رأي

مسامرات

مغامرة “مأمون”..وتخبُّط جيل
محمد إبراهيم الحاج

* يرتِّب المغني الواعد “مأمون سوار الذهب” إلى خوض غمار الحفلات الجماهيرية عبر الحفل الذي أعلن عنه بالمكتبة القبطية نهاية هذا الأسبوع.
* و”مأمون” الذي لم يمض على ظهوره في الساحة الفنية أكثر من خمسة أشهر..هي فقط عمر ظهوره على الناس عبر برنامج (أغاني وأغاني) الأشهر والأكثر تأثيراً في المشهد الغنائي السوداني طوال السنوات الماضية.. (يتحزَّم) ويغمِّض عينيه ليلقي بتجربته الواعدة في غمار تجربة كبيرة جداً.
* نعم، أجاد “مأمون” وقدَّم نفسه بطريقة مدهشة للغاية كسر بها ربما قواعد النجومية المعروفة بتدرُّجِها..واستطاع أن ينال حظاً كبيراً من الإعجاب في البرنامج وصار مطلوباً بشدة في المناسبات الاجتماعية وبعض حفلات الاستقبال.
* ولكن ثمة فرق شاسع بين أن تكون مطرباً محبوباً يسمعك الناس في مناسباتهم الخاصة ويصفقون لك وبين أن تمتلك كاريزما خاصة ومشروع غنائي متكامل يجبر الناس على الذهاب إلى الحفل مقتطعين من وقتهم ساعات ومن قوتهم جنيهات لكي يسمعونك.
* “مأمون” أنموذج واقعي وواضح من أبناء هذا الجيل.. الجيل المعروف باستعجاله النتائج..وبتململه ومحاولته القفز عبر المراحل للوصول إلى نتائج سريعة.
*ربما أراد “مأمون” أن يقفز درجات سلم التدرُّج بقفزات كبيرة متتابعة.
*الحفلات الجماهيرية لها اشتراطاتها واستحقاقاتها ومطلوباتها.
* يفكِّر كثير من الفنانين الكبار وأصحاب التجارب الغنائية الراسخة والقوية ألف مرة قبل الإقدام على خوض غمارها.
*الحفلات الجماهيرية من شأنها أن تقدِّم المطرب خطوات بعيدة..كما أنه يمكنها أن (تفرّمل) تجربته وتعيدها إلى الخلف ربما بذات السرعة التي تحققت بها.
* يذهب الناس إلى الحفل الجماهيري للمطرب المعيَّن بعد أن يكون قد أنتج كثيراً من الأغنيات الخاصة ووجدت قبولاً وذيوعاً وانتشاراً..وكوَّن قاعدة جماهيرية جيَّدة..ومن ثم يكون قد رسم بتلك الأغنيات ملامح تجربته الغنائية.
*وتجربة “مأمون” لا زالت غضة…ناعمة للغاية…تتكئ على أغنيات الآخرين..لا يحفظ الناس له عملاً غنائياً واحداً..ولم تتشكَّل بعد ملامح مشروعه الغنائي..بل إن خطواته الأولى لم تتضح ملامحها بعد.
*”مأمون” ليس سوى مطرب واعد يمتلك صوتاً جميلاً يجيد أداء ثلاث أو أربع أغاني مسموعة.
*وهذه مكتسبات لن تصنع مطرباً جماهيرياً يقوم على عبئه إنجاح حفل جماهيري كامل.
*لن يكون بمقدور “مأمون” الآن التراجع عن حفله الجماهيري الذي أعلن عنه بذات القدر الذي لن يستطيع معه إقناع الناس بأنه مطرب يستطيع إقامة حفل جماهيري.
* ولكنه يحتاج بعد أن يزول عنه ما كبر بدماغه من أنه بات نجماً جماهيرياً أن يفكِّر برؤية وأن يعمل من يحيطون به على نصحه وتبيين معالم الطريق له.
مسامرة أخيرة
“كانتْ توَدِّعُـني
وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني..
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني
 أحمد مطر

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية