ربع مقال
إنا لله وإنا اليه راجعون
خالد حسن لقمان
يتداول رواد الأسافير حكاية دخول استشاري جراحة الدماغ د. “سعيد القحطاني” إلى مستشفى عسير المركزي بعد أن تم استدعاؤه على عجل لإجراء عملية فورية لأحد المرضى.. لبى النداء فوراً فقابله والد المريض وصرخ في وجهه قائلاً: علام كل التأخير يا دكتور؟ ألا تدرك أن حياة ابني في خطر؟ أليس لديك أي إحساس بالمسؤولية؟
ابتسم الطبيب برفق وقال: آسف يا أخي أهدأ قليلاً. قال له الرجل: لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ..؟؟ ماذا لو مات ولدك، ما ستفعل؟
ابتسم الطبيب وقال:
– أقول: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).. اذهب إلى مصلى المستشفى وصل وادع الله أن ينجي ولدك.
هز الأب كتفه ساخراً وقال:
– ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصاً آخر لا يمت لك بصلة!
دخل الطبيب إلى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات.. خرج بعدها الطبيب على عجل وقال لوالد المريض:
– أبشر يا أخي فقد نجحت العملية تماماً، والحمد لله، وسيكون ابنك بخير والآن اعذرني فيجب أن أسرع بالذهاب فوراً وستشرح لك الممرضة الحالة بالتفصيل.
انتظر الأب دقائق حتى خرج ابنه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الأب:
– أيه حكاية هذا الطبيب المغرور؟؟
قالت له وبألم: لقد توفي ابن الدكتور “سعيد” يوم أمس إثر حادثة، وقد كان يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فوراً فترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك..!!