الحاسة السادسة
سخاء الدُّب الرُّوسي
رشان أوشي
ظلت الجمهورية الصفراء تخدم حلفاءها وتقدم العون بسخاء، عكس غريمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم مصالحها على كل شئ، وتبدأ بالتدخل في شؤون حلفائها الداخلية بذرائع شعارات فضفاضة (حقوق الإنسان، الأقليات، الحُريات) وغيرها، بينما قدمت روسيا لحلفائها كل الممكن من لدن الراحل “صدام حسين” في العراق، إلى نظام “الأسد” في سوريا اليوم.
ولا يخفى للمهتمين التغييرات التي طرأت في سياستها الخارجية منذ تولي “فلاديمير بوتين” الحُكم، حتى الخطاب الرسمي للدولة أصبح أكثر صرامة في مسألة الدفاع عن مواقفها تجاه حلفائها، وتشكلت مواقف جديدة، بالنسبة لعدد كبير من القضايا والمشاكل المحلية والإقليمية والدولية، فلم يخفِ الروس تعاونهم العسكري مع حلفائهم وصفقات بيع الأسلحة، ولفك طوق العزلة التي فرضها الغرب بقيادة الولايات المتحدة على روسيا، بدأت القيادة الروسية العمل على توجيه السياسة الخارجية الروسية نحو التقارب والتعاون على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة، مع دول كبيرة، مثل الصين والهند، كما ازداد التقارب وحجم التعاون مع الدول الأفريقية، وخاصة مع دول شمال وشرق أفريقيا.
اليوم اتجه السودان نحو البلاد التي تموت من البرد حيتانها، في اتجاه جديد لشبكة علاقات دولية تضع مصالح الدولة السودانية فوق صراعات الأيدولوجيا، سبقها تعاون اقتصادي كبير استمر لسنوات في مجالات التعدين والغاز وغيرها، وعزز ذلك التعاون زيارة رئيس الجمهورية المشير “البشير” إلى الجمهورية الروسية هذه الأيام، والتي توضح اتجاه بوصلة العلاقات الخارجية السودانية في ثوبها الجديد، بعد رفع الحظر الأمريكي عن السودان.
يجب ألا تنحصر نتائج زيارة رئيس الجمهورية لروسيا في الملفات التي تم تداولها مع نظيره، وإنما يمتد التعاون إلى أعمق من ذلك، خاصة في مجالات اقتصادية تسهم بشكل فعَّال في إنعاش الاقتصاد السوداني الذي يحتضر حالياً.