نائب مدير عام الشرطة المفتش العام الأسبق "سيد الحسين عثمان" في حوار صريح
ليس صحيحاً أن الشرطة تتأثر بقضايا الرأي العام وتوجّه الاتهام لبريئين!!
أذكر حادثة غرق الباخرة النيلية وتابعت إخراج الجثث وقمت بتلاوة بيان في التلفزيون
حادثة قتيل فندق “آراك” الشهيرة من أبرز القضايا التي حققت فيها وهذه تفاصيل الجريمة…!!
السودان لا توجد به العقلية الإجرامية التي تخطط لجرائم كبرى
الفريق “سيد الحسين عثمان” نائب مدير الشرطة الأسبق والناطق الرسمي في إحدى الحقب، من أشهر المسؤولين الذين تعاقبوا على المنصب ووضعوا بصمات في كل ما أوكل إليهم.. عمل الفريق “سيد الحسين” مع رفيق دربه الفريق أول “عمر الحضري” نائباً له في حقبة وزير الداخلية الأسبق الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين”.. أجرينا معه حواراً تناول عدداً من الجوانب، ومحطات عمله في الشرطة وأبرز القضايا الجنائية التى حقق فيها، وقضايا شغلت الرأي العام.
حوار- الشفاء أبو القاسم
{ سعادة الفريق “سيد الحسين عثمان” كيف ولجت عالم الشرطة.. وهل كان حلماً؟
_ دخولي سلك الشرطة كان بمحض الصدفة، أنا كنت طالباً في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأثناء ذالك قرأت عن إعلان لأول دفعة للكلية الشرطة، وقدمت أوراقي ولم تكن هنالك جدية مني، ربما نوع من التسلية ليس إلا، لكن المفاجأة أنني اجتزت كل مراحل المعاينات وبقيت أمام أمرين إما أن استقر في الجامعة أو انخرط في سلك الشرطة وفوجئت بكلية الاقتصاد أن الرياضيات الأولية واحد من العلوم الأساسية وأنا بيني وبينها ما صنع الحداد، والوالد عليه الرحمة كان غضبان جداً من هذا الموقف، لكنني عاهدته بأني سأكمل الدراسة في كلية الشرطة، وأرجع أواصل وكان أن رجعت وتخرجت في كلية الاداب قسم الاجتماع وواصلت إلى أن أحرزت درجة الماجستير في علم النفس.
{ “سيد الحسين” نائب مدير عام الشرطة في حقبة مهمة كيف كانت تلك الفترة؟
_ هي حلوة ومرة، حلاوتها أكثر من مرارتها في أنني كنت مدنياً وواجهت مناخاً عسكرياً بحتاً، ولكي أتأقلم أحتاج لفترة من الزمن وقوة عزيمة، بالإضافة للرغبة الملحة والصحبة الجميلة الكانت موجودة بين زملاء الدفعة، وذالك خفف علينا أثر التدريبات العنيفة والمحاضرات المتواصلة والسهر والتمامات المفاجئة، وأحلى أوقات الكلية خروجنا يوم (الخميس) إلى أهلنا وأسوأ ساعات التوتر لحظة وداعنا لأهلنا عائدين للكلية لأننا نواجه أسبوعاً كاملاً في التدريبات والعنف وعدم الراحة.
{ المحطات التي مررت بها خلال فترة عملك بالشرطة؟
_ أنا عملت في معظم أقسام الشرطة المختلفة وإداراتها والولايات البحر الأحمر ودارفور والخرطوم والنيل الأزرق سابقاً، والجزيرة حالياً.. كلها كانت محطات جميلة وهنالك محطات كانت في مرحلة الشباب حتى المراحل العمرية المختلفة حسب الترقي في الرتب، وكلها كانت مسؤوليات كبيرة تقع على عاتقي، ولكن من أجمل المدن التي عملت فيها كانت مدني.. كان ذلك في مرحلة الشباب، العلاقات كانت ممتدة، ويمكن السبب أن السلطة الوحيدة الموجودة بمدني في ذلك الوقت كانت الشرطة، وكنا محط أنظار المجتمع فيها وكنت أشعر أن العلاقات بيننا وبين المجتمع نظيفة، هؤلاء الناس صداقتهم لنا من دون مصلحة، لم يطلبوا منا يوماً خدمة رغم التواصل الذي بيننا.. اليوم علاقة المواطن مع الشرطة مختلفة عن الماضي.
في الماضي كان المواطن يهاب الشرطة ويحترمها تماماً، وكانت تمثل السلطة التي ينظر لها بشيء من الاحترام ونوع من الرهبة، لذلك أقسام الشرطة لم تكن مليئة بالمشاكل.. لكن الآن الشرطة توسعت ومشت للمواطنين في أماكنهم وأصبحت خدمة تقدم ولا يتقدم لها الناس، لذلك الاحترام يزداد بالعقل وتطوره والعلمي ولأن هناك هيبة للشرطة، لكن الاحترام مستوطن لأن الناس عرفوا أن الشرطة معهم أينما كانوا لأنها الآن كالملح في الطعام، إذا شاكٍ أو مشكو ضده أو شاهد يريد حفظ النظام في منزله أو منطقته أو يستخرج بطاقة يذهب إلى الشرطة، لذلك الفهم أصبح متقدماً.. والشرطي أيضاً، التدريب الآن أصبح عالياً والاختصاصات متنوعة.
{ هيبة الشرطي ما بين الأمس واليوم؟
_ هيبة الشرطي يكتسبها بنفسه، وبالتالي الجهاز الذي ينتمي له واحترام الشرطي لنفسه يتأتى من مظهره وحسن تعامله مع الجمهور وحسن تطبيق القانون، لأن القانون مطاط جداً (ويمكن الزول يأخذ الجوانب الإنسانية ففي الآخر داير الامن يكون مستتب) وإذا لم يحترم الشرطي نفسه ولا المهنة التي يعمل بها وارتكب خطأ أياً كان مهما كان صغيراً، في نظر الناس هو خطأ جسيم لاعتقادهم أن الشرطي مكمل مخلص من كل الشوائب والعيوب، هذا يتأتى بالحصول على رجل شرطة جيد، وعندما أقول ذلك أقصد الضابط الشرطي بحسن اختياره منذ البداية خلقاً وشكلاً وسلوكاً، وهنالك أمن الشرطة الذي يبحث حول الشخص الذي يريد الانتماء لمهنة الشرطة بالتحقق عنه والمناخ الذي يعيش فيه وأصدقائه، لكن رغم هذا وذاك فالشخص الذي يريد أن يجبر الناس على احترامه، لا يكون ذلك بالعنف ولا القوة وإنما بالسلوك الحسن الذي فوق الشبهات والتعامل الجيد مع المواطن أياً كانت درجته، سواء أكان وزيراً أو خفيراً أو حتى متشرد، فالشرطي في العمل لا يفرق بين هذا وذاك.
{ “سيد الحسين” ناطق رسمي باسم الشرطة.. ما تذكره من أحداث في تلك الفترة؟
_ من الأحداث المهمة وشغلت الرأي العام كثيراً، حادث انفلات الساقية الألعاب في كازينو المقرن العائلي وراح ضحيته بعض الأطفال وبعض الأشخاص، وكان الحادث قد نتج عن عاصفة قوية أسقطت الساقية.. والحادث الثاني غرق الباخرة النيلية التي كان بها مجموعة من الأطباء في رحلة حصرية.. غرق كل من بداخلها من بينهم الشهيدة دكتورة “سلمى”.. تابعت إخراج الجثث من النيل وقمت بعدها بتلاوة بيان في التلفزيون موضحاً أسباب الحادث وما تم من إجراءات.
{ قضايا قمت بالحقيق فيها؟
_ من القضايا المشهورة التي حققت فيها قتيل فندق آراك، وكان تاجر عملة تم استدراجه من قبل أحد المقيمين في ذلك الفندق وهاجمه داخل غرفته وسدد له طعنة بالسكين بضربة واحدة ولم يترك أثراً للجريمة.. تتطلب الأمر منا جهداً استمر قرابة الأسبوعين حتى نفك شيفرات ورمز هذه الجريمة، وفي الآخر وصنا لخيط رفيع ودقيق تتبعناه حتى تمكنا من القبض على الجاني وسجل اعترافاً.. وفي هذا الإطار أنا أشيد بالفريق شرطة حالياً والعقيد آنذاك “تاج الدين الجزولي”.. وأذكر أيضاً من ضابط الشرطة “عمر شين” ومجموعة من صف الضباط المحترفين في عمل المباحث الذين كانوا ضمن التيم في عهد وزير الداخلية “سيد أحمد الحسين” عليه رحمة الله.. أعطانا ثناءً وتقديراً للمجهود والانتصار الذي حققه التيم.
{ تُتهم الشرطة بأنها تتأثر بالرأي العام بإغلاق بعض ملفات القضايا المثيرة بتوجه الاتهام لضحايا بريئين؟
_ هذا ليس صحيحاً فالتحري في أي بلاغ يمر بمراحل عديدة، بداية بتصريح وكيل النيابة مروراً بالمتحري وضابط الجنايات ورئيس قسم الجنائيات ورئيس القسم ومدير المنطقة، ورجوعاً مرة أخرى لوكيل النيابة لتقييم البينات وبعدها إرسالها للمحكمة.. في كل مرحلة يكون هنالك تصحيح لمسار التحري.. في بعض الأحيان ترتكب أخطاء ولكن غير متعمدة وفوق الشبهات، ما بقول البينات.. معظم البينات تكون متجهة لشخص معين.. والمسألة في النهاية الشرطة لا تحكم على هذا المتهم أو تدينه وإنما المحكمة هي صاحبة الرأي، والشرطة إحدى الأذرع التي تساعد في تحقيق العدالة، وهو مثلث يربط بين النيابة والقضاء إذا غاب أحد أضلاعه ينفرط عقد العمل الأمني تماماً.. بالإضافة لذلك يترافع في القضايا الكبيرة فطاحلة المحامين لا يتركون شاردة أو واردة.
{ شخصيات شرطية تأثرت بها؟
_ أول شخص تأثرت به ضابط جنايات يدعى “محمد أبكر يانس” هذا علمني ودربني على العمل الجنائي من الألف إلى الياء، وفي ذاك الوقت أتعبني وأتعبته، لكن استفدت منه فائدة قصوى وأي نجاح لي في المجال الجنائي أرده له- رحمة الله عليه- في الجوانب الأخرى تأثرت بالمرحوم فريق أول “عباس مدني” استفدت منه في التدقيق، وفي المسائل التي تعرض عليّ تأثرت بالمرحوم فريق أول “فيصل محمد خليل” وفي الانضباط وعدم إصدار أحكام ضد أو في مصلحة شخص في حالتي الغضب والفرح، وفي الانضباط في الهندام والشجاعة في إبداء الرأي، وتأثرت بالمرحوم “فيصل مطر” علمني أبجديات العمل الإداري الشرطي، وكان خير معلم وهو رئيسي في العمل لكن صرنا أصدقاء.. أما الفريق أول المرحوم “علي يس” فهذا الرجل علمني كيفية تدوين وتدريج التقارير وعمل الميزانيات الضخمة لجهاز الشرطة عامة، وكنا نجلس منذ الصباح الباكر حتى أوائل ساعات صباح اليوم الثاني في كتابة الميزانيات وتأسيس أقسام الشرطة وكيفية وضع الأشياء في أحجامها المختلفة في ميزان التدقيق، صبر على تعليمي.. كان لواء وأنا نقيب، وكان الفرق شاسعاً لكن ربما رأى فينا شخص له مستقبل.
{ ضابط لفت نظرك خلال الفترة الأخيرة؟
_ من لفت انتباهي الفريق “عمر المختار” رجل يمتاز بالهدوء والدقة وحسن السلوك وعدم إصدار توجيهات أو الإقدام على أي عمل إلا بعد فحصه ودراسته بتأنٍ.. وكذلك من الذين أحبهم جداً اللواء “مزمل محجوب” هو الآن مسؤول عن تأمين الجامعات، هذا الضابط أنا أعرف عنه الاجتهاد والمثابرة.
{ تنقُّل الضباط بين الولايات في رأيك جزاء أم فرصة لاكتساب خبرات بالعمل في بيئات مختلفة؟
_ ندمت خلال عملي في الشرطة أنني لم أنتقل في كل عام لولاية أو إقليم وإدارة مختلفة، لأن انتقال الضابط في كل ولاية يكسبه ثقافة وسلوكاً وعشرة، وعاداتهم وتقاليدهم تكسبك خبرة في الحياة والعمل، لذلك تنقُّل الضابط في سن صغيرة لكل ولايات السودان هو حظ، ويعود عليه بصورة شخصية ومهنية باكتساب خبرات ومعرفة.
{ التطور الذي حدث في الدورات المستندية من بطاقة رقم وطني وجوازات.. هل ساهم في الحد من الجريمة؟
_ أي تطور في وسائل ارتكاب الجريمة يقابله تطور في وسائل اكتشافها ومحاربتها مع الفارق بين كل بلد وآخر.. إلى هذه اللحظة السودان لا توجد به العقلية الإجرامية التي تخطط لجرائم كبرى سواء أكانت مالية أو ضد النفس، ولا يحدث هذا لأن هنالك وازعاً دينياً وأخلاقياً والخوف من العيب إذا ارتكب الشخص جريمة.. وأنا أعتقد أن الشرطة بانتشارها العددي والكمي والتزود بالخبرات والآليات والعربات المختلفة بالإضافة إلى التدريب المستمر والمتنوع هذا حدّ من الجريمة، وهذا أول واجبات الشرطة ويساعد في اكتشاف الجريمة والقبض على الجناة.
{ انتقال الشرطة من ناحية القوة ومشاركتها بفاعلية في استتباب الأمن بدارفور؟
_ الأحداث التي كانت في تلك الفترة النهب المسلح، كنت وقتها مديراً لشرطة شمال دارفور، وكان يظهر بين الفينة والأخرى، وكان التركيز على البضائع القادمة من ليبيا إلى السودان، وكانوا يكتفون بنهب البضائع فقط ولا يرتكبون جرائم قتل في حق المواطنين.. كان جريمة سرقة لا تشوبها جوانب سياسية وكنا نطلع أفواج للقبض على هؤلاء، ولكن حسمنا الأمر في شمال دارفور بتمركز قوات من الشرطة مزودة بالأسلحة وأجهزة اتصال متقدمة ما بين الكفرة والفاشر في محطات أو أماكن نسميها نقاط ارتكاز أو مناطق حاكمة، لذالك انعدم النهب المسلح في تلك الفترة، وكان نتاج التعاون ما بين الشرطة والأمن والقوات المسلحة، وكلهم كانوا مشتركين في حماية المرافئ، وكان بتضامن محافظ الفاشر الولاية آنذك الدكتور “يونس الشريف” ونجحت بفضل الله في توفير القوات على طول الطريق التجاري.
{ التسويات المرورية هل هي حل للمخالفات.. وتتهمون بأنكم من أجزتم التسويات المرورية في عهدكم؟
_ إطلاقاً ليس هنالك مشكلة تحل حلاً جذرياً، لكن حلاً يكاد يشمل زي (75 بالمائة)، والتسويات الفورية معمول بها في الدول المتقدمة والمتحضرة وليس في السودان، بل السودان أخذها من تلك الدول، الآن في أوروبا في حالة الوقوف الخطأ عندما تعود للعربة تجد في (المنشة) ورقة فيها المخالفة وقيمتها والجهة، وفي دبي تبرز عند تجديد الرخصة.. التسوية الفورية قللت كثيراً من المخالفات بفرض دفع قيمة المخالفة في الحال.. والآن تفادياً للقيل والقال أصبح رجل الشرطة يسلّم الإيصال للمواطن الذي ارتكب المخالفة وتدفع أمام وكيل نيابة المرور، بهذا زال الشك باعتقاد كان سائداً بأن الشرطة تتحصل على هذه الأموال، والتسوية الفورية توزع على المصالح والمؤسسات الحكومية خارج نطاق الشرطة.
{ ماذا تقول لضباط الشرطة من باب النصح؟
_ نصيحتي للشرطي أن يتقي الله تعالى في عمله، يضع الشرطة نصب عينه.. ما هو فعلٌ حسن يعود لسمعة الشرطة، وما هو فعلٌ بطال يعود عليها أيضاً وسمعتنا أياً كان حجم العمل، لأن نظرة المواطن للشرطة كصفوة للمجتمع والملاذ بالنسبة لهم في كل الملمات سواء أكان في الأفراح أو الأحزان، وهي الاحتماء المالي والبدني.. لا بد من حسن السلوك، ونحن كشرطة نقبض على الأشخاص ونحرمهم من حريتهم بالقانون، ونفتش الشخص تفتيشاً ذاتياً بالقانون، لا بد أن يتقي الشرطي الله في عمله.. ونحن ندخل البيوت وننظر إلى النساء والحرمات، سجلات الناس وخزائنهم ودولايبهم.. كل هذه الأشياء أباحها القانون، لكن لا بد أن تتذكر أن يكون فيه خشية، لأن عملك يراقبه الله سبحانه وتعالى.. وأوصي الناس بأن كل من لديه الرغبة فعمل الشرطة (75) بالمائة والباقي لكسب المال للوضع الاجتماعي، وهو متميز.. إذا كانت هنالك رغبة أكيدة فالنجاح مؤكد.. وأناشد كل الجهات المسؤولة أن الشرطة هي رمانة ميزان الدولة فإذا صلحت الشرطة صلحت الدولة وإذا فسدت فسدت الدولة.. وحتى تكون صالحة يجب أن تمدها بكل الآليات والأجهزة وفرص التدريب، لكن رغم هذا وذلك يجب على الدولة أن تغطي كل احتياجات الشرطي الحياتية هو أو أسرته، وتعيد النظر في مرتبات الشرطة والأفراد والضباط، لأن المرتب الذي يتقاضه الشرطي المستجد لا تتوازن ولا توازي المخاطر التي يوتجهها بصفته المهنية، لذلك فإذا كان الشرطي مقتنعاً بمرتبه وامتيازاته فإنه سيساهم في تقدم ورفعة البلاد.
{ عملت نائباً لمدير الشرطة في حقبة وزير الداخلية الأسبق “عبد الرحيم محمد حسين”.. كيف كان التناغم؟
_ “عبد الرحيم” من أميز الوزراء الذين مروا على وزارة الداخلية، وهو الوزير الذي كنت أشعر بأنه يحب الشرطة ويعتز بأنه وزير لها، كان لا يتوانى في زيارة قسم شرطة في أقصى ولاية الخرطوم نهاراً أو ليلاً وعندما يجتمع بالضباط أو القيادة كان يتحدث وكأنه ضابط شرطة وليس وزيراً، وحقق من المكاسب ما لم يتمكن من تحقيقه الآخرون، وتشهد له كثير من العربات والآليات والعقارات والأجهزة التي تنعم بها الشرطة الآن، وكان متجرداً تماماً في هذا العمل، وفي كثير من الأحيان ينسى أنه ضابط ينتمي للقوات المسلحة لاندماجه العميق وتوغله في مجتمع الشرطة.. من جانبنا قابلنا هذا الحب بالحب، وهذا العمل بالفخار والتقدير والاحترام، وكل صغير وكبير كان يعلم بأنه أتى ليساعدنا في العمل للنهوض بالشرطة.. تمنيت أن يعود اليوم قبل الغد ليتسلّم زمام وزارة الداخلية.
{ كيف تابعت قضية الشهيدة “أديبة” حسب خبرتك في العمل الشرطي؟
_ لم أتابع قضية “أديبة” متابعة لصيقة، لكن من خلال رواية قصة خطفها نهاراً وبالقرب من منزلها وهي ذاهبة للمتجر القريب أيقنت بأن الجريمة تدور في نطاق ضيق.