المشهد السياسي
المملكة ومخاطبة الهموم بموضوعية
موسى يعقوب
بيان النائب العام السعودي الأسبوع الماضي، حول قضية الفساد واتهام بعض الشخصيات به كان قد تدارك الأمور بموضوعية وقانونية. فقائمة الاتهام طويلة ولم يبدأ الفصل فيها إلا مؤخراً عندما تم ملكياً إطلاق سراح سبعة من المتهمين من بين (208) شخصيات، لم يجد عليهم ما يبرِّر اتهامهم بالفساد والبقية يجري التحقيق معها، كما أفاد السيد النائب العام “سعود العجب”.
ولما كانت قرارات أخرى قد صدرت بتجميد حسابات المتهمين، فقد أعلن السيد النائب تجميد الأموال لا يمس شركات المتهمين والمؤسسات المالية وإنما أموالهم وأرصدتهم الخاصة بهم في المصارف.
وفي هذا أيضاً تطمين للعاملين واستمرار المؤسسات في نشاطها مما لا يؤثر على القطاع العام ونشاطه الاقتصادي في المملكة العربية السعودية وغيرها. فالنشاط العادي لم يتأثر بالتحقيقات الجارية. وربما ما لا يقل عن ذلك موضوعية هو ما أفاد به النائب العام “مسعود العجب” أن السلطات لن تكشف النقاب عن أية تفاصيل شخصية أخرى في الوقت الحالي. وذلك لحماية حقوق المشتبه بهم القانونية.
الموضوع بهذه الطريقة ليس سياسياً كما يقول البعض وليس نوعاً من الدعاية، وإنما هو هم قديم ومتوالي الحقب وجاء العهد الملكي الذي يهتم بالشأن الاقتصادي والشأن الأخلاقي والديني الذي يحرِّم الفساد في المجتمع ويمنعه كائناً من كان فاعله مالاً وجاهاً وسلطة. عليه فإن الرؤية لهذا الموضوع لابد أن تتغيَّر إعلامياً وسياسياً وغير ذلك. فالفساد بأشكاله المختلفة شأن يعنى به وتهتم سائر الدول والسلطات، ومنها نحن هنا في السودان.
هذا هو الذي فعلته المملكة في معالجة ذلك الهم الإنساني والعالمي – فما هي هموم الوطن العربي التي يتعيَّن مخاطبتها بموضوعية. ومنها :
{ الأزمة في بيروت جراء استقالة وغياب رئيس وزرائها السيد “الحريري”؟.
{ والأزمة الخليجية التي بدأت بين أربع من كبار الدول الخليجية وشقيقتها قطر؟
الجمهورية اللبنانية المحاصرة بالهموم وعوامل عدم الاستقرار والتي يطالب شعبها بعودة “الحريري” لترتيب الأوضاع فيها بين الساسة وبقية الأطراف يتعيَّن عمل الكثيرين ودفعهم في ذلك الاتجاه، وإلا فالمهدِّدات كثيرة ومنها إسرائيل .
والأزمة الخليجية التي تباعدت فيها الشقة بين دول ومنظمات الاتحاد العربي الخليجي الواحدة.. وفتحت الباب للتدخل الخارجي لابد من تلافيها ومخاطبتها هي الأخرى بحسبانها هم خليجي وعربي وإسلامي كبير. والمملكة العربية السعودية وقطر وغيرهما من الحزام الخليجي والعربي أولى بمخاطبة ذلك الهم بموضوعية.