رأي

عز الكلام

جريمة العلاج بالخارج!!
ام وضاح
لم أفهم بالضبط ما الذي عناه الدكتور “مأمون حميدة” وهو يقول أن (٧٠٪) ‏من الذين يطلبون العلاج بالخارج إنما تدفعهم لذلك دوافع اجتماعية.. وهو لعمري حديث فيه كثير من التجني والظلم لمن يطلبون العلاج في الخارج الذين ليسوا هم بالضرورة من المرفهين والمنعمين وهي الطبقة القريبة من الوزير الغني، والسيد الوزير ربما لا يعلم أن هناك مواطنين قد باعوا بيوتهم وأملاكهم طلباً للعلاج بالخارج وهم لا يملكون غيرها لكن ضغط الألم والمرض وعدم وضوح التشخيص يجعلهم يطلبون العلاج في الخارج.. وهؤلاء يا سيدي لا يفعلون ذلك كجزء من إجازاتهم السنوية أو رحلة التسوق السنوية في دبي وتركيا، وهذا يؤكد أن الوزير غير مستوعب لحاجة المواطنين للعلاج بالخارج وبعضهم قد سدت أمامه الأبواب في أن يجد الشفاء بالداخل، وهذا الفهم العقيم يفسر لي حديثاً قاله لي “مأمون حميدة” شخصياً قبل أيام عبر الهاتف ويومها قلت حاجة من إتنين إما أنا لا أفهم أو أن هذا الرجل لم يفهم ما قلته له.
 والقصة بدأت حين اتصلت به وقلت له إن سيدة من عموم أهل السودان اتصل بي ذووها مستنجدين ويظنون أن (الأمَة لله) في يدها الحل، حيث إن السيدة أصيبت بمرض السرطان شفاها الله وهي من أسرة متوسطة الحال جعلت الفجيعة والصدمة أهلها يبيعون كل ما يملكون، وغادروا بها إلى القاهرة للعلاج، وهي عادت قبل أيام لتواصل رحلة الشفاء بالكيماوي وبعض الأدوية غالية الثمن، وطلبوا مني إن كنت أعرف شخصاً ما أن يساعدهم في أن تتحصل على العلاج مجاناً من مستشفى الذرة مثلها مثل بقية المرضى.. وبالفعل اتصلت على “حميدة” وأخبرته بالقصة، لكنه فاجأني وقال لي: ما عندنا للسيدة حاجة وما بنفتح ليها ملف للعلاج بالذرة طالما سافرت إلى الخارج. قلت له: يا سعادة الوزير فلنفترض أنها سافرت للخارج وأنت لا تعلم كيف وبأي شكل سافرت ثم عادت وهي لا تملك حق العلاج ألا يحق لها العلاج في بلدها؟ قال لي: أيوه تجيب دواها من الخارج وهنا ما عندنا ليها حاجة.. ولحظتها استغربت أن لا يتعاطف الرجل مع السيدة رغم الظروف التي شرحتها له وقلت له: أي عدل هذا الذي يمنع شخصاً من العلاج لأن كل جريمته أنه سافر للخارج.. يا أخي فلنفترض أنها كانت قادرة والآن هدّها المرض وعجزت عن إكمال علاجها ألا نرحم عزيز قوم ذل؟!
لكنني فقط أمبارح أدركت لماذا (قفلني) الرجل بهذه الطريقة ولم يستجب، إذ إن السيد الوزير مفتكر أن من يسافر للعلاج في الخارج يتعالج على هامش رحلة الفسحة والاستجمام التي يجريها، وهو حكم أجد للبروف العذر فيه لأنه مبني على تجارب كم شخص من الدائرة التي حوله وهي دائرة مؤكد لا تحوي مثل هذه السيدة التي باعت منزلها للسفر إلى القاهرة.
الدايرة أقوله إن ملف الصحة في بلادنا ملف شائك ومتشعب لأن أطرافه شائكة ومتشعبة، ولن ينصلح حاله تماماً ما لم تحدث مصارحة ومكاشفة لواقعه، والاعتراف أن هناك قصوراً تسببت فيه الدولة نفسها التي ما عادت تعطي الطبيب وضعه الاجتماعي والمادي مما تسبب في هجرة الخبرات والعقول، ومن بقي لا يعمل إلا في مستشفيات الـ(في آي بي) التي لا يستطيع أن يعاودها الغبش التعابى، والدخول للطبيب بلغ (نص مليون) حتة واحدة للاستشارة فقط من غير العلاج والصور وما إلى ذلك من متطلبات الشفاء، والمساكين ليهم رب اسمه الكريم.
{ كلمة عزيزة
نقل لي ابني “وضاح” أمس وهو بالمناسبة من المعجبين جداً بالفنان “جمال فرفور”، نقل لي كيف تجلى الملك كما يسميه في حفله (الخميس) الماضي بفندق الـ(قراند هوليداي فيلا) حيث جمع “جمال” ما بين الشعبي والحديث بدرجة أدهشت الحضور وأدمت أيديهم بالتصفيق، وقال لي “وضاح” إن الحفل شهد تدافعاً جماهيرياً غير مسبوق أكد نجومية “فرفور” وامتلاكه أدوات الطرب، وامتلاكه قاعدة جماهيرية ضخمة أكدت أنه نجم النجوم.
{ كلمة أعز
إذا كنا عندما ندخل إلى الاستوديوهات كضيوف نغلق هواتفنا قبل أن يطلب منا ذلك المخرج لأن هذا من الأبجديات المفهومة قبل التسجيل.. طيب كيف يجوز لمذيعة مبتدئة مثل “نعمة عثمان” أن يظل هاتفها مفتوحاً طوال فترة برنامج الصباح وهي تتلقى رسائل الـ(واتساب) التي سمعنا (صفافيرها) عبر المايكروفون.. أخي “عمار شيلا” هذه قمة الفوضى وعدم الانضباط من المذيعة وعدم احترام للمشاهد الذي تطل عليه، ومن لا تعرف ذلك فهي بلا شك دخيلة على الإعلام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية