رأي

فوق رأي

هناء إبراهيم
لكنه في النائبات صيني

في الجانب المعاكس للمثل القائل (الخيل تجقلب والشكر لحماد)، ثمة مثل آخر على العالم اكتشافه..
لأن دولة الصين التي اشتهرت بإمكانية تصنيع أي نموذج من أي بضاعة تجارية بالمواصفات التي يطلبها المستورد كـ مستوى الجودة والعمر الافتراضي للسلعة، وبكامل الشفافية والصدق مع حضرات السادة المصدرين والموردين، إلا أنها برغم هذا الصدق العالي حصلت على لقب عالمي في (الموسرة التجارية).
المستورد هو الذي يفصل، لكن الصين (شايلة وش القباحة)..
ربما لأن المستورد يخدع بصدق وضمير، فقد رأيت أيام الدراسة أحدهم وهو يلوم صديقه على تقصيره في المساعدة غير المشروعة داخل قاعة الامتحان قائلاً له (إنت ما غششتني بي ضمير، كان ترفع الورقة شوية، أو كان تعلي صوتك حبتين، اجتهد معاي، وبطل حركات الغتاتة البتعملوا فيها دي)..اتفرجتوا؟!
ولأن هناك أشخاصاً (شاطرين في القراية) وأشخاصاً (شاطرين في الغش) فإن الكل يتخرج وتستمر الحياة الصينية العظيمة.
والصين التي تحمل على سمعتها سمعة ناس تانيين، أصبحت هي الجنسية المزدوجة للعديد من الأشياء.
فالحب الذي لا ينمو كما الحب، وينتهي في اليوم الثاني من نشأته، بات يعرف فعلياً باسم الحب الصيني الحديث..
الأغاني الاستهلاكية التي تسيطر على حفلات الهجيج وتتسيد الموقف الغنائي لفترة تتراوح ما بين أسبوعين لشهر ثم تموت وتموت وتموت، يتم تأبينها باسم الأغاني الصينية المنقرضة، وذلك رغم كتابتها باللغة العربية المحلية الأوسع انتشاراً.
زاد الأمر سوءاً عندما ظهر الصديق الصيني والطب الصيني، ثم اكتملت الفاجعة بالتعليم الصيني، أتحدث عن الجنسية المزدوجة طبعاً وليس عن الدولة  العظيمة أكيد.
هذا وقد دخلت الصين الأخرى عالم التمثيل الاجتماعي ونتج عن الأمر ابتسامة مغشوشة وعبوات فاخرة من (كسير التلج).
وفي المجال الرياضي يعرف الـ لاعب الصيني بأنه لاعب خطير ومعلم وحريف أو كما تقول الصحف وقت إبرام العقد الملياري، لكنه في النائبات قليل..
فالصو وقت الجد..
فالصو مستورد، وهناك فرق، على الأقل من حيث مستوى (المغسة).
من جهة أخرى أترك لكم المجال للتحدث عن السياسة الصينية العجيبة وذلك يا سادتي من باب الأدب الصيني الرفيع الذي تعلمته علي يد حبوبة جيرانا أمد الله في أيامها وأحلامها..
والأحلام الصينية هي أحلام حقيقية لكنها وبسبب المناخ الصيني باتت صينية كبيسة..
لا زلت لا أتحدث عن الصين الدولة، إنما عن الصفة التي أُلحقت بمنتجاتها التي تصنع حسب الطلب ويبقى صاحب الطلب بعيداً عن المجال الصيني حتى تثبت جنسيته..
أنا ما فتانة لكن من هذا المنطلق أناشد الصين أن تجد صرفة مع هذا اللقب.
 على صعيد أزمة قطوعات المياه  في مدينة بحري، أخشى أن يكون النيل صيني والبحر تايواني..
و……
زيدني في نيراني
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية