالورقة السوفيتية، أولاً والروسية مؤخراً وتبعاً لتطور الأحداث ومن ثم كان لهما دورهما في تعطيل العلاقات بين الطرفين (السوداني والروسي) .
وذلك ما تم تجاوزه الآن وقبل مدة وبخاصة عندما جاءت زيارة الرئيس “البشير” الأخيرة بمخرجاتها وتفاصيلها، فقد كانت الزيارة فتحاً جديداً وإضافة للبلاد والعباد والنظام الحاكم.