نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء (م) "فضل الله برمة ناصر" في حوار مع (المجهر السياسي) (2- 2)
ضعف المعارضة هو سبب بقاء الحكومة!
الانتخابات كلمة حق يراد بها باطل.. نتمنى أن تقام شروطها لنشارك فيها!
هذا هو سبب خلافات الحركة الشعبية وانقسامها ليس في مصلحة السودان
الوضع مأزوم للغاية والحكومة في وادٍ والمعارضة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر!
حوار – سوسن يس
{ لماذا لم يقم حزب الأمة القومي بمبادرة صلح أو وفاق بين طرفي الحركة الشعبية خاصة أنهم شركاؤكم في “نداء السودان”؟
– كتبنا لهم. وقلنا نحن واقفون على مسافة متساوية من الطرفين.. فنحن لا نقف مع جهة على جهة أو نشجع طرفاً دون طرف، ونرجو منكم أن تصلوا لتسوية سلمية فليس من مصلحتكم أن تنفصلوا. ولا من مصلحة السودان أن تكون هناك حركات متعددة، فنحن نختلف في هذه الرؤية عن الحكومة، فالحكومة تسعى للتفتيت ولكن هذا ليس من مصلحة السودان.
{ كيف قرأتم الخلافات التي عصفت بوحدة الحركة وانتهت بانقسامها إلى حركتين؟ هل من الوارد أن تكون وراء هذا الانقسام جهة تريد أن تمرر أجندتها الخاصة بتقرير المصير وتحقيق انفصال جديد؟
– شوفي.. أريد أن أقول لك شيئاً.. بالنسبة لخلافات الحركة الشعبية، فالمسألة استمرت منذ 2011.. حينما كانت الحركة جزءاً من الحركة الأم ثم ذهبت الحركة الأم والجنوب انفصل، لكن هؤلاء لم يجلسوا ليعقدوا مؤتمراً ويختاروا قيادات واستمروا بالدفع القديم. والدفع القديم هذا خلق التوتر، وخلق نوعاً من البلبلة داخل القواعد، وهذا ما أدى لهذه الخلافات.. لكن في الحقيقة الانقسامات شيء مؤسف وليست من مصلحة الحركات ولا من مصلحة السودان، وهي حتى الحوار عطلته. لكن هذا أمر داخلي يهمهم هم والآخرون حكومة أو معارضة إذا تدخلنا فيجب أن نتدخل لإصلاح ذات البين أو نلزم الصمت، وندعوهم لتوحيد كلمتهم وألا نساعد في كب الزيت على النار لأن هذا ليس في مصلحة أحد.
{ ألم تجلسوا معهم لإصلاح ذات البين؟
– لا، ولكن كتبنا لهم وسيد “الصادق” بعث لهم وصية وأرسل لهم خطاباً مع “دقاش” لكن هذا ليس كالجلوس المباشر.. فأنت عندما تمنع الناس من السفر والجلوس مع بعضهم فهذا معناه أن قصدك هو أن تستمر الخلافات وهذا ليس من المصلحة.. ولكن الباب بيننا مفتوح ونحن نقف على مسافة واحدة من الطرفين.
{ كيف تنظر للمشهد السياسي الآن وما الذي يلفت انتباهك فيه؟
– نحن كسودانيين يجب أن نواجه قضايانا بكل أمانة وبكل إخلاص وإذا لم نواجهها بأمانة وبإخلاص فلن نستطيع الخروج من هذا النفق. لذلك أنا سأكون صريحاً جداً في الإجابة عن هذا السؤال. الوضع السياسي في السودان مأزوم للغاية والشيء المؤسف أن الحكومة في وادٍ والمعارضة في وادٍ والشعب في وادٍ والسودان في وادٍ آخر..
الحكومة وهي المسؤولة عن الناس، عن معيشتهم وعن أمنهم واستقرارهم ينطبق عليها المثل (نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً).. بكل أمانة الوضع الآن يمضي من سيئ إلى أسوأ ويمضي نحو الانهيار وللأسف الحكومة تتكلم عن شيء غير موجود في الواقع.. الآن بعد (26) سنة من الحكم الحكومة غير قادرة على توفير رغيفة العيش (الرغيفة بقت في تلتلة).. غير قادرة على توفير المياه في معظم أنحاء العاصمة، والعاصمة بين نيلين، ناهيك عن المناطق الأخرى وعن معاناة أهلها.. غير قادرة على توفير الكهرباء والقطع اليومي مستمر وفي ازدياد.. غير قادرة على توفير الأمن والاستقرار الذي يتحججون به في توجيه الميزانية له.. غير قادرة على معالجة المشكلة الاقتصادية التي كانوا قبل رفع العقوبات الأمريكية يعلقونها على العقوبات.. الآن سقطت شماعة العقوبات والدولار يتحرك للأعلى والوضع أسوأ مما كان.
باختصار الحكومة عاجزة أو فشلت فشلاً ذريعاً في معالجة كل مشاكل السودان.. والمؤسف أنك في نفس الوقت تسمع جعجعة كما قلت لك ولا ترى طحيناً… كلام عن التنمية، وعن التنمية الصناعية، والتنمية الزراعية، والمشاريع و.. و.. و.. تسمع نفاقاً وتضليلاً وكذباً وكلاماً معسولاً ليست له أي علاقة بالواقع.. هذه هي الحكومة، والمعارضة نفس الحال.. فضعف المعارضة هو السبب في تمكين بقاء الحكومة.. فعناصر ومقومات بقاء الحكومة، ضعف المعارضة نتيجة لخلافات ليس لها أي معنى.. على كل أبناء السودان حتى يخرج الوطن من هذا النفق ، على كل أبنائه مسؤولين في مستوى القيادة أو حكومة وشعباً عليهم أن يجلسوا على أرض الواقع ويناقشوا قضاياهم لإيجاد مخرج سلمي للوطن.. والشعب المكتوي بكل النيران، الذي يتناول وجبة واحدة في اليوم، الذي لا يجد الماء ليشربه، الذي لا يجد الكهرباء (الشعب المدارسه مقفلة ومستشفياته مقفلة وطرقه مكسرة.. الوطن الغرقان وبرفع يدو ويقول له، يقول لأبنائه الحقوني ومافي ولا زول جايب خبرو).
{ ما تقييمك لنشاط تحالف “نداء السودان”.. التحالف له نصيب كبير في ضعف المعارضة الذي أشرت إليه؟
– ضعف المعارضة سببه الحكومة.. المعارضة مشكلتها أنها مكبلة وتعاني من مصادرة الحكومة لممتلكاتها ولأموالها وحرمانها حتى من مخاطبة جماهيرها.. المعارضة في كل الأنظمة ينظر لها باعتبارها جزءاً من الدولة.. مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات وعندهم رؤية.. ولكن أنت في السودان تريد أن تلغيهم!
{ انتخابات 2020 تسرع الخطى.. فهل في نيتكم المشاركة فيها وهل أنتم مستعدون لخوضها أم ما الذي ترونه بخصوصها؟
– شوفي، ليس هناك حزب ديمقراطي ينشد الديمقراطية يقول أنا لا أريد الانتخابات.. لكن الانتخابات عندها شروطها ونحن عندنا تجربة مريرة في انتخابات 2010 والتي قبلها. نحن نطالب بانتخابات حرة ونزيهة والآن هناك وقت لانتخابات 2020، فهل المؤتمر الوطني سيسمح بتوفير شروط الانتخابات؟ أولاً نحن نريد أن يسمح للقوى السياسية بأن تخاطب جماهيرها.. أنت تمنع الناس من مخاطبة جماهيرهم فكيف تقول لهم شاركوا في انتخابات؟ نحن نريد أن (نعمل) معاً قانوناً للانتخابات.. نريد أن ننشئ معاً مفوضية للانتخابات.. نريد أن نتشارك جميعاً في الإشراف على الانتخابات.. نريد أن يكون تمويل الانتخابات متساوياً ومن الدولة.. فهل المؤتمر الوطني يريد أن يلتزم حقيقة بشروط الانتخابات ويوفرها ليدخلها الناس أم يريد أن يفعل كما فعل في الماضي.. تزوير للانتخابات ووضع قانونه وحده وإنشاء مفوضيته وحده؟؟ لا يوجد هناك أحد يرفض الانتخابات ولكننا نريد انتخابات مستوفية لشروطها.
{ في تقديرك ما الذي سيحدث في 2020 بملف الانتخابات وعلى ماذا ستنتهي الانتخابات القادمة؟
– ناس المؤتمر الوطني لا يريدون انتخابات.. إذا كانوا يريدونها فعلاً فعليهم أن يلتزموا بشروطها ويلتزموا بالدستور.. (نمرة واحد البشير ما المفروض يترشح خلونا نلتزم بالقانون وبالدستور).. الانتخابات كلمة حق يراد بها باطل. لكن نحن نتمنى والله أن تفتح الأبواب لكل الشعب وأن يدخل الناس انتخابات حرة ونزيهة.