تقارير

"البشير" يختتم زيارته للجزيرة بافتتاح مستشفى أبو قوتة

* الرئيس ينتقد تدخلات بعض النوَّاب في الشأن التنفيذي
*والي الجزيرة: كل المشاريع التي تم تنفيذها هي واردة في البرنامج الانتخابي “للبشير”
* طلب رئيس الكتلة البرلمانية للوطني بالعفو عن المناوئين يقابل بالرفض
اختتم الرئيس “عمر حسن البشير”،  رئيس الجمهورية، زيارته إلى ولاية الجزيرة التي امتدت لثلاثة أيام افتتح خلالها عدداً من المشاريع التنموية، بمحليات الولاية وحاضرة الولاية مدينة ود مدني. غير أن ما يلفت النظر، هو ما يمكن اعتباره اتفاقاً مبيتاً، من قبل أهل الجزيرة، لجعل الزيارة بمثابة تدشين وضربة بداية حملة لترشيح “البشير” لرئاسة الجمهورية لانتخابات 2020م، والتي أيدتها أحزاب حكومة الوفاق الوطني والطائفة القبطية. وثمة ملاحظة أخرى، هي اختفاء شبه تام لـ(19) قيادياً، هم الذين قرر المكتب القيادي بالجزيرة فصلهم من الحزب. وقد أشار لهم “البشير” خلال حديثه في إستاد مدني، قائلاً بأن هؤلاء يضعون العراقيل أمام التنمية التي ابتدرها الوالي وتمت إزالتهم، وحتى محاولة رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني الذي طالب “ايلا” بالعفو عنهم تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، قوبلت بالرفض الشديد في لقاء القيادات، على الرغم من أنه قال إن رئيس المجلس التشريعي ومجموعته يمثلون تياراً نافذاً داخل المؤتمر الوطني، بالمركز
مدني – وليد النور – زهر حسين
أكد الرئيس “عمر البشير”، أن برنامج الحكومة الواضح هو توفير الخدمات للمواطن في مناطقه، وتعهد بتوفير تعليم الأساس والثانويات النموذجية والجامعات لبناء الأمة بالعلم، بجانب خدمات الصحة والمياه. 
ووجَّه “البشير” لدى مخاطبته مواطني مدينة رفاعة بمحلية شرق الجزيرة أمس السبت، بنقل الخدمات للمواطنين في مناطقهم، خاصة المياه الصحية النظيفة، وقال (نريد بدء الخدمات بالريف، وبدأنا بالريف البعيد)، وأوضح أن والي الجزيرة د. “محمد طاهر ايلا” فجر الطاقات وبعث الأمل في نفوس الناس بالجزيرة، وقال إن هذه كانت مفقودة، وأشار إلى المشاريع التي تم افتتاحها أمس، وأضاف (الجزيرة خيرها كتير وعم غيرها، لكنها كانت محتاجة إلى شخص يجي يفتح البلف ،ويفتتح طريق التنمية). وتابع “البشير” بأن “ايلا” جاء للجزيرة قبل عامين ونصف العام تم خلالها  تحقيق الكثير، واعتبر أن ما تم خلال عام واحد لو كان يتم كل خمس سنوات لكانت الجزيرة (فاتت كوريا وأمريكا ذاتها). واردف (إن شاء الله “ايلا” يواصل معاكم لغاية ما تقولوا كفى).
وقال “البشير” إنه كلما يزور الجزيرة يجد مشروعات جديدة كانت  مجرد أحلام، وأضاف (هناك مشروعات لم يفكروا فيها ولم يحلم بها أهل الجزيرة)، وكان إستاد مدني وحيداً في الولاية، بيد أن اليوم يوجد في كل محلية إستاد جديد للاهتمام بالشباب وإعطائهم الفرصة). وتابع: نريد للفرص أن تكون متكافئة.. نريد فريقاً من رفاعة في الممتاز بعد عام أو عامين (عشان يجوكم الهلال والمريخ وكل فرق الممتاز يلعبوا في الإستاد ده). وأكد “البشير” أن المشروعات التي نفذت لم تكلف كثيراً (لكن القليل ربنا بيتمو والقليل بيكتمل باسهام المواطنين). وثمن مجهودات المرأة التي قال إنها وصلت لحد بعيد، وبقت (فاس تكسر الراس).. عكس المقولة السابقة (المرأة إن بقت فاس ما بتكسر راس). وافتتح “البشير” أمس، ختام زيارته لولاية الجزيرة التي امتدت لثلاثة أيام، مستشفى أبو قوتة  الذي تم تشييده على نفقة أسرة “آل ملحم” من المملكة العربية السعودية بتكلفة (٢٠) مليون جنيه. وأعلنت مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة “وداد يوسف” أن المستشفى يضم أقسام النساء والتوليد والأطفال والجراحة والطوارئ، ومزود بأحدث الأجهزة والمعدات، ولفتت إلى أن السعة السريرية للمستشفى (١٤٤) سريراً ويستوعب احتياجات (144) قرية بوحدة أبو قوتة الإدارية، والقرى المجاورة. ويعد إضافة حقيقية لتطور  الخدمات الطبية بمحلية الحصاحيصا ..
   من جانبه حيا والي الجزيرة “محمد طاهر ايلا” منطقة رفاعة ووصفها بمدينة التعليم والإدارة الأهلية، وقال إن المشروعات التي وجَّه الرئيس “البشير” بتنفيذها، ووردت في برنامجه الانتخابي، في مجالات الصحة والتعليم والخدمات وغيرها، وقال مخاطباً الرئيس: (جئنا لنرفع التمام أن توجيهاتك تم تنفيذها). وأضاف بأن أهل رفاعة وشرق الجزيرة قاموا بدورهم تماماً، وأوضح أن المشروعات أسهمت فيها قطاعات شعبية وأبناء وبنات المحلية.
وشدد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” لدى مخاطبته القيادات النوعية بقاعة اتحاد المزارعين بولاية الجزيرة مساء الجمعة على ضرورة فصل الصلاحيات بين السُلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، واحترام كل سلطة للأخرى، وانتقد تصريحات بعض نواب البرلمان التي تدخل في  الشأن التنفيذي، لاسيما الحديث عن  محاسبة تنفيذيين، مشيراً إلى أن النواب من حقهم استدعاء الوزراء وليس الموظفين. وقال في ناس راكبين (حمار الشورى) ويفتوا في كل شيء، و”ايلا” دا مجلس شوراه  مجلس وزراؤه، واستشهد بقراره الخاص بحل المجلس التشريعي. وقال لما أصدرت القرار بحل مجلس تشريعي الجزيرة استشرت شخصين فقط هما النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي، ورئيس المحكمة الدستورية الذي شرح لي الموقف القانوني والدستوري، وبعدما اطمأننت (شُتّ الكورة).
وأكد “البشير” لدى تعقيبه على ورقة محافظ مشروع الجزيرة، الذي أورد حديثاً عن  أحد الصينيين قال له: “أجدادكم ما قصروا معاكم سطحوا لكم الأرض”، وتابع: هو لا يعلم أن الأرض مسطحة وهذه من نعم الله علينا. وأردف أن كل المحاولات السابقة لمشروع الجزيرة حققت بعض النجاح، ولكن يجب على المزارعين أن لا يكتفوا، (بتوفير حق  الكسرة بالملاح). عليهم الاجتهاد لتوفير مستوى معيشي أفضل، وطالب وزير الري ومحافظ المشروع بضرورة تخفيض الهيكل الإداري للمشروع من الترهل، واختيار إدارة بسيطة تتوفر لديها الخبرة والعلم والمعرفة لتطوير الإنتاج وزراعة محصول القطن المحور، بدل السابق الذي كاد أن يتسبب في كارثة بسبب المبيدات التي أثرت على الإنتاج والإنسان والحيوان معاً، وتابع أن دولة أستراليا سنة 1960م اختارت مزارعين من المشروع لتدريب الأستراليين على الزراعة. وتساءل أين أستراليا الآن؟ وشدد على ضرورة إدخال التقانة في الري وتحسين إنتاجية الفدان، وكشف عن وجود بذور محجوزة في بورتسودان بسبب الفحص.
من جهته طالب مدير مشروع الجزيرة بضرورة استجلاب التقاوى وإدخال أصناف جديدة وتشجيع المستثمرين الأجانب والوطنيين  على إقامة شراكات بجانب تأهيل وحدة إكثار البذور، وحوسبة المعلومات وإعادة النظر في قانون المشروع سنة 2005 تعديل 2014م
وقال ممثل أحزاب الحوار، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل “الهندي الريح”، خلال مخاطبته اجتماع الرئيس باللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي بالجزيرة، أمس، بقاعة اتحاد المزارعين، قال إن “البشير” هو القوي الأمين وصمام أمان الأمة وضمان استقرارها، ودعا إلى تكريم والي الجزيرة ومنحه وسام ابن الوطن البار. والتمس من الرئيس تعيين المجالس المحلية، وأعلن “الهندي” تأييدهم لقرار حل المجلس التشريعي، متهماً مجموعات لم يُسمها بعرقلة جهود التنمية.
من جهته قال رئيس الكتلة البرلمانية لنواب ولاية الجزيرة بالهيئة التشريعية القومية، “عبد الله بابكر” إن المجلس التشريعي المحلول كان فيه خمسة نواب من حي واحد، وقدم اعتذاره لوالي الجزيرة “محمد طاهر ايلا” عن الإساءات التي وجهت له من قبل المجلس التشريعي، وبعض النواب ووصف الحكومات السابقة لولاية الجزيرة بأنها كانت عبارة (شلليات وقبليات ومناطقيات) وفاشلة، وبددت المليارات في الفارغة. وشدد على عدم قبول أي تنازل “للبشير” عن الترشح لانتخابات 2020م.
إلى ذلك طالب رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني بالهيئة التشريعية القومية، دكتور “عبد الرحمن محمد علي سعيد”، والي الجزيرة بالعفو والصفح عن المناوئين له، ولكن قوبل طلبه بالرفض والاستنكار من الحضور الذين شددوا على ضرورة فصلهم نهائياً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية