عز الكلام
ياهو ذاته زمن الجفاء!!
ام وضاح
حكت لي شقيقتي وهي تغالب نفسها أن لا تبكي أو تنهار أعصابها، أنها اليوم وفي طريق عودتها من العمل إلى المنزل شاهدت موقفاً حز في نفسها وآلمها جداً جداً لأنه لا يشبه أخلاقنا ولا سودانيتنا ولا ديننا الذي أوصانا بالرحمة، قالت لي إنه والناس تتدافع في اللحاق بالمواصلات، كانت هناك سيدة يبدو على وجهها التعب والإنهاك والسهر، تحمل في يدها طفلة رضيعة مريضة على أنفها أنبوب تنفس يثبته لاصق طبي، والسيدة المنهكة يصطحبها رجل عجوز لا يقل وجهه عنها تعباً وإرهاقاً وكان كلاهما يحاول أن يزاحم لإيجاد مقعد في حافلة تقلهما إلى وجهتهما لكن للأسف والحديث لازال على لسان شقبقتي أنه لم يعبأ بأمرهم أحد، وظلت تتقاذفهم الأيادي القوية لشباب بكامل صحتهم يتدافعوا نحو باب الحافلة قالت لي والله شعرت أن السيدة التي كانت كما القشة في مهب الريح، تكاد أن تبكي ليس بسبب مرض ابنتها أو حالها البائس الذي كانت تبدو عليه لكنها كانت تبكي من هذه القسوة وعدم الإحساس بالآخر، الذي جعلنا نفقد حتى الاهتمام أو الشفقة، ليدوس المهرولون نحو شباك الحافلة قيم العطف والرحمة ومعاني الرجولة السودانية، التي كانت تحرض أياً كان ليكون ولي ومقنع حوبات حتى للجارة وحتى الجايبة الدرب.
قلت “لسوسن” صحيح المشهد مؤلم ومخزي لكن التغييرات التي طرأت على المجتمع السوداني للأسف صادرت كثير من القيم النبيلة التي كنا حماتها وأهلها وما بقدر ادى الشباب ديل أي مبرر لمثل هذا التصرف الأناني لكن كمان حتى في الاعتبار أن من يتزاحمون نحو شباك الحافلة، مؤكد ظلوا لساعات طويلة في الهجير وتحت أشعة الشمس الحارقة وما صدقوا جاهم الفرج، ما قادرة اتخيل إحساس المعاناة الذي هم فيه لتعمى عيونهم عن الشوف وقد تغيب ضمائرهم عن البصيرة لكن في كل الأحوال نحن محتاجين نراجع أسباب شروخ اجتماعية ليست هينة ولا بسيطة أصابت جدار المجتمع وتهدده بالسقوط، اريتو كان الحكاية وقفت على عدم الانتبهاه لوجود مُسن وطفل مريض في المواصلات، المصيبة أكبر من كده بكتير، والسرقة والابتزاز والرشوة وجدت من يبرر لها ويجعلها كائنا يمشي بين الناس.
الكذب والتلفيق والبهتان أصبح السلاح المشروع في تصفية الخلافات ومعارضة الآراء والأفكار، منو كان بتخيل أن يصل مجتمعنا لمحطة أن تبيع أخت شقيقتها الصغرى للرذيلة مقابل ملاليم ملاييين أو حتى مليارات وعندنا الأخت الكبيرة محل الأم قداسة وهيبة.
في كل الأحوال ده الواقع المرير الذي نعيشه الآن وهو أكبر مأساوية من أزمات التجار والدولار والاستثمار، هو للأسف واقع لو أنه لم يجد الحلول والاهتمام فنحن لا محالة على حافة الانهيار والانفجار .
كلمة عزيزة
ليومين متتالين ضربت أحياء بحري أزمة مياه طاحنة، انقطع فيها الإمداد عن البيوت وأدخلت المواطنين في امتحان صعب وعسير، وطبعا كما العادة، حتى الآن لا نعرف لِمَ انقطعت المياه؟ ولِمَ عادت؟ لأنه مبدأ الشفافية بين المؤسسات الخدمية والمواطن معدوم تماماً، وليس هناك مسؤول ولا حتى موظف صغير معني بالتوضيح للرأي العام، الذي عليه أن يخت الخمسة في الاتنين ويرضى بواقعه على أي نحو يكون.
كلمة اعز
حتى الآن لا نعرف حقيقة ما يدور في ولاية كسلا المعروضة ممتلكاتها للبيع في المزاد العلني، هل صحيح أن الوالي يحارب الفساد أم أن هناك كلاماً تانيا؟ أخي والي كسلا اخرج للإعلام ووضح الحقائق كاملة، ووالله لو أنك أعلنت حرباً على الفساد، النار ندخلها معاك .