ربع مقال
مشروع الكفاح.. الإرادة المضادة !!
خالد حسن لقمان
.. تسني لي خلال الفترة القريبة الماضية زيارة الولاية الشمالية، وبالرغم من كل ما سمعته من ما وصل إليه ما تبقى من فصيلة البشر هناك من اليأس والأعراض عن ممارسة مهنة أجدادهم التي رأس مالها فقط إرادة الحياة لديهم بجانب الطورية والمنجل والعجوز الداعي بالخير والولد الصالح الذي يسر العين بطيب الخلق والأخلاق .. بالرغم من هذه الصورة اليائسة التي علقت بذهني إلا أنني فوجئت ببعضهم يزرع الخلاء هناك ويحيل رماله الصفراء القاحلة إلى خضرة زاهية بثمارها وظلها.. مشروع الكفاح.. مشروع زراعي ناهض يمتد شرقاً من ملتقى شارع الشمالية – عطبرة يجتهد فيه مجموعة صغيرة من أهالي المنطقة على رأسهم رجل الأعمال “محمد سيد أحمد”، الذي يبذل ماله وكل جهده الآن لإنجاح زراعة أرض مقدرة من المشروع هناك.. سألته: ما الذي يجذبك للاستثمار في هذه الصحراء الجرداء.. أجابني بأن إخوته يقولون له إنه: (يحب الشقاوة).. وأي شقاوة؟.. هذه صحراء.. وبجانب هذا الرجل المدهش هنالك الأستاذ “بلة سيد أحمد” المحرك الديناميكي الحقيقي للمشروع بجانب عدد كريم مناضل بحق من أبناء المنطقة والذين يساعدونهم ومن هؤلاء المهندس “أحمد الشايقي” الذي ظل مرابطاً دائماً معهم.. لم ادرِ ماذا أقول لهؤلاء الشرفاء الذين يمكن وصفهم بمن يناطحون الصخر.. ولكن الذي يمكن قوله فقط من أجلهم إن على الحكومة والجهات ذات الاختصاص أن تنتبه لهذا الجهد المقدر لتدفعه على الأقل فقط بإمداد خطوط الكهرباء لمشروعهم حتى يستطيعوا الصمود في مشروعهم.. هل هذا كثير على مثل هؤلاء المكافحين بمالهم وجهدهم وصبرهم؟.