مسألة مستعجلة
استفتاء في مسرح “تاجوج”!
نجل الدين ادم
تذكرت وأنا أشهد صباح يوم (السبت) الماضي، افتتاح مبنى مسرح “تاجوج” بولاية كسلا على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية، على هامش الدورة المدرسية، تلك الجلبة والاتهامات التي واجهتها ولاية كسلا بهدمها للثقافة، وهي تشرع في تحويل المبنى بآخر بمواصفات جيِّدة. الكثيرون من أهل الثقافة والفن اعتبروا المشروع طمس لعلم مهم وحاصرتهم الهواجس بجانب البعض من أهل كسلا الذين يعتبرون مسرحهم منارة ثقافية يفاخرون به ولايات السودان المختلفة، ولكن المفاجأة العملية كانت على عكس ما توقع المشفقين وأولئك الذين حاولوا استغلال هذا التحوُّل الإيجابي إلى سلبي لتأليب الرأي العام. المفاجأة كانت افتتاح مسرح (ما ليهو مثيل) في السودان، مسرح بمواصفات حديثة، ليكون الاستفتاء الحقيقي عن افتتاح الليلة الثقافية في بالمسرح، حيث شرَّف النائب الأول هذا الحدث في المساء بعد افتتاح المبنى صباحاً، الاستفتاء كان في الحضور المنقطع النظير للمواطنين من الشيب والشباب والنساء، وقد امتلأ المسرح عن بكرة أبيه وضاق المكان بالحضور وتحلَّق الكثير ممن لم يجدوا موطئ قدم بالداخل حيث كانت شاشات التلفزة بالخارج موزعة ليشاهد المواطنين الاحتفال من خلالها باهتمام بالغ ونظام يحسد عليه أهل كسلا، ويعطي الحكومة مؤشراً إيجابياً بالرضاء والقبول من المواطنين، ويعطي لمسة وفاء أكبر لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي قام بتشييد هذا الصرح، وأعطى إنسان كسلا ما يطلب، فليس أقل من أن يهتم مدير الجهاز بهذا العمل ويحضر خصيصاً يوم الافتتاح إلى مدينة كسلا رغم ارتباطه بمهام أخرى ليشكِّل حضوراً.
هذا المشروع كان ضمن مجموعة من المشروعات التي تم افتتاحها على هامش الدورة المدرسية.
وما لفت نظري أكثر هو الجد والاجتهاد من قبل حكومة كسلا بقيادة واليها الأستاذ “آدم جمَّاع”، في وضع بصمات عطاء حقيقية، وهم يحوِّلون ما شاهدته قبل أكثر من سبعة أشهر، من (كوش) ومناطق وعرة على امتداد نهر القاش إلى (كورنيش) ترفيهي جميل تتدافع نحوه الأسر في الأمسيات، وبجواره صرح آخر لا يقل أهمية عن مسرح “تاجوج”، وهو المسبح الذي يجاور الكورنيش، في نقله نوعية لإنسان الولاية.
أما الصرح الأهم فكان هو إستاد “البشير” الأولمبي، نعم، إستاد أولمبي بمواصفات عالمية يضاهي إستادات العالم، كل ذلك كان ضمن حراك الدورة المدرسية بجانب مشروعات خدمية أخرى ما يعكس أن الدورة المدرسية، وكما أشرت أمس، ليست مجرَّد مناشط والسلام، بل هي حدث اقتصادي واجتماعي كبيرين.
التحية مرة أخرى لولاية كسلا حكومة وشعباً وهي تستقبل أعداد ليس لها مثيل من الضيوف بترحاب وكرم وضيافة، والتحية لواليها وهو يحوِّل المستحيل إلى واقع يسر الحاضرين، والله المستعان.