بكل الوضوح

“أيلا”.. ما أريكم إلا ما أرى!!
عامر باشاب

{ ما زال جميع السودانيين، وليس مواطنو الجزيرة وحدهم، في حيرة واستغراب من صراع الكبار الذي دار بين الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي بولاية الجزيرة.. لكن أخيراً أوقفت الحرب بمرسوم جمهوري.
{ كل الشواهد تؤكد أن تفاقم الأزمة و(شعللتها) تسبب فيها والي الولاية “محمد طاهر أيلا” بتعنته المستمر الذي أكد للجميع أنه يسير على نهج السياسة الفرعونية (ما أريكم إلا ما أرى).
{ وفيما يخص التنمية العمرانية في الجزيرة لم يُرنا “أيلا” إلا ما يرى في الظاهر من الإنجازات .
{ والزائر لمدني عاصمة ولاية الجزيرة يدهشه طوب “أيلا” المرصوص على سطح أرض المحنة على مد البصر، وتبهره النظافة والظرافة الخارجية في شوارع المدينة.. ولكن إذا دلفت إلى عمق الدواخل المخفية وراء حواجز الجمال الخارجي والعمران القشري (بطنك تطم) من أول نظرة على المناظر المقرفة التي ظلت تعشعش في عنابر مستشفى مدني من الداخل، الذي لم تمتد له يد “أيلا” التي اعتادت منذ عهده في مملكة البحر الأحمر على التنظيف والترتيب الخارجي والتعتيم الداخلي، واعتادت إمساك عصا التنمية من (النُص) والعرض بها على مسرح  التباهي أثناء العروض الوهمية لمهرجانات السياحة والتسوق (الغنائية).  
{ ويبدو أن الدكتور “محمد طاهر أيلا” جُبل على المضي في إتباع إظهار الجمال الخارجي وإخفاء الخواء الداخلي، حتى في صراعاته ضد معارضي سياساته، وهو يرفع شعار الإصلاح السياسي والنظافة الإدارية وقفل المواسير التي يرينا أنها منافذ لتسرب المال العام، وفي نفس الوقت لم يكشف لنا “أيلا” الحجاب ويفتح باب العتمة لنرى حقيقة الشركات التي احتكرت العمل في التنمية (المحصورة في الشوارع).
} وضوح أخير
{ أخيراً.. نقول إن المرسوم الجمهوري الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية بالأمس وقضى بحل المجلس التشريعي لولاية الجزيرة، جاء برداً وسلاماً على مواطني الجزيرة الذين يبغضون الصراعات والحروب بكل أشكالها وأنواعها النتنة، ويأملون في تنمية ونظافة حقيقية من الداخل والخارج و(معيشة ساهلة وحياة ماهلة) مثل التي عاشها أهل الجزيرة في الزمن السمح عندما كانت جزيرة (تهز وترز) بخضرة التنمية الزراعية ونظافة قادة الخدمة المدنية، وتحقق أملنا بالعمل الجاد لخدمة البلاد.
{ ونتمنى من “أيلا”، إذا أمد الله في أيامه والياً على الجزيرة، أن يأخذ نقلات من سياسة مولانا “أحمد هارون” في التنمية الشاملة والمتوازنة بولاية شمال كردفان وما حققه من إنجازات عبر نفير النهضة، والحرص على تنفيذ مشروعات التنمية بمواصفات الجودة الشاملة من الداخل والخارج.