رأي

عز الكلام

السفارة في الطراوة!
ام وضاح
حدثني أحد الإخوان، وهو رجل اقتصادي ومصرفي ضليع، والدهشة تتملكه وعلامات التعجب تقفز من بين ثنايا عباراته، أن له شقيقاً بالولايات المتحدة الأمريكية (بيزنس مان) من الذين استبشروا خيراً برفع أمريكا لعقوباتها عن السودان، وشرع في التجهيز لبيزنس تكون طرفاً فيه بعض الشركات الأمريكية في مجالات مختلفة، وقال لي إن شقيقه أصابته الصدمة وبعض الشركات الأمريكية اعتذرت له لأن هناك حظراً من الإدارة الأمريكية على السودان، وعندما أطلعها الرجل على مستجدات الأحداث اتضح له أن الجماعة ديل (ما ناقشين حنانهم) وليسوا على معرفة بالتطورات الجديدة.
وطبعاً في الحالة دي ما بلوم هذه الشركات، فهي غير مطالبة بمتابعة أخبار بلد يبعد عنها آلاف الأميال وأواصر العلاقات تكاد تكون معدومة (تكاد شنو الهينة دي) هي معدومة بالفعل، والروابط ما بين الشعبين قليلة بسبب عوامل ليس من بينها فقط بعد المسافة والحدود، لكن اختلافات الثقافة والهمّ المشترك أو حتى اهتمام الناخب والمواطن الأمريكي بشأن دولة لا حول لها ولا قوة زي حلاتنا.. أقول في الحالة دي لا ألوم الأمريكان أنهم ما عارفين أن “ترمب” رفع عنا الحظر، لكن ألوم ناسنا الذين يعملون في سفارتنا، هناك بدءاً من السفير حتى أصغر دبلوماسي، كيفن ما يطلعوا الرأي العام الأمريكي على أن العقوبات قد رفعت والوسائل متاحة بالكوم والردوم!! شن كتر الله غير المحطات الأمريكية المحلية والعالمية.. وشن كتر الله غير الصحف والصحفيين ووكالات الأنباء.. معقولة، السفارة لم تقم بحراك إعلامي ضخم تعرّف فيه الرأي العام الأمريكي بمستجدات العلاقة بين الحكومتين؟؟ خلوها وسائل الإعلام ما قادرين تنظموا منتديات أركان نقاش.. حفلة سماية.. أي حاجة تدعو من خلالها أكبر عدد من الشركات العاملة في مختلف المجالات للحديث عن تطورات استثمارية مرجوة بعد رفع الحظر، وبعدها السمع يحدث الما سمع؟!
يا جماعة الكلام ده عيب وتقصير كبير أن لا تفعّل السفارة كل أذرعها لتمليك رجل الشارع الأمريكي مستجدات هكذا قرار انتظرناه طويلاً، محركاً المياه التي ظلت راكدة ومزيلاً سحب الدخان التي لبّدت الأجواء طويلاً وحجبت عنا شمس المصالح والفوائد والمنافع، وهي فاتورة باهظة دفعها المواطن السوداني من حر مال أعصابه وعيشته ومعيشته.. فيا أخوانا هوي العمل الدبلوماسي ليس فسحة ولا فترة اغتراب للمّ الدولار وتعليم العيال لغات في الجامعات الأجنبية، العمل الدبلوماسي يا سادة قطعة من نار المسؤولية والواجب والعمل الوطني الدؤوب الذي لا ينقطع، والما قادر وما عارف وما فاهم غيّروه بالقادر والعارف والفاهم.
{ كلمة عزيزة
في أول مؤتمر صحفي له وهو يتولى منصب والي الخرطوم، قال الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” إنه مافي حتة في الخرطوم ما لقوها مرهونة.. وواضح جداً أن حكومة “عبد الرحمن الخضر” يومها قد تركت الخرطوم على سطح مزاد ساخن، والغريبة أنه من دِيك وعِيك، لم نسمع حاجة عن ملف العقارات والمباني الحكومية المرهونة، لتتجدد الأحزان مرة أخرى وولاية كسلا تدق الجرس على أملاك حكومية قومية وإستراتيجية وتاريخية.. يا أخوانا المباني دي بترهنوها قروشها بتمشي وين؟ فوائدها بتدخل في ياتو بند؟ هذه فضيحة بجلاجل وكسلا يدق على رأسها الجرس الذي، ولله الحمد، نفد منه جبل توتيل ونهر القاش.
{ كلمة أعز
كنت أتمنى لو أن جموع مواطني الخرطوم شهدوا معنا، أمس، من داخل محلية الخرطوم عرضاً عبر البروجكتر للتصوّر الجديد الذي تعدّه محلية الخرطوم في إطار ثورة النهضة والعمران التي يقودها سعادة الفريق “أبو شنب”، والشارع سيكون امتداداً حضارياً لمتنزه ملتقى النيلين الذي سيكتمل في الخامس عشر من ديسمبر القادم والحدائق المجاورة لمسجد الشهيد، وهي طفرة يواكبها إنشاء مبنى المحلية الذي سيكون تحفة معمارية وسياحية تتوهط وسط الخرطوم.. فلله درك سعادة الفريق وأنت دائماً حاضر في الموعد الذي تضربه، لا تعرف الكسل ولا التثاؤب ولا الخذلان، تقود مسيرة من العطاء والتغيير الحضاري الذي سيأخذ بيد الخرطوم في طرق النماء والازدهار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية