مؤتمر الاتحادي (المسجَّل) في مهب الريح
صراعات حول إجراءات انعقاده
تقرير: رشان أوشي
اقتربت ساعة الصفر، حيث تفصلنا أيام عن انعقاد المؤتمر العام للحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجَّل)، بعد سنوات طويلة لم يجتمع فيها الاتحاديون أتباع “الشريف زين العابدين الهندي” على فعالية تنظيمية كالمؤتمر العام، ولكن، تواجه تلك الخطوة رياح عاتية، فالخلافات تسيطر على كل شيء، افترق الأشقاء، وتشتت بهم سبل السياسة، فلم يعودوا على قلب رجل واحد، البعض منهم قلوبهم مع “علي” وسيوفهم مع “معاوية”، وآخرون كالخوارج، ليسوا بأنصار “علي” ولا “معاوية”، وسط هذا الزخم الكبير داخل حزب الحركة الوطنية، ربما يتمزَّق جلباب المؤتمر العام قبل العيد، فالأيدي التي تجذبه من كل اتجاه كثيرة، والدوافع مختلفة.
عودة الشريف
بعد ثمانية أعوام حسوماً، قرَّر حفيد “الشريف الهندي” العودة مرة أخرى إلى جلباب أبيه، بعد مفاصلة 2009م الشهيرة، اختار “صديق الهندي” توقيت خروج “جلال الدقير” من المسجَّل مستقيلاً، فانزاحت أمامه أكبر عقبة كانت تواجه وجوده، بعد خلافات مع شركائه المحدثين، ابنة الزعيم الراحل وأعوانها، الذين تحالف معهم “الهندي” بعد تحطُّم مراكب الحركة الاتحادية بين أمواج الخلافات أيضاً.
انعقد اجتماع للمكتب السياسي للمسجل، وأقر بالإجماع قبول طلب “صديق الهندي” بالعودة إلى صفوف الحزب مرة أخرى، ولكن لم تكتمل عملية اندماجهم في الهيكلة بعد، حتى تراجع أمينه العام المكلَّف د.”أحمد بلال عثمان” عن قرار مكتبه السياسي القاضي بإعادة إدماج مجموعة “الشريف صديق” في مؤسسات الحزب، ومن هنا بدأت العواصف تهب من جديد، فلعنة الخلافات ظلت تلاحق الاتحاديين منذ عقود طويلة.
وفي الدفة الأخرى، كانت تلميذة “الشريف زين العابدين” تعمل بجدية لهزيمة خصومها في قيادة الحزب، حيث رافقت “إشراقة سيد محمود” أعوانها فيما أسموه بتيار الإصلاح، وطافت الولايات لتشارك في مؤتمرات قاعدية وصفتها بالشرعية وصولاً للمؤتمر العام للحزب، ولم تمض فترة قليلة حتى انفجرت الأوضاع في المجموعة الأخرى، وتقاطرت مذكرات التصحيح على الحزب كالمطر، إذا بات المؤتمر العام في مهب الريح، ومجموعة “بلال” في موقف لا تحسد عليه، خاصة بعد انضمام أكثر من خمس قيادات مؤثرة، على رأسهم “الشريف حسين الهندي” الأخ غير الشقيق لـ”صديق الهندي” إلى قائمة الغاضبين على الأمين العام المكلف.
ثورة الأشقاء
كانت خطوات مجموعة “إشراقة” عملية أكثر منها إعلامية، حيث حشدت قواعد الحزب في بعض الولايات التي تدين لها بالولاء، وعقدت عدة مؤتمرات قاعدية وآخرها في ولاية الجزيرة، كانت دائماً تسبق مجموعة الأمين العام المكلَّف بخطوة، ولكن يبدو أن الأمور تتجه إلى تصعيد غير مسبوق، وهو ما أشار إليه الناطق الرسمي لتيار التصحيح “خالد الفحل” في بيان له تلقت (المجهر السياسي) نسخة منه، بأن
انعقد المؤتمر العام للحزب الاتحادي الديمقراطي في ولاية الجزيرة بحضور من كل محليات ولاية الجزيرة، وتم انتخاب مؤسسة الحزب الشرعية، بحسب ما ورد في البيان، مضيفاً: “لقد نما إلى علمنا بأن أتباع “أحمد بلال عثمان” في ولاية الجزيرة بصدد عمل موازٍ، ونحن نعتبر هذا العمل القصد منه التخريب وممارسة الإرهاب على جماهير الحزب وإثارة الفتنة”، وناشد “الفحل” في بيانه ما أسماه بالجهات الرسمية في الولاية لإيقاف العمل المخالف للقانون ولإرادة الجماهير، مؤكداً بأن الحزب الاتحادي الديمقراطي في الولاية قد تعافى تماماً وله مؤسسات منتخبة ديمقراطياً.
اتهامات
اتهم “الشريف صديق الهندي” مجموعة “أحمد بلال” بتزوير إجراءات انعقاد المؤتمر العام، وقال في إفادته لـ”المجهر” من مقر إقامته المؤقتة في العاصمة البريطانية “لندن”، إن مجموعة “بلال” تملَّصت من وثيقة الوحدة التي وقعت مع مجموعة “الهندي” التي تم توقيعها قبل أشهر، مضيفاً: “كنا بصدد المشاركة في المؤتمر العام بحسب وثيقة الوحدة، ولكن عمليات التزوير التي تمت في المؤتمرات القاعدية دفعتنا لمقاطعة المؤتمر”.